لم تنتهي دراما "الليرة التركية" مع إنتهاء دارما الإنتخابات في أسطنبول!

تم النشر 24/06/2019, 13:08
USD/TRY
-
US500
-
CL
-

مع بداية جلسات الأسبوع شهدت الأسهم مكاسب متواضعة أو أداء ثابتاً في الأسواق الآسيوية الكبرى، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بعد تراجع المؤشر يوم الجمعة من أعلى مستوى له على الإطلاق.
ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية وتداولت الأسهم الأوروبية دون تغيير بعد جلسة مختلطة في آسيا، ومع عودة الحمائم بالفيدرالي الداعية لخفض الفائدة كما وضحنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة (الفيدرالي لا يستبعد خفض الفائدة، والذهب يحلق لأعلى مستوى منذ 2013) قد عززت الأسهم الأمريكية مكاسبها مقابل الأوروبية في ظل إبتعاد المستثمرين عن أوروبا.
مؤشر ستاندرد آند بورز500 الأمريكي يعزز مكاسبه مقابل مؤشر يوروب ستوكس600 عند أعلى مستوى في 2019
وفي جلسات هذا الأسبوع يدرس المستثمرون الوضع في الشرق الأوسط إلى جانب التحول الحذر من البنوك المركزية الكبرى والتوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين.
مع إستمرار إرتفاع أسعار النفط قبيل يوم واحد من إجتماع منظمة أوبك، وفي الوقت نفسه تخطط الولايات المتحدة لإعلان المزيد من العقوبات ضد إيران. بينما أبدى الرئيس "دونالد ترامب" إستعداده للتفاوض مع القادة الإيرانيين دون شروط مسبقة لضمان عدم امتلاك إيران أبداً لسلاح نووي.

الإنتخابات التركية!
وفي الحدث الأهم هذا الأسبوع بعد قمة مجموعة العشرين المرتقب باليابان كان مع الإنتخابات المحلية التركية المعادة في أسطنبول.
حيث شهدت الأسواق الناشئة قفزة لعملة الليرة التركية بعد أن حصل مرشح المعارضة التركي على فوز ساحق في إعادة الانتخابات البلدية بسباق عمدة إسطنبول مما وضع حداً لأشهر من عدم اليقين السياسي الذي أثر على العملة.
حيث شارك عشرات الآلاف من أنصار المعارضة في الاحتفالات في أجواء حزبية في تجمعات منظمة وعفوية في جميع أنحاء إسطنبول بعد إعلان النتائج يوم الأحد.

فاز مرشح المعارضة التركي "إكرم إمام أوغلو" بإعادة سباق عمدة إسطنبول بعد فوز ساحق يوم الأحد في لائحة اتهام لاذعة لسياسات الرئيس "رجب طيب أردوغان "الاقتصادية ورفضه قبول هزيمة سابقاً، وهذا بعد أن تم إلغاء التصويت الأصلي في مارس بعد أن خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم بفارق ضئيل.

ليشكك "إمام أوغلو" الذي تم إقالته بعد 18 يوماً من توليه منصبه بعد أن اعتبر مجلس الانتخابات أن انتخابات مارس مشبوه، وهذا أثار مخاوف من أن المؤسسات الديمقراطية في تركيا كانت تندثر. بينما تفسح المجال أمام الحملات السياسية التي تحولت عن الإصلاحات الاقتصادية.

مما أثر على الإقتصاد وفقدت الليرة أكثر من 8 ٪ من قيمتها مقابل الدولار هذا العام، وهو الأسوأ أداء في الأسواق الناشئة بعد البيزو الأرجنتيني. في ظل حاجة المستثمرون على رؤية السلطات تواصل إصلاح الاقتصاد المحاصر، والذي يتعرض لخطر الركود المزدوج.

لكن في الإنتخابات المعادة حقق مرشح المعاضة "إمام أوغلو" فوزاً بنسبة 54٪ مقابل 45٪ على مرشح حزب العدالة والتنمية "بينالي يلدريم" رئيس الوزراء السابق، ورحب بذلك المستثمرون الذين كانوا يأملون في أن يحول قادة تركيا تركيزهم في النهاية على الإصلاحات الاقتصادية.

