المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 12/7/2019
يبدأ موسم الأرباح خلال الأسبوعين القادمين، وأكبر البنوك في الولايات المتحدة على وشك إصدار تقاريرها لنعلم حجم الضربات التي تعرضت لها جراء التباطؤ الاقتصادي، وتصاعد حرب التجارة، وهبوط معدلات الفائدة.
لم يكن شعور المستثمرين إزاء أسهم البنوك إيجابيًا كما كان لبقية أسهم قطاعات السوق. فهبط مؤشر القطاع البنكي التابع لناسداك Settle Settle KBW Nasdaq Bank أكثر من 7% على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، مقارنة بالقفزة التي حققها مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي ارتفع 8%. واستمر شعور المستثمر على النحو التشاؤمي رغم الأرباح البنكية التي كانت صحية بصورة عامة.
يخشى المستثمرون أن تنتهي المرحلة الأخيرة من دورة الثيران على انخفاض. فإذا ما وقع ذلك، ستتعرض البنوك لضربة قوية من جهات عدة، ويظهر أثر ذلك في تباطؤ الإقراض، وارتفاع معدلات تخلفات الدفع.
خلال الأسبوع القادم، يبحث المستثمرون عن المناطق المتضررة، بينما تصدر البنوك تقارير أرباحها. وبهذا الصدد، نركز على اثنين من أكبر الأسماء، التي يمكن أن تُتاح على أسهمها فرص شراء بعد إصدار تقرير الأرباح.
- سيتي جروب
إذا كنت تبحث في مسألة العودة لقطاع أسهم البنوك، نعتقد أن سهم (NYSE:سيتي جروب) هو واحد من أفضل أسهم القطاع في الوقت الراهن. ونستمد تفاؤلنا حول البنك من تخفيض النفقات المستدام الذي لجأ له خلال العقد الماضي، وإعادة التوازن إلى محفظته الاستثمارية.
وبدأت تلك الجهود تعطي ثمارها، وشهد البنك تحسن على مستوى الربح والعائد. ومر البنك بتصحيح قوي خلال الربع الأخير من عام 2018، ومن بعده عادت الأسهم قوية، لتسجل ارتفاع نسبته 38% هذا العام، أكثر من ضعف أرباح مؤشر KBW،الذي ارتفع 15% خلال نفس الفترة. وارتفع السهم حوالي 1% يوم الخميس، ليغلق عند 71.61 دولار.
يصدر تقرير سيتي جروب يوم الاثنين، ومن المتوقع أن ترتفع ربحية السهم لـ 1.85 دولار، والعائد يصل إلى 18.71 مليار دولار، وفق تقديرات مجمع المحللين.
وواحد من المخاطر التي تهدد أرباح القطاع البنكي خلال الربع الماضي كانت تراجع أحجام التداول. فحذرت سيتي جروب في أواخر مايو من تراجع عائد التداول للربع الثاني بسبب الحرب التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين، وخطط بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، وتصاعد التوتر بين إيران وأمريكا.
وحتى في ظل التراجع للاقتصاد الكلي، تمكن سهم سيتي جروب من تحسين أدائه ليصبح أفضل من النظراء، وذلك جراء جهود الشركة المستمرة في تخفيض النفقات خلال العقد الماضي. وتعكس تلك الجهود التحسن السريع في معدل كفاءة البنك، أو النفقات بالنسبة للعائد. فأصبحت النفقات بالنسبة للعائد عند 60%، ليصبح واحدًا من أفضل البنوك القادرة على الاستمرار في تسجيل أرباح.
- جي بي مورغان تشايس وشركاه
يجدر مراقبة أسهم البنك التجاري والاستثماري، (NYSE:جي بي مورغان تشيس وشركاه)، عن كثب عند إصداره تقرير أرباح الربع الثاني يوم الثلاثاء. ويتوقع المحللون بلوغ متوسط ربحية السهم 2.53 دولار، والمبيعات تصل لـ 29.02 مليار دولار.
وكان العام 2018 عامًا مذهلًا بالنسبة للبنك، بسبب نمو الاقتراض القوي، ونموذج الأعمال القوي. فسجل البنك أرباحًا قياسية في صافي العائد، حتى عندما تستثني الفوائد المتولدة من تعديلات الضرائب الأمريكية.
وكانت تحركات البنك مشجعة خلال الربع الأول من العام، خاصة فيما يتعلق بمعدل صافي الفائدة إلى الدخل، والذي يقيس الفارق (السبريد) بين العائد من مدفوعات قروض العملاء، وبين ما يدفعه المودعون. وقفز الدخل من ذلك القطاع للرقم القياسي 14.5 مليار دولار للربع الأول.
وأبقى زخم الأرباح أسهم جي بي مورجان عند دعم قوي هذا العام. فوقف التداول عند إغلاق أمس 114.10 دولار، بارتفاع نسبته 18% منذ بداية 2019، مقابل أرباح المؤشر القياسي التي لم تتجاوز 15%.
ورغم ما يمكن أن تلقيه معدلات الفائدة المنخفضة من ظلال على أسهم البنك في النصف الثاني من العام، يمكن أن تؤدي إلى توسع الإقراض، مما يساعد البنك في زيادة نشاط الإقراض. فهذا ما أشار إليه، جايمي ديمون، في بداية هذا العام عندما أخبر المحللين بمدى إشراق المستقبل القريب للائتمان.
خلاصة القول
يقف تداول سهمي جي بي مورغان وسيتي جروب بالقرب من ارتفاع 52 أسبوع، بعد رالي قوي هذا العام. وربما هذا ليس الوقت الأمثل لشراء تلك الأسهم بالمستويات السعرية تلك، ولكن في أسبوع تقارير الأرباح يمكن أن تُفتح نقاط جيدة لدخول مستثمري المدى الطويل، لو خيبت الأرقام توقعات وول ستريت. أي إنهما مرشحان للشراء عند الانخفاض.