الأسواق المالية عاشت أسوأ أسبوع في تاريخها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ويبدو ضوء الفرج لا يلوح في الافق القريب، والكثير من المحللين بات يعتقد أن الأسوأ لم يأتي بعد، وأن الركود الاقتصادي المتوقع سوف يكون عميقا جدا في كل بلدان المعمورة بدون استثناء.
فقد سجل المؤشرات الأمريكية أسوأ خسائر أسبوعية منذ عام 2008. فقد انخفض ستاندرد آند بورز 500 في الاسبوع الماضي 14,98%، ليبلغ معدل انخفاضه من أعلى مستوياته التاريخية التي وصل إليها قبل انتشار الفيروس 31,67%.
أما مؤشر داو جونز في الأسبوع الماضي بنسبة 17,30%، ونسبة الانخفاض الكلي 34,38%.
مؤشر داو جونز في طريقه ليسجل أسوأ أداء شهري له منذ عام 1931. كان أداء ستاندرد آند بورز الأسوأ منذ عام 1940.أمام مؤشر الناسداك الذي انخفض بنسبة 29,45% فلم يشهد مثل هذا الأداء السيء منذ فقاعة الإنترنت عام 2001.
النفط الخام بدوره سجل أسوأ أسبوع له منذ عام 1991، بانخفاض أكثر من 29 ٪. وهو يتجه إلى أسوأ شهر له على الإطلاق، بانخفاض أكثر من 44 ٪ منذ بداية الشهر.
الذهب والمعادن الثمينة لم تسلم أيضا من موجة البيع، فقد انخفض الذهب بنسبة −8.39%، والنحاس −16.09%، والفضة −32.39%، والبلاتينيوم −36.41%، واسوئها البلاديوم −40.16%.
العملات الرئيسية كلها انخفضت مقابل الدولار الأمريكي الذي أصبح الملاذ الآمن الوحيد في السوق، وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 4.03% في تداولات الأسبوع الماضي.
هذا في أسواق المال، أما في الاقتصاد الحقيقي فقد بدأ الاقتصاديون في محاول تقييم الأضرار البليغة، وكل التوقعات متشائمة إلى أبعد حد. فهذا بنك ولدمان ساكس يتوقع تقلص الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 24٪ في الربع الثاني بعد انخفاضه بنسبة 6٪ في الربع الأول.
الاقتصاد الأمريكي القوي والذي كان في أوجه نموه يتقلص بربع من حجمه الحالي، ماذا عن الاقتصادات الاخرى التي كانت تصارع من النمو؟
الأمر الأكثر سوءا هو، أن لا أحد يعرف متى يمكن أن ينتهي هذا، حتى ولو على وجه القريب. لأن القضية كلها مرتبطة بانحسار وباء كورونا وهذا أمر مستبعد الحدوث في المستقبل القريب.
من المحتمل جدا أن الأسواق ستواجه تقلبات عنيفة الأسابيع القادمة مع بداية صدور البيانات الاقتصادية التي سوف تكشف مدى تأثر الاقتصادات العالمية بأزمة كورونا.
في اعتقادي، ما لم تظهر تطورات طبية في جبهة محاربة المرض ـ، فإن الأسواق سوف تستمر في سلوك المسار الهابط، مع بعض التصحيحات هنا وهناك.
لأن الأسواق أثبت في الأسبوع الماضي أنها لا تهتم التدابير المتخذة من قبل البنوك المركزية والحكومات عبر العالم. لدعم الاقتصاد، على الأقل في الوقت الراهن.
ببساطة لأن أغلب تلك الأموال لن يتم استعمالها في الاقتصاد الحقيقي مدام الناس مختبئين في بيوتهم، لا يعملون ولا يستهلكون إلا الضروريات.
بالمختصر المفيد من المحتمل أن يستمر الدولار الأمريكي في السيطرة على السوق والارتفاع، مقابل تراجع الاصول الاخرى.
التحليل الفني للذهب:
على الرسم البياني اليومي، السعر في الأسبوع الماضي أغلق تحت خط الاتجاه المكسور الصاعد، وتحت المتوسط البسيط 200 يوم. وهذه إشارة إلى احتمال المزيد من الهبوط.
مستويات الدعم: 14501408خط الاتجاه الصاعد الثاني
.مستويات المقاومة: 15411571أعتقد أن الذهب سوف يستمر في الهبوط خلال الأسبوع القادم، إلا في حالة حدوث اختراق طبي حول فيروس كورونا، والبحث عن فرص البيع مع كل صعود.
التحليل الفني لزوج اليورو دولار EUR/USD:
على الرسم البياني الأسبوعي اغلقت شمعة الأسبوع الماضي تحت الحد السفلي للقناة السعرية الهابطة، والذي كان يمثل مستوى دعم متحرك هابط.
من الناحية الفنية هذه إشارة قوية للمزيد من الهبوط في السعر.
على الرسم البياني 1سا، الزوج قام بالفعل بإعادة اختبار مستوى الدعم المكسور عند 1,08، والسعر يتحرك في قناة سعرية هابطة واضحة.
مستويات الدعم:1,0570
1,0488
1,0350
مستويات المقاومة:1,0804
1,0920
أساسيا وفنيا من المحتمل جدا أن يواصل الزوج رحلة الهبوط، وبالتالي من الأفضل البحث عن فرص للبيع من المستويات الفنية الموضحة في الرسم البياني.
التحليل الفني للجنيه الإسترليني:
الجنيه الإسترليني انخفض مقابل الدولار الأمريكي إلى أدني مستوياته منذ 1985، بعد أن انخفض بأكثر من 10,58% منذ بداية الشهر الجاري، والأسبوع الماضي فقط بلغت نسبة الانخفاض 5,07%.
من الواضح أن هناك تشبع بيع قوي على مؤشرات التذبذب الفنية، ولكن انهيار الزوج في الأسبوعين الماضيين كان بسبب ارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي، وبما أن الوضع لم يشهد أي تغير فكذلك الحال بالنسبة لتحركات السعر في الأيام المقبلة على الأقل.
على الرسم البياني اليومي السعر عاد في اليوم الأخير من تداولات الأسبوع الماضي واختبر مستوى الدعم المكسور 1,1930، والذي يمثل أدنى مستوى منذ عام 2016 بعد ظهور نتائج البريكسيت.
إعادة الاختبار هذه ثم الإغلاق تحتها، إشارة فنية للمزيد من الهبوط.
على الرسم البياني 1سا السعر ارتد من تصحيح فيبوناتشي 38,2%، و المتوسط البسيط. مع التحرك تحت خط الاتجاه الهابط.
إذن الاتجاه واضح أنه هابط فنيا واساسيا، التداول يكون باستغلال الصعود المناسب للبيع، من المستويات الموضحة في الرسوم البيانية.
من المفيد الاشارة إلى التوافق الموجود بين المستويات الفنية على الرسم البياني اليومي و1سا، أي أن الزوج ورغم التذبذب الشديد وتحركه دوافع أساسية لأنه يحترم المستويات الفنية بشدة.
ونفس الأمر ينطبق على الذهب وزوج اليورو دولار. هذه المستويات تمثل نقاط الدخول والخروج المثالية في صفقاتنا.
تحذير: التذبذب شديد والتداول فيه خطير خاصة دون استراتيجية ادارة مخاطر قوية، ومهما كانت قوة التحليل فاحتمال الخطأ والصواب متساوي.
هل لديك رؤية أخرى، أم أنك تتفق معي التحليل شاركنا برأيك. في انتظار آرائكم
بالتوفيق للجميع.