لترتفع الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي بنسبة تقارب 2% خلال جلسات اليوم، وهي الأفضل بين عملات الأسواق الناشئة اليوم بعد فوز مرشح المعارضة التركي. فمن المحتمل أن تكون الليرة مدعومة بدولار أكثر ضعفاً بالوقت الحالي حيث يشهد الدولار تراجع نحو أقل مستوياته في 14 أسبوع.
الليرة التركية تحقق مكاسب تقدر 1.9% مقابل الدولار قبل تراجعها مرة أخرى بالجلسات الأوروبية
فبعد أن تراجعت الأصول منذ مارس وسط حالة من عدم اليقين بشأن كيفية تأثير التصويت على سياسات أردوغان الاقتصادية، والمخاوف بشأن العلاقات المتوترة بين أنقرة وواشنطن بشأن شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخية الروسية.
تأتي نتيجة إنتخابات الأمس لتزيل مصدر عدم اليقين السياسي وكان هناك تفاؤل في السوق بأن الحكومة ستحول اهتمامها الآن إلى الإصلاحات الاقتصادية التي تحتاجها تركيا.

لم تنتهي الدراما السياسية!
لا يعني بالضرورة إنهاء الاضطرابات السياسية في تركيا، وقد يتم تشجيع أعضاء حزب العدالة والتنمية غير الراضين عن سياسات أردوغان على الانقسام. بعد فقدان الحزب الحاكم الدعم منذ أن أدى أردوغان اليمين الدستورية بسلطات جديدة كاسحة بعد انتخابات العام الماضي.
لكن مع نتيجة التصويت قد تضع حداً حداً مؤقتاً لشهور من عدم اليقين السياسي، وتعيد التركيز على الإصلاحات مع استمرار الاقتصاد في التعامل مع ارتفاع معدلات التضخم والبطالة.
وفي ردة فعل الرئيس التركي قبل أردوغان نتيجة الإعادة وهنأ " إمام أوغلوا" لكنه لمح إلى أن العمدة الجديد قد يواجه مشاكل قانونية، وأشار إلى أن إمام أوغلو قد يحاكم بتهمة إهانة حاكم إقليم.
مع إمكانية أن يؤدي الحكم بالسجن إلى الإطاحة به مثلما فقد أردوغان مقعده بصفته عمدة إسطنبول في عام 1998 لتلاوه قصيدة إسلامية تُعد تهديداً للنظام العلماني التركي، وبظل تمتع أردوغان أيضاً بأدوات قوة أخرى لتأكيد إرادته على المدينة.
حيث يحظى حزب أردوغان بالأغلبية في المجلس البلدي، ويقود مع حليف له 25 مقاطعة من 39 منطقة في اسطنبول.
ففي سلسلة من رسائل تويتر المتعاقبة بعد ظهور النتائج في ليلة الأحد سارع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إلى إعادة تأكيد موقفه باعتباره السياسي الأكثر هيمنة في البلاد خلال نصف قرن من خلال إعادة تركيز الانتباه على رحلة مهمة إلى آسيا، والذي أضعفه فوز ساحق لحزب معارض في الانتخابات المتكررة في إسطنبول.
كما تعهد بالحفاظ على تحالف مع حزب قومي رئيسي وتعهد بتعزيز مصالح تركيا في الداخل والعالم، وأعلن أنه سيزور الصين وأوروبا بعد اجتماع لمجموعة العشرين في اليابان في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
يسعى الرئيس التركي الذي من المتوقع أن يلتقي بالرئيس "دونالد ترامب" في قمة مجموعة العشرين للنقاش ومحاولة تجنب قضايا أكثر أهمية مثل العقوبات الأمريكية المهددة بسبب شراء نظام دفاع صاروخي روسي.
فيما يعرب المستثمرون عن أملهم في أن يتمكن القادة من إيجاد حل على الرغم من تأكيدات أنقرة المتكررة بأنها ستقبل تسلم أنظمة الدفاع الروسية.

أما على الصعيد الفني، يواجه زوج عملة الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية يواجه مستويات مقاومة عند 5.8150، وبحالة إختراقها قد يختبر مستوى 5.8425 متوسط متحرك 21 يوم فيما أعلى هذا المستوى مع إغلاق يومي قد يواجه مستوى مقاومة ثالثة عند 5.9240 متوسط متحرك 50 يوم.
بينما مع إغلاق السعر يومي ما دون مستوى 5.7120 قد يعزز من قوة الليرة التركية لإختبار 5.6835 متوسط متحرك 100 يوم، وما دونها قد يكون المستوى الثالني عند 5.6025 متوسط متحرك 200 يوم. أما مستوى الدعم الهام على المدى المتوسط سيكون عند 5.4760، وهو بحاجة لإغلاق أسبوعي ما دونه لعودة الليرة إلى مستويات فبراير.

Abdelhamid_TnT@

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.