يمكننا القول بأن خطاب جيروم بأول يوم أمس لم يكن مفاجئاً , هناك عدة نقاط قديمة – جديدة لابد أن نأخذها بعين الاعتبار لتحديد المسار القادم .
أولاً, خلال شهر كامل حتى اليوم , لم يتراجع مؤشر الدولار الأمريكي الا بنسبة بسيطة . قبل شهر من اليوم كان عند 97.67 واليوم يتداول مؤشر الدولار الأمريكي عند 96.92 نقطة , التراجع بسيط رغم كل هذا الجدل في الأسواق العالمية بشأن تخفيض أسعار الفائدة ورغم تأكيد الفيدرالي الأمريكي على ضعف التضخم.
ثانياً, خلال شهر من الآن ارتفع الذهب بأكثر من 6.8% وهذه نسبة مرتفعة , عاد للتراجع قليلاً من مستوياته الحالية 1424$ ولكنه كان تصحيحياً منطقياً محدوداً كما توقعنا وقلنا من قبل .
ثالثاً, التراجع المحدود للدولار الأمريكي مرتبط أساساً بنقطة محورية للغاية: البديل يبقى ضعيفاً وخاصة بين العملات الرئيسية. التراجع المحدود أساسه بقاء الفائدة الأمريكية أعلى من بقية الاقتصاديات المتقدمة وبالتالي لا يوجد سبب منطقي للرهان ضد ذلك حالياً. كما أن التخفيض القادم لأسعار الفائدة سيبقى محدوداً لن يتجاوز 0.5% في أفضل الحالات.
رابعاً, الأرقام الصادرة من مجلس الذهب العالمي مهمة للغاية. أشارت هذه الأرقام الصادرة يوم أمس الى أن العقود أي تي ف المدعومة بالذهب ارتفعت بقوة في الشهر الفائت حزيران بقيمة 127 طن الى 2548 طن ما قيمته 5.5$ مليار من التدفقات النقدية الجيدة, هذا الارتفاع هو أفضل ارتفاع شهري في سبع سنوات , اذا هناك من يشتري بقوة . إدارة الأصول المقومة بالذهب ارتفعت 15% الى 115$ مليار حيث يبقى الذهب واحداً من أفضل الأصول أداءً في العام الجاري 2019 .
هذا الاتجاه لن يتغير حالياً حتى لو بقيت معدلات التضخم العالمية منخفضة . قد نرى تباطؤاً في الارتفاع عندما نرى مستويات أعلى قريبة من 1500$ للأونصة , ولكن ما يهمنا الاتجاه العام الذي يبقى زخمه للشراء. وللتذكير مجدداً, التصحيح على الدولار الأمريكي غالباً سيبقى تدريجياً وبطيئاً.
التحديات المهمة :
أولاً , ما يجعل شراء الذهب صعباً هو الارتفاع السريع لذلك حذار من الارتفاع السريع للذهب خاصةً اذا لم يتراجع مؤشر الدولار الأمريكي بقوة , هذا تحدي كبير .
ثانياً, اذا خفض الفيدرالي الفائدة لمرة واحدة فقط كنوع من التأمين على الاقتصاد هنا سيكون الاختبار الأهم للذهب عندها .
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحديثات والتحليلات اليومية .