المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 25/6/2019
تظهر شركة (NASDAQ:آبل) قوة على الرغم من المخاطر المحيطة بها جراء اشتعال الحرب التجارية الأمريكية الصينية. فارتفع السهم حوالي 11% في الأسابيع الأربعة الماضية، رغم الهبوط الذي طاله خلال الجلستين الماضيتين، ليغلق أمس عند سعر 198.58 دولار. ويضيف هذا الارتفاع الأخير قوة لرالي الأسهم، الذي نجح في الصعود بها نسبة 27% لهذا العام.
ولكن السؤال الأهم من الآن فصاعدًا هو: هل الاتجاه الثيراني مستدام، وهل الوقت مناسب لاتخاذ مراكز طويلة على أسهم آبل؟ تكتنف أسهم شركة آبل مخاطر جمة، وشديدة الجدية. والأكبر من بين تلك المخاطر: الضرر الواقع على نظام سلسلة إمداد الشركة، وهي عبارة عن شبكة شاملة من مزودي الخدمات بتكلفة منخفضة، والذي من المحتمل زيادة حدة تأثره، إذا تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
أرسلت آبل للحكومة رسالة الأسبوع الماضي، أكدت فيها على خطورة الوضع على أعمالها، لو فرض الرئيس دونالد ترامب تعريفات نسبتها 25% على منتجات صينية جديدة. وتؤذي تلك التعريفات مبيعات أفضل المنتجات، منها: الآيفون، والآي باد، وماك بوك، وساعات آبل.
وقالت آبل في الرسالة، الموجهة للممثل التجاري الأمريكي، حول التعريفات "سينتج عنها تخفيض مساهمة آبل الاقتصادية داخل الولايات المتحدة،" وتتراجع "قدرتها على التنافس عالميًا. حذرت آبل تحذيرها هذا قبل عطلة نهاية الأسبوع المهمة، فبنهاية الأسبوع الجاري يجتمع الرئيس ترامب مع نظيره الصيني، تشي شين بينج، حيث يحاولان الوصول إلى اتفاق حول مستقبل التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
الأكثر انكشافًا على الصين
أنشئت آبل على مدار السنوات الماضية شبكة عملاقة من المزودين في الصين، ساعية لتخفيض النفقات، وهذا ما جعلها من ضمن الأسهم الأكثر انكشافًا على الاقتصاد الصيني. ويبلغ عدد موظفي عملاق التكنولوجيا في سلسلة الإمداد 2 مليون شخص، وفق التقديرات، وذلك بالإضافة عدد مماثل من الموظفين في القطاع التكنولوجي المسؤولين عن تطبيقات آبل. فتصمم الشركة، وتبيع منتجاتها في الولايات المتحدة، ولكن تستورد تلك المنتجات من الصين بعد تجميعها.
وليس الانكشاف على الاقتصاد الصيني هو وحده ما يهدد أسهم الشركة، فالشركة الآن في خضم عملية إعادة هيكلة هادفة إلى مواجهة التراجع في مبيعات آيفون، تلك المبيعات المسؤولة عن 60% من إجمالي العائد الخاص بالشركة. وتوفر الشركات خدمات جديدة لمالكي أجهزتها، ويزيد عددهم عن 1.4 مليون مستخدم، ومن تلك الخدمات الجديدة: خدمة الاشتراك في الفيديو، والبطاقة الائتمانية لآبل، والاشتراك في خدمات الألعاب، ويسمح هذا للمستخدم بالدخول إلى ما يزيد عن 100 لعبة حصرية.
ووفق أي معيار، لا يمكن إنكار خطورة تلك التحديات التي تواجه الشركة، وربما تستمر تلك التحديات في توليد ارتفاعات ثم منخفضات على هيئة دورات متتالية بالنسبة لسهم شركة آبل على المدى القصير. وفي وجهة نظرنا، ما زال أمام الشركة 3 تحديات رئيسية، وعلى ما يبدو ستنتصر الشركة على تلك التحديات:
التهديد الصيني: تتمركز آبل في موقع الآن يساعدها على مواجهة العاصفة التي ربما تحاول ضربها جراء فشل الطرفين الأمريكي والصيني في التوصل إلى حل لخلافتهما، والإعلان عنه قبل فرض التعريفات الجديدة. فتمتلك آبل أكثر من 1.4 مليار قاعدة مستخدم مثبتة، ولديها حضور قوي على المستوى الدولي، كما يبلغ المستودع النقدي للشركة 225 مليار دولار. وتسمح تلك القوة بعبور تلك الشركة الأزمات، وتغطية النفقات الإضافية لقاعدتها الجماهيرية، عكس صغار اللاعبين، ممن لا يمتلكون مصادر كافية للبقاء في اللعبة.
الرد الانتقامي: من غير المحتمل أن تستهدف الصين شركة آبل، كما فعلت الولايات المتحدة مع هواوي، وذلك لأن آبل مساهم كبير في الاقتصاد الصيني. وفي مذكرة للعملاء صادرة قريبًا، لم يرجح، وامسي موهان، من (NYSE:بنك أوف أمريكا)، احتمالية سيناريو انتقام الصين من شركة آبل. "نرى احتمالية انتقام الصين من آبل ضعيفة."
إعادة الهيكلة: يبدو أن آبل تنجح في خطتها القاضية إلى إحياء نمو المبيعات، وتنويع مصادر العائد بعيدًا عن مبيعات آيفون. فتقدم الشركة خدمات كثيرة منها: موسيقى آبل، وتأجير الأفلام، وتحميل التطبيقات، وتولد تلك المنتجات 33% من النمو للعام الماضي، وبلغت أرباحها 40 مليار دولار، بما يمثل 15% من إجمالي عائد الشركة الذي وصل إلى 265.6 مليار دولار.
وستتسارع تلك المساهمة إذا ما بدأ عمل خط خدمات الشركة الجديد، من: بث خدمات الفيديو الترفيهية، وآبل باي، والألعاب. ووفق تقديرات (NYSE:مورجان ستانلي)، تستمر تلك الخدمات في زيادة حصتها من العائد، وستنمو لحين تشكيل 60% من عائد آبل على مدار السنوات الخمس القادمة.
خلاصة القول
للأسابيع القادمة أهمية بالغة في استدامة رالي الأسهم على المدى القصير، لا سر في التأثيرات السلبية التي يمكنها الوقوع في حال فشلت المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ووقوع تلك التأثيرات على أسهم قطاع التكنولوجيا، ومن ضمنها آبل. ولكن، أي هبوط على أسهم شركة آبل يعد فرصة للشراء، بالنظر للعلامة التجارية القوية، ومركزها النقدية، ومحاولات توليد عائد من مصادر متنوعة.