حالة كبيرة من القلق سيطرت على الأوساط الاقتصادية، عقب هبوط أسعار النفط "خام غرب تكساس" لما دون الصفر فى العقود الآجلة لأول مرة فى التاريخ، أسئلة كثير تبادرت إلى ذهن المتابعين لمثل هذه الأخبار، وحدث خلط وتضارب فى المعلومات، وهنا سنحاول الإجابة على أهم الأسئلة في هذه القضية التي باتت تشغل الجميع الآن وليس الأوساط الاقتصادية فقط.
--
ما الذي حدث في سوق النفط في الولايات المتحدة الأمريكية؟
لأول مرة فى التاريخ تحولت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي إلى سلبية لتنهي الجلسة عند سالب 37.63 دولار للبرميل مع اقبال المتعاملين على البيع بكثافة بسبب امتلاء سريع لمنشآت التخزين في المركز الرئيسي للتسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما.
ما هى العقود الآجلة لبيع النفط ؟
هناك 3 أنواع من طرق بيع النفط، الأول هو السعر الفوري بمعنى الاتفاق على الصفقة وليكن 50 ألف برميل والاستلام في خلال أيام، أو اتفاق بين شركات بدون إعلان في البورصة، وطريقة ثالثة وهي العقود الآجلة بمعنى الاتفاق على الصفقة ويكون الاستلام بتاريخ متفق عليه بين الطرفين قد يكون بعد شهر أو أكثر وهناك عقود يكون الاستلام فيها بعد عام.
--
ما هو خام غرب تكساس وما هو خام برنت؟
لابد أن من التفرقة بين الخام الأمريكي، والذي انهار سعر عقود تسليم مايو ، وبين خام برنت، حيث إن الأول إنتاج الولايات المتحدة ويذهب أغلبه لخدمة اقتصادها، وما حدث من انهيار عقود تسليم شهر مايو، جاء نتيجة مشكلات النقل والتخزين بفعل أزمة كورونا وامتلاء المخازن في الولايات المتحدة..
وهذا ليس معناه أن سعر البرميل على مستوى العالم أصبح بدولار واحد، والدليل أن عقود تسليم يونيو لنفس خام غرب تكساس بلغت 22 دولار ولكن إذا استمرت أزمة النقل والتخزين إلى نهاية شهر يونيو ستشهد تلك العقود نفس الأمر، وفق توقعات المراقبون لحركة أسعار النفط.
--
خام برنت
وأما ما يتعلق بخام برنت، وهو الخام القياسى الذى تشتريه معظم الدول، ومنها الدول العربية المنتجة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى كانت أسعاره حتى الاسبوع الماضى حوالى 25 دولار، وبمعنى أدق أن ثلثى دول العالم تتعامل عند بيع وشراء النفط على سعر خام برنت وليس خام غرب تكساس.
--
هل هبوط العقود الآجلة لخام غرب تكساس تسليم شهر مايو إلى سالب 37.63 دولار للبرميل يعنى أن المنتجين للنفط سيدفعون أمولا للتخلص من المخزون لديهم ؟؟
أسعار النفط الأمريكي، في العقود الآجلة لشهر مايو والتي ينتهي أجلها اليوم الثلاثاء، أصبحت بالسالب ، وذلك لعدم القدرة على تخزين إجمالي إنتاج النفط الذي كان من المفترض أن يستخدمه الاقتصاد العالمي الذي يعاني حاليا من الركود، وفق صحيفة وول ستريت جورنال
وهبوط العقود الآجلة لخام غرب تكساس تسليم شهر مايو إلى سالب 37.63 دولار للبرميل، بتراجع 306% مقارنة بسعر 18.27 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، وهذا نظريا يعنى أنه فعلا سيدفع المنتجون أمولا للتخلص من النفط، على الأقل بالنسبة لأجزاء من الولايات المتحدة، إذ أن تراجع الطلب على النفط جراء أزمة "كوفيد-19"، أدى إلى امتلاء مستودعات التخزين والتكرير، وفي الوقت نفسه، فإن منتجي النفط مضطرون إلى مواصلة ضخ إنتاجهم لتجنب غلق الآبار وإعادة تشغيلها لاحقا، لما لذلك من تكلفة باهظة. ولهذا فإن منتجي النفط يتنافسون حاليا للحصول على مساحات تخزين جديدة، وفق ما نقلته وكالة انتربرايز.
--
هل هبوط عقد مايو انعكس على باقي العقود؟
حتى هذه اللحظة لم يحدث انعكاس سلبى ملحوظ، فعقود غرب تكساس لشهر يونيو لاتزال أعلى 21 دولاراً.. عقود شهر سبتمبر وما بعده قد تكون أعلى 31 دولاراً، و بالتالي سعر السالب يقتصر على عقد مايو الذى انتهى الثلاثاء 21 أبريل 2020.
ما الذى أوصل الأمور إلى هذه الدرجة .. أى لماذا هذا الهبوط الحاد فى العقود الآجلة بأمريكا؟
هناك عدة أسباب سنلخصها هنا، لكن كلمة السر فى هذا الانهيار هى " المضاربة"، "حيث قام المضاربون خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة بالتوقيع على تعاقدات كبيرة عندما انخفض سعر خام غرب تكساس ووصل لمستويات أدنى من عشرين دولارا ووصلت لعشرة دولارات، واشتروا كميات كبيرة أملا في ارتفاع الأسعار وإعادة بيعها وتحقيق مكاسب، وفق مؤسسة واشنطن أناليتيكا بالعاصمة واشنطن، لكن ما حدث هو مزيد من الانخفاض فى الأسعار نتيجة تخمة المعروض أولا تراجع حاد فى الطلب على النفط بصفة عامة، بسبب فيروس كورونا، نتيجة استمرار الغلق العام للاقتصاد وحظر السفر وركوب السيارات، انخفض الطلب بصورة لم يتوقعها أحد، وزاد المعروض لدرجة محاولة التخلص منه بأي سعر خاصة مع تكلفة عالية متوقعة في التخزين والنقل.
ومن الأسباب الأخرى التى تسببت فى هذه الأزمة، هى حرب أسعار النفط بين روسيا والسعودية هذا من جانب، والجانب الآخر هو ضخامة الإنتاج الأميركي، وهنا حدث انخفاض بأسعار مصادر الطاقة حول العالم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، كما أدى امتلاء أماكن التخزين الأميركية إلى مضاعفة المخاوف والإسراع للتخلص من عقود الشراء المستقبلية المتعلقة بمايو، والتي يجب تسويتها قبل ظهر الثلاثاء 21 أبريل 2020.
--
من أهم أبرز المستفيدين والمتضررين من الانهيار التاريخى للنفط؟
الدول المنتجة للنفط هم أكثر المتضررين من أى هبوط للنفط، خاصة دول الخليج وروسيا، لأن