لو انتهت مخاوف فيروس كورونا، وعاد الاقتصاد للعمل، ماذا سيحدث لـ "الذهب"؟

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 16/4/2020

في عالم الذهب يتردد في الجنبات سؤال واحد: مع تخطي المعدن الأصفر مستوى 1,700 دولار للأوقية، هل 1,900 هو المستوى القياسي الجديد لهذا العام؟

لكن علينا تسوية هذا الأمر، يوجد سؤال أكثر أهمية: كيف سيرد الذهب على عودة الاقتصاد الأمريكي للعمل بعد الإغلاقات المفروضة بموجب وباء كورونا؟

بالنسبة لي، السؤال الثاني أكثر أهمية، خاصة مع نفاذ صبر الرئيس ترامب حيال فتح الاقتصاد مجددًا، إذ أن قيود التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي تكبد الاقتصاد الأمريكي بقيمة 21 تريليون دولار. ويتشاجر ترامب مع حكام الولايات الأمريكية ليخرج الشعب من منزله للعمل.

ولزيادة التعجيل بالأمر في تصريحات لفوكس نيوز قال المستشار الأمريكي للبيت الأبيض، لاري كودلو، إن الرئيس ترامب سيدلي بقرارا "شديدة الأهمية" خلال يوم أو يومين.

حالة الهلع حيال الاقتصاد مستمرة على المدى المنظور

يسير الذهب بسرعة مدعومًا بالمخاوف حيال الاقتصاد العالمي -ورأينا على تلك الخلفية الذهب لامعًا عند مستويات 7 سنوات المرتفعة في 5 من أصل 8 جلسات ماضية - فهل يعكس الذهب مساره في حالة عاد الاقتصاد الأمريكي للعمل؟

وفق عديد من المحللين، ومديري الصناديق، يقول الاعتقاد السائد إن المعدن لن ينهار من مساره الحالي، رغم أن التقلب بين مستويات 1,750-1,800 دولار للأوقية، سيكون الأعنف (الحديث هنا عن العقود الآجلة، وليس سعر السبائك).

يقول إيلي تيسفاي، الاستراتيجي من آر جي أوه في شيكاغو: "لو اتفقت الولايات مع البيت الأبيض على جدول زمني لإعادة الاقتصاد للعمل، يمكن أن يهبط الذهب فورًا وتبدأ تداولات عرضية لنطاق 50 دولار، في محاولة من السوق لفهم ما هي الخطة التالية."

ويضيف:

"لا يعني هذا نهاية رالي الذهب بأي مقياس من المقاييس. أي موافقة على العودة للعمل في الوقت الراهن ستكون مقيدة بشروط من الأطباء، يملوها على الشعب يومًا بيوم. في الوقت الراهن، تستمر طلبات إعانة البطالة، وفقدان الوظائف باستمرار، وأي مساعدة حكومية على هيئة شيكات مدفوعة، لن تكون كافية. كل تلك العوامل جيدة بالنسبة للذهب كوسيلة تحوط."

يقول طارق زاهر، مؤسس تيشي كابيتال، إن تداولات الذهب جزءًا من برنامج الاقتصاد الكلي، ويتفق على أن العودة للعمل لن تحرم الذهب من مركزه كملاذ آمن.

ولكن، سيكون التركيز منصب على الدين التاريخي للولايات المتحدة، وأغلب الحكوكات التي تضطلع بشؤون طبع تريليونات الدولارات لإنقاذ الاقتصاد، مما يسبب حالة عامة من تراجع العملات، وزيادة صاروخية للذهب.

الدين الأمريكي سيصل عنان سماء لم يتخيلها أحد

تقول التوقعات بوصول عجز الميزانية لما فوق 3.8 تريليون دولار هذا العام بسبب الوباء، وسيكون الدين أكبر من حجم الاقتصاد، وفق لجنة مسؤولية الميزانية الفيدرالية في تقريرها يوم الاثنين.

يقول زاهر: "لا أشك للحظة في وصول الذهب لـ 1,800 دولار للأوقية، وبرنامج الاقتصاد الكلي الخاص به متمركز على هذا." "سيكون مسار الذهب المنطقي هو الحفاظ على المسار الصاعد لـ 1,900 دولار للأوقية، والتصويب لأرقام قياسية جديدة. ولكن وصوله لتلك المستويات عاجلًا أم آجلًا يعتمد على مسار وول ستريت، لأن فئتي الأصول انضمت لبعضها هذا العام."

وصل الذهب لمستوى 1,800 دولار في 2011. وسجل الذهب رقمه القياسي في سبتمبر من ذلك العام، بارتفاع 1,911.60 دولار للأوقية.

خلال تداولات يوم الثلاثاء، سجل الذهب على بورصة كومكس الأمريكية 1,788.75 دولار للأوقية، أعلى مستويات للشهر الأمامي للذهب منذ أكتوبر 2012، عندما سجل 1,794.80 دولار للأوقية. واستقر الذهب لتداولات ذلك اليوم بارتفاع 165 دولار للأوقية، أو 10% منذ رالي نهاية مارس الذي لم يتوقف كثيرًا.

ولكن، تستمر الفجوة بين أسعار الذهب في المعاملات الفورية والآجلة مستعًا كما شهدنا يوم الثلاثاء، بالنظر إلى ضعف السيولة، وزيادة توتر السعر. تتعقب العقود الفورية سعر السبائك، ووصلت لذروتها عند 1,747.66 دولار للأوقية، بفجوة 50 دولار بين السعرين.

برامج إنفاق تريليونية لدعم الذهب

أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن سلسلة من الردود المالية الأسطورية لتفشي فيروس كورونا، مما حفز مكاسب الذهب. ارتفع الذهب بنسبة 13% لعام 2020. ولم تكن لسلع أخرى هذا الصعود المبهر سوى البلاديوم، وعصير البرتقال.

مرر الكونجرس الأمريكي حزمة التحفيز بقيمة 2 تريليون دولار. وحاولت إدارة ترامب الحصول على 350 مليار دولار أخرى لدعم الأعمال الصغيرة، ومحاولة لبيع سندات 20 و30 عام. وزود الفيدرالي هو الآخر برامج إعانة تريليونية للأسواق.

ولكن، وصلت الأمور لذروتها يوم الجمعة عندما أعلن الفيدرالي عن حزمة مساعدة بقيمة 2.3 تريليون دولار في مساعدة إضافية للأسواق التي تعرضت لضربة قوية من الوباء ليظهر المحفز الحاسم لصعود الذهب. تأتي مساعدة الفيدرالي مع ارتفاع ميليوني آخر لطلبات إعانة البطالة، وصلت الأسبوع الماضي لـ 6.6 مليون شخص، ليصل الإجمالي في 3 أسابيع لـ 18 مليون شخص.

يقول فيليب ستريبيل، من بلوتين فيوتشيرز إن هذا البرنامج تحديدًا هو ما دفع الذهب للتحليق، وكأنه سلط على المعدن الثمين ضوء شديد القوة ليزيد بريقه. "والآن، يهاجم الجميع الذهب من كل الزوايا للحصول على الذهب المادي، وذهب التحوط."

لو كان لهذا أي دور، فهو: إزالة حالة عدم اليقين التي دخلها السوق بعد إعلان روسيا إنها ستتوقف عن شراء السبائك الذهبية. وتوقع بعض محللين انزلاق المعدن نحو 1,400 دولار أو أقل.

يقول تيسفاي من آر جي أوه: "أعتقد أن الذهب عند 1,400 دولار رخيص للغاية." "1,700 دولار هو المستوى الطبيعي الجديد. اختبرته الأسواق كثيرًا. لذا يستمر الوضع بالنسبة للاقتصاد."

وتقول تي دي في مذكرة إن برامج الفيدرالي "ربما تشهد ارتفاعًا في معدلات الفائدة طويلة المدى، ولكن هذا لن يمنع ارتفاع توقعات التضخم، والتي ستبقي المعدلات الحقيقية منخفضة." "وبهذا السياق، نتوقع أن الطلب الاستثماري على الذهب مستمر في الارتفاع، مع السعي لتحويط رأس المال من بيئة تستمر فيها العوائد الحقيقية سلبية.

تقف مقاومات الذهب الفنية عند 1,797 المسجل في 6 نوفمبر 2011، وتلك عقبته أمام 1,800 دولار للأوقية.

لتسجيل رقم قياسي جديد، أو اختراق مستوى 4 سبتمبر عند 1,911.60 دولار للأوقية على الذهب المرور عبر 1,818.90 دولار المسجل في 18 سبتمبر، وفي 11 سبتمبر سجل الذهب 1,852.40 دولار للأوقية.