في مقالنا السابق بتاريخ الرابع من الشهر الجاري، كان الذهب ما يزال عند 1566$ للأونصة الواحدة، قلنا يومها أن الذهب مازال في اتجاه صاعد، وبالفعل صعد الذهب وحقق أكثر من 2% مكاسب في أسبوع .
كما أنه ارتفع 6% تقريباً منذ بداية العام الجاري 2020. كعائد على الاستثمار، تعتبر هذه الأرقام ممتازة جداً ولكن السؤال الآن هل ستسمر هذه الارتفاعات القياسية؟
عندما نتكلم عن ارتفاع أو تراجع، نقصد الاتجاه العام ( Trend ) خلال فترة زمنية محددة، لا تعنينا كثيراً التراجعات البسيطة التي تكون مبنيةً على أساس فني له علاقة بالمضاربة، بمعنى حتى لو تراجع الذهب مثلاً اليوم وحصل تصحيح فني، فان الاتجاه العام مازال للأعلى، بحاجة إلى تراجعات قاسية حتى يبدأ الاتجاه التراجعي.
أولاً: يفضل أن يكون الإطار الزمني للتداول ثلاثة أشهر إلى شهر على أقل تقدير .
ثانياً: عدم المبالغة في الانكشاف ( نسبة الصفقات المفتوحة الى رأس المال الكلي ) .
ثالثاً: عدم الاعتماد على الترابط القديم ( Correlation ) بين قوة مؤشر الدولار الأمريكي وتراجع الذهب أو العكس لأن هذا الترابط انتهى بنسبة كبيرة منذ سنوات لأسباب كثيرة.
رابعاً: من غير المحتمل أن تغير الصين في سياستها الاقتصادية والنقدية المتمثلة بسيولة رخيصة، وأسعار فائدة أضعف تدريجياً وخاصة مع وجود تراجع قاسي بتأثير من الفيروس كورونا. النتائج ستصدر في نهاية الربع الأول وبالتالي تبقى الفرصة مهمةً جداً للذهب.
خامساً: اذا تراجع أداء الاقتصاد الصيني (وهذا غالباً ما سيحدث) سيترك تأثيراً سلبياً مهماً للغاية على نتائج الشركات الأمريكية العملاقة (شركة آبل (NASDAQ:AAPL)مثلاً) لن يكون بعدها مؤشر داو جونز قادراً على البقاء مرتفعاً، كما أن الفيدرالي لن يقف مكتوف الأيدي ليرى تراجعاً في هامش منافسته بسبب أسعار الفائدة الحالية عند 1.75% , سيكون مضطراً لتخفيضها لاحقاً.
هذا سيكون سيناريو مفيد جداً للذهب . لنتذكر جميعاً، ارتفع الذهب قبل سنوات بتأثير من أسعار الفائدة المتدنية والنقد الرخيص وليس بسبب الركود أو الأزمة المالية.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحديثات وتحليلات الأسواق.