يبدو أن هذا الصيف سيكون دافئاً بامتياز للأسواق العالمية بشكل عام. لطالما كانت السياسة جزءاً هاماً من التأثير المباشر ولكن للحقيقة أن دونالد ترامب رسم خطاً جديداً للأسواق العالمية وأثبت للجميع أن السياسة تغير عندما تتدخل. لن ندخل في تفاصيل الصراع بينه وبين الفيدرالي الأمريكي ولكن لنوضح نقطة هامة للغاية: الفيدرالي الأمريكي مؤسسة مالية عريقة، تعمل وفق ضوابط اقتصادية ومؤسساتية وأسماء الأشخاص لا تهم، لأن السياسة النقدية يتم اتخاذها بناء على معايير احترافية وليست شخصية.
اللافت للانتباه، أن تراجع اليورو والاسترليني وبقية العملات الرئيسية من يوم الجمعة إلى اليوم كان قوياً، ولكن الذهب لم يتراجع رغم بقاء الدولار الأمريكي قوياً، حالياً عند 97.65 نقطة، هذا أولاً.
ثانياً، ظلت العوائد على السندات الأمريكية مستقرة بلا تراجع قاسي بسبب: تحسن شهية المخاطر، ارتفاع الأسهم، والكلام عن اتفاق تجاري ممكن بين ترامب والرئيس الصيني، هذا سيناريو عادةً يضغط على الذهب. بيد أن الذهب في الحقيقة بقي الذهب مستقراً قريباً من 1345$ للأونصة، أي متمسكاً بمعظم مكاسبه منذ يوم الجمعة الفائت عندما وصل إلى 1357$ للأونصة .
ثالثاً، الحركة السعرية مهمة للغاية لأنها تشير الى تمسك بالكثير من صفقات الشراء دون بيع قاسي. فنياً، فوق مستويات 1341$ سيكون جيدا للوصول مجدداً الى 1352$. التصحيح البسيط إن حدث لن يغير في رؤيتنا للذهب، الارتفاع لم ينتهي بعد.
تاريخياً، ارتفع الذهب بسبب تراجع الدولار الأمريكي وعمليات شراء الأصول بعد الأزمة المالية العالمية وصولاً الى 1900$ للأونصة بعام 2011. الآن تعود الصورة مجدداً للواجهة مع إمكانية تخفيض الفائدة الأمريكية والأوروبية، وعمليات تيسير للاقتصاد إن احتاج من جانب المركزي الأوروبي. اضافةً إلى الشراء الصيني الذي يتحوط من تضخم مرتفع بسبب سياسة الحكومة الصينية وإبقاء اليوان مستقراً دون ارتفاع من قبل بنك الشعب الصيني. النظرة للصورة الشاملة تهم أكثر، ليست فقط مضاربات يومية.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحديثات اليومية وتحليل الأسواق.