توصلت دول الأوبك اليوم الثلاثاء لاتفاق يضمن تمديد خفض إنتاج النفط الخام حتى مارس 2020 ، على خلفية خفض المنظمة إمدادات النفط منذ العام 2017 لمواجهة العوامل التي قد تساهم في انخفاض أسعاره .
إلا أن الأسواق يبدو أنها امتصت تأثير هذا الاتفاق واستقرت الأسعار بعدها حول 58.50 دولار للبرميل الواحد ، فما زالت المخاوف بشأن تباطوء الاقتصاد العالمي قائمة ، والنزاعات الاقتصادية المحتملة والقائمة بين أمريكا والصين ، مما يدفع للمزيد من مخاوف المستثمرين مستقبلاً ما يعني كبح جماح النمو الاقتصادي بشكل عام ، وأيضاً لا ننسى ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام .
وزد على ذلك تصريح وزير النفط الإيراني يوم الاثنين بأنه تقرر استثناء إيران من اتفاق خفض الإنتاج ، وأضاف أن مطلب إيران من الاجتماع رغم 176 للمنظمة قد تحقق حيث تم إعفاءها من تخفيض الإنتاج كما كان سابقاً ، جدير بالذكر أن الحصة الأكبر من إنتاج إيران للنفط يذهب للصين وهي الأكبر من حيث الاستهلاك بعد الولايات المتحدة الأمريكية .
كل هذه العوامل قد تضغط على أسعار النفط الخام في الفترة القادمة ، ان لم يلح في الأفق بعض الأخبار التي تدعم النمو الاقتصادي العالمي .
ومن الناحية التقنية وصل النفط الخام بتداولاته الأخيرة لمستوى المقاومة 59.70 ، ذلك المستوى الذي كان يمثل المستهدف السعري لتركيبة القاع المزدوج المتكونة في وقت سابق على المدى القصير ، وأيضاً يمثل نسبة 50% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية للموجة الهابطة على المدى المتوسط (من 76.72 إلى 42.67) ، بالتزامن مع ملامسته لمقاومة المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة ، وأيضاً اختباره لخط اتجاه فرعي هابط على المدى القصير ، ومما زاد من قوة هذا المستوى أيضاً وصول مؤشرات القوة النسبية لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء ، بصورة مبالغ فيها كثيراً مقارنة بحركة السعر ، مما يشكل بدء تكون دايفرجنس سلبي بمؤشر الستوكاستيك .
كل ذلك يضغط على أسعار النفط بتداولاته القادمة ، وذلك طيلة تماسك مستوى المقاومة 59.70 ، ليرتد انخفاضاً لتجميع قواه الإيجابية من جديد ، وقد يقوده ذلك لإعادة اختبار مستوى الدعم 55.68 ، الذي يمثل نسبة 38.2% من نفس المستويات التصحيحية السابق ذكرها .