تراجعت أغلب الأسهم العالمية وعائدات السندات بعد أن قالت شركة آبل الأمريكية إن المبيعات الفصلية ستفقد التوقعات مما يدل فعلياً على وجود مخاوف بأكبر الشركات العالمية قيمة.
الذي يوجه ضربة لأرباح الشركات والنمو الاقتصادي العالمي من أثار تفشي فيروس كورونا القاتل.
قد شهدت جلسة التداول يوم أمس الثلاثاء تجدد المخاوف بشأن تأثير فيروس كورونا مع استمرار ارتفاع معدل الحالات المصابة في مقاطعة هوبى الصينية مركز المرض.
فاجأت شركة آبل الأسواق في وقت سابق بتحذيرها من تباطؤ المبيعات، وشهدت أغلب السلع تقلبات كبيرة لتستمر حتى جلسات اليوم الأربعاء.
أدى هذا إلى تراجع النفط على أثر تلك المخاوف، ولكن وضحنا في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك بالأمس"هل توقف أوبك نزيف أسعار النفط؟" ان الأسس الفنية تظهر عكس ذلك.
هنا تم تحديد سعر خام برنت لأطول تقدم منذ أكثر من عام كما عادت المكاسب للنفط الخام لأعلى مستوى في 3 أسابيع.
حيث حولت العقوبات الأمريكية المفروضة على أكبر منتج روسي للصراع في ليبيا إلى تهديدات الإمداد.
تعهدت الصين وهونج كونج وسنغافورة ببذل جهود لمواجهة تأثير تفشي فيروس كورونا على نموها.
الذي أدى إلى انخفاض الطلب على بعض الملاذات ورفع البعض الآخر، وهذا مع صعود الدولار نحو أعلى مستوياته منذ مايو 2017.
كذلك إرتفعت المعادن الثمينة بما في ذلك البلاديوم على الرغم من بيانات الأسبوع الماضي مع تراجع مبيعات السيارات في الصين.
مع ذلك، يظل المستثمرون واثقين نسبياً في قدرة صانعي السياسة على احتواء تداعيات فيروس كورونا القاتل.
فقد خفف أكثر من عشرة من البنوك المركزية العالمية منذ بداية عام 2020، وقد تحذو إندونيسيا حذوهم يوم غد الخميس.
تتوجه الأنظار إلى إجتماع وزراء مالية مجموعة الـ 20 ورؤساء البنوك المركزية يومي 22 و 23 فبراير.
المقرر إقامته في الرياض بالمملكة العربية السعودية حيث من المتوقع أن يناقشوا جهود دعم النمو وسط تهديد فيروس كورونا.
أيضاً تترقب الأسواق محضر اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر صدوره في وقت لاحق من يوم الأربعاء.
لدراسة أي تلميح أو لهجة متشائمة في المحضر بسبب تفشي فيروس كورنا وأثره على الإقتصاد الأمريكي.
كما يقوم مستثمرون الذهب بتقييم تأثير المرض على النمو الاقتصادي والرغبة في المخاطرة.
هذا وسط تكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سوف يشعر بضغوط متزايدة لخفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري.
ان الرحلة إلى بر الأمان مع أصول الملاذ امتدت بالارتفاع نحو سوق البلاديوم حيث من المتوقع أن يتوسع العجز لعدة سنوات في عام 2020.
ارتفع البلاديوم إلى ما فوق 2800 دولار للأونصة ممتداً ارتفاعه القياسي إلى مستوى التوقعات مع تزايد العجز.
ارتفع المعدن المستخدم في المحولات الحفازة بالفعل بأكثر من 43٪ في عام 2020 على خلفية التوقعات.
تشير المعايير البيئية الأكثر صرامة انه ستحفز كميات أكبر من المواد في السيارات مما يستنزف العرض العالمي الذي يكافح بالفعل لتلبية الطلب.
تم تعيين العجز إلى 1.9 مليون أوقية من 1.1 مليون أوقية في العام الماضي وفقاً لشركة أنجلو أمريكان بلاتينيوم المحدودة.
ومن المتوقع أن يستمر هذا العام في عجز يعادل حوالي 20٪ من سوق البلاديوم مما يساعد على تفسير الارتفاع الكبير في الأسعار.
إن الطلب يحركه اللوائح البيئية لا سيما في الصين التي زادت من استخدام البلاديوم في المركبات، ويجب أن تعوض عن أي ضعف حدث مؤخراً في مبيعات السيارات.
صرحت شركة هيرايوس لتكرير المعادن النفيسة في مذكرة إن عمليات الإغلاق واختناقات سلسلة التوريد في الصين ربما لا تزال تمارس ضغوطاً على أسعار البلاديوم.
في حين أن الانخفاض المحتمل في الطلب الصيني على المعدن لا يكفي لتحويل السوق إلى فائض.
إلا أنه يمكن أن يغير أنماط الشراء ويسبب تحركات أسعار أكثر تقلباً في المدى القصير، وقد يكون الارتفاع مدفوعاً أيضاً بتدابير التحفيز في الصين بالإضافة إلى التوقعات بارتفاع الأسعار.
على الصعيد الفني، ما زلنا نرى أنه قد ترتفع أسعار البلاديوم خلال النصف الأول نحو مستويات 3000 دولار للأونصة.
أيضاً قد يستمر هذا الصعود ليستهدف مناطق 3200 دولار للأونصة على الأغلب حتى نهاية 2020.
الذهب
وضحنا في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك "الذهب ما زال يكافح كملاذ مع ارتفاع إصابات فيروس كورونا" بالأسبوع الماضي ان الذهب أمام فرص الصعود.
وهو ما تحقق حيث نجح الذهب بالإغلاق على أساس يومي أعلى مستوى 1580 مما إستهدف مناطق 1600 دولار للأونصة.
تداول الذهب اليوم الأربعاء بالقرب من أعلى مستوى منذ عام 2013 بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا الجديد وكيف يؤثر على النمو العالمي.
ارتفع الذهب بنسبة أكثر من 6٪ هذا العام حيث يقيم المستثمرون تأثير المرض على النمو الاقتصادي والشهية للمخاطرة.
هذا وسط تكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سوف يشعر بضغوط متزايدة لخفض أسعار الفائدة.
كانت الأسعار قد لمست 1611.4 دولار في أوائل يناير، وهو أعلى مستوى منذ عام 2013 حيث اندلعت التوترات الجيوسياسية.
أيضاً أدت حالة الطوارئ الصحية العالمية التي تتكشف زيادة حيازات الصناديق المتداولة في البورصات العالمية المدعومة من السبائك الذهبية توسعاً قياسياً.
إنه على الرغم من أن السبائك مدعومة بالعوائد الحقيقية السلبية والنمو المرتبط بفيروس كورونا.
فإنه يتعين على المستثمرين أيضاً التفكير في حقيقة أن الأسهم الأمريكية تواصل صعودها وتجدد الآن قوة الدولار.
ففي بعض الأحيان يبحث المستثمرون عن سبب يبرر شراء أحد الأصول حتى لو ارتفعت الأسعار بالفعل بشكل كبير.
الذهب والبلاديوم عادةً لا يتحركان بهذا الشكل بينما هذه المرة يأمل المستثمرون أن يكون الوضع الجديد طبيعي.
على الصعيد الفني يواجه الذهب حالياً مستويات دعم عند 1590، وبالحفاظ على التداولات اليومية أعلاها سوف يواجه المقاومة الأولية عند 1611 دولار للأونصة.
فوق هذا المستوى سيواجه المقاومة الثانية قرب مستويات 25-1627 دولار لأونصة، وهذا المستوى هام على المدى المتوسط.
حيث إذا ما شهدنا إغلاق أسبوعي أعلاه قد يدفع بأسعار الذهب نحو مناطق 1680 دولار لأونصة.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على توتير: Abdelhamid_TnT@