المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 27/1/2020
اقرأ أيضًا من Investing.com:
تعرف على ما يحدث في أسواق المال قبل الفيدرالي الأمريكي
اليورو يمنح مشتريه فرصا لن تعوض لكنها من نصيب المستثمرين وليس المضاربين
فيروس كورونا يتسبب في هبوط سوق الاسهم السعودي
الفيروس الصيني كورونا ومخاوف من تكرار 2003
الذهب: مستوى 1,611 وارد، ولكن الحذر الشديد واجب
كيف تعاملت الشركات العالمية مع تفشى فيروس «كورونا» في الصين؟
في ديسمبر تعرض ثيران النفط لصدمة قوية عندما أعلن الأمير عبد العزيز بن سلمان إقبال أوبك على خفض الإنتاج لمستويات أعمق. في ذلك الحين كانت هناك مخاوف من مستويات الإنتاج الأمريكية العالية، وإقبال السعودية على إدراج أرامكو السعودية (SE:2222)للتداول العام. وبالفعل رفعت أوبك أسعار النفط، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان، فيروس صيني غير متوقع يطغى على الاقتصاد العالمي.
والآن، تحاول أوبك معرفة كيف تتعامل مع الفيروس، فأسعار النفط لم تتوقف عن الهبوط منذ انتشاره.
خلال الجلسة الآسيوية ليوم الاثنين، وصلت العقود الآجلة للنفط الخام لمستويات 16 أسبوع المنخفضة عند 52.19 دولار للبرميل، مما زاد توقعات بالهبوط أسفل المستوى الأهم عند 50 دولار للبرميل. أمّا خام القياس العالمي، برنت، فهبط نحو 60 دولار للبرميل، مستوى دعم، بعد وصوله لانخفاضات 14 أسبوع عند 58.68 دولار للبرميل.
لا نهاية لانهيار النفط في الأفق
للنظر من منطلق أقوى، في أسبوع فقد خام غرب تكساس الوسيط حوالي 11%، لينهي شهر يناير على انخفاض 13%، الخسارة الأكبر له منذ نوفمبر 2018. وانخفض برنت نسبة 9%، وعلى الأساس الشهري هبط 11%، ليتجه لأعمق خسارة له منذ مايو.
يأتي انهيار النفط بعد حالات العدوى المؤكدة والتي جاوزت 2,700 في الصين وحدها، وأصابت 44 شخص من حول العالم. وأكد المسؤولون في الصين وفاة 80 شخص بسبب الإصابة، و461 في حالة حرجة.
كلما تحدثت الصين عن الوضع، كلما اتضح حجم السوء، ويتطور الأمر بين الساعة والأخرى. في مدينة ووهان، مركز انتشار الفيروس، هناك إغلاق كامل لأشكال الحياة. أمّا النفاذ فيلحق بالفرق الطبية، والمعدات، وحتى سرائر المستشفيات.
تراجع مئات الملايين من الصينيين عن السفر، وامتنعوا عن الاحتفال بالعام القمري الجديد. وعانت صناعة السياحة أشد المعاناة في ظل الظروف الراهنة، مع إغلاق: دور السينما، وديزني شنغهاي، وماكدونالز.
في 12 دولة حول العالم وصلت الإصابة: أستراليا، كندا، فرنسا، اليابان، ماليزيا، نيبال، سنغافورة، جنوب كوريا، وتايوان، وتايلاند، وفيتنام، والولايات المتحدة. بينما قررت منظمة الصحة العالمية ألا تعتبر الفيروس حالة طوارئ دولية، ولكنها رأته حالة طوارئ صينية.
في الأسواق:
محاولات تهدئة المخاوف
يرى وزير النفط السعودي أن مسألة الفيروس مجرد حدث عارض، وهناك مبالغة في رد الفعل.
فصرح يوم الاثنين: "تتحرك الأسواق بدافع من العوامل النفسية، والتوقعات بالغة السلبية لمشاركي السوق، رغم أن تأثير الفيروس محدود جدًا على الطلب العالمي للنفط."
وأوصل الأمير وزير النفط سعر النفط الخام لارتفاع مستقر فوق 65 دولار لخام غرب تكساس و71 دولار لخام برنت، قبل أسابيع قليلة ماضية.
والآن في خضم تلك الأزمة، نست الأسواق التفاؤل السابق في شهر ديسمبر عندما أعلنت أوبك عن تعميق تخفيضات الإنتاج لـ 2.1 مليون برميل يوميًا من 1.2 مليون برميل يوميًا. كما أن الأسواق تجاهلت أيضًا إطلاق صواريخ على السفارة الأمريكية ببغداد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وربما تقدم أوبك على تمديد تخفيضات الإنتاج، مع الدول الحلفاء مثل روسيا، عند التصويت خلال اجتماع مارس المقبل، فلم تنفذ جميع الأوراق بعد.
وللتذكير يشابه الوضع الآن ما مر به السوق في 2003 عقب انتشار السارس، الذي تسبب في مقتل 800 شخص، وانتقال العدوى لـ 8,000، ولكنه "لم يتسبب في هبوط قوي للطلب على النفط،" عند ذلك الحين.
الصين اليوم مختلفة عمّا كانت عليه
ولكن صين اليوم ليست صين الأمس. ففي 2002 كانت الصين أهم سادس اقتصاد على مستوى العالم، مع طلب على النفط يعادل حوالي 5 مليون برميل يوميًا.
والآن، هي ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، مع طلب يفوق 9 مليون برميل يوميًا، أي حوالي 90% من الإنتاج السعودي.
الأهم هنا: كلما طال أمد أزمة الصين، كلما زادت تحديات بيع المنتجين على مستوى العالم للصين، بما فيهم الولايات المتحدة. وتأمل الولايات المتحدة وصول واردات الصين من منتجات الطاقة الأمريكية لأكثر من 52 مليار دولار، بما فيه النفط الخام، على مدار العامين المقبلين، تحت بنود المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري.
وبالطبع، مدة عامين طويلة، ولا يتوقع أحد امتداد الأزمة حتى ذلك الحين. إلا أن الضرر الواقع على أسعار النفط لا يمكن احتوائه بسهولة، خاصة لو لم تتعافى المشتريات الصينية بالسرعة الكافية، بغض النظر عن تخفيضات الأوبك المحتملة.
يقول محلل الأسواق، جيفري هالي، إن النفط لن يجد على الأرجح مشترين حتى ظهور علامات على التقدم الملحوظ.
الذهب نحو 1,600 دولار
على جانب المعادن الثمينة، تبدو الصورة أكثر بساطة.
يستمر صعود الذهب طالما استمرت وول ستريت في الهبوط. مع عودة الملاذات الآمنة للارتفاع من انخفاضات الأسبوع الماضي، لتصل عقود الذهب الآجلة للمستوى النفسي 1,580 دولار، ويبدو أن ارتفاع 7 سنوات ليس بالبعيد.
لهذا الأسبوع على وجه التحديد أهمية خاصة مع انتظار الأسواق تقييم الفيدرالي لسياسته النقدية يوم الأربعاء. ولكن يبدو الاقتصاد مستقر، ولا يتوقع أحد تغيير الفيدرالي لهجته، وهذا ما يفيد الذهب.