نما الاقتصاد الألماني بنسبة 0.1 ٪ في الربع الثالث بعد انكماش معدل الناتج المحلي الإجمالي -0.2 ٪ في الربع الثاني، وذلك أفضل من تقديرات السوق بمعدل انكماش -0.1٪.
حيث قادت الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا بسبب الإنفاق الاستهلاكي والحكومي، وكما ارتفع البناء والصادرات في حين انخفض الاستثمار في الآلات والمعدات.
أدى تراكم التوترات التجارية وضعف الطلب العالمي والاضطراب في قطاع السيارات إلى أسوأ ركود في الصناعة منذ عقد ووضع علامات استفهام حول دور ألمانيا كقوة اقتصادية.
يبدو حالياً ان ألمانيا تخطت بفارق ضئيل أول ركود لها منذ ست سنوات مما أضعف من التوقعات بأن الحكومة ستضيف حوافز مالية في أي وقت قريب.
لكن لا يزال الاقتصاد عالقاً مع استمرار الضعف إلا أن النمو الحالي يعد أقل بكثير من معدل نموه، وإذا استمر هذا الأداء فسيقود البطالة في النهاية إلى الارتفاع ببطء والتأثير على مكاسب الأجور.
حيث الأمر سيستغرق أكثر من النمو البطيء لحكومة ألمانيا للتخلي عن التزامها بميزانيات متوازنة.
إستقرار نمو منطقة اليورو، ولكن!
أظهرت أيضاً البيانات الواردة اليوم إستقرار نمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو الذي أتى نفس التوقعات والمقدار السابق عند 0.2% بالربع الثالث.
هذا مقارنة بالربع المماثل من العام السابق متراجعاً من التوسع بنسبة 0.8%، ويشهد اقتصاد المنطقة على أساس سنوي توسع بنسبة 1.2% كأضعف معدل نمو سنوي منذ الربع الأخير من عام 2013.
هنا نوضح نقطة مع التوسع المفاجئ لأنه لا يغير حقيقة أن الاقتصاد يمر بفترة عصيبة حولته من محرك النمو التقليدي في منطقة اليورو إلى مصدر للضعف.
كما يعد التباطؤ في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو أحد أسباب قيام البنك المركزي الأوروبي بتخفيف سياسته بشكل أكبر في سبتمبر، ولكننا لا نتوقع المزيد من التيسيير.
حيث من المرجح أن تتراجع حالة عدم اليقين في التجارة العالمية، والتي كان لها تأثير ضار على المعنويات والإنفاق الاستثماري مع استمرار المحادثات التجارية.
بالرغم من ذلك إلا ان الأسهم الأوروبية هي الأفضل أداءاً في 2019 مقارنة بالأسهم العالمية، وهذا وضحناه في مقالتنا السابقة بمدونة شركة أوربكس ويمكن الإطلاع عليها بالضعط على هذا العنوان (“اليورو” يستعيد الإيجابية! والأسهم الأوروبية الأفضل في 2019).
كان الضعف في الاقتصاد العالمي واضحاً أيضاً في مكان آخر يوم الخميس مع تباطأ التوسع في اليابان بشكل حاد في الربع الثالث، وشهدت كذلك الصين تباطؤ نمو إنتاج المصانع واستهلاكها.
الذي أدى إلى تراجعت الأسهم في في آسيا وأوروبا كذلك مؤشرات الأسهم الأمريكية حيث استوعب المستثمرون البيانات الاقتصادية من جميع أنحاء العالم.
فيما شهدت أسبانيا تراجع إلى ما دون المملكة المتحدة لتصبح سوق الأسهم الأسوأ أداءاً في أوروبا هذا العام.
حيث انخفض مؤشر إيبكس 35 بعد انتخابات الأحد التي تركت الاشتراكيين الحاكمين أضعف، وأجبرهم على السعي للحصول على تحالف مع حزب Podemos المناهض للتقشف.
اليورو لا يتجاوب مع بيانات النمو!
لم يتجاوب اليورو مع بيانات النمو لكلاً من منطقة اليورو وألمانيا حيث كانت هناك تصريحات بعد هذه البيانات من نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي "لويس دي غيندوس".
أشار فيها لإستمرار السياسة التسهيلية، وصرح ان أسعار الفائدة السلبية بشكل عام كان لها آثار إيجابية.
كما ان البنك المركزي الأوروبي لن يرفع أسعار الفائدة حتى يتقارب التضخم نحو هدفه، وتحتاج البنوك المركزية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لتغير المناخ السلبي لمخاوف النمو العالمي.
أما على الصعيد الفني، يشهد زوج عملة اليورو مقابل الدولار تراجع في ظل قوة الدولار الأمريكي، ومازال يتداول دون متوسط متحرك 50 يوم عند 1.1040.
هذا يدفع بزوج العملة لإختبار مستوى الدعم عند 1.0980 الذي ذكرناه في مقالتنا السابقة المشار إليها بالأعلى.
أما إذا شهدنا إغلاق يومي دون هذا المستوى قد يستهدف مستوى الدعم الثاني عند 1.0940 قاع 8 أكتوبر، وبإختراقها قد يستهدف قاع هذا العام وأقل مستوى في أكثر من عامين عند 1.0879.
بينما لعودة الإيجابية لليورو مقابل الدولار نريد ان نرى إستقرار لتداول يومي أعلى مستوى المقاومة الأولية عند 1.1040 متوسط متحرك 50 يوم.
حيث سيواجه مستوى المقاومة الثانية عند 1.1100 متوسط متحرك 100 يوم، وثم مستوى المقاومة الثالثة عند 1.1180 متوسط متحرك 200 يوم وقرب قمة 21 أكتوبر.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
تويتر:
Abdelhamid_TnT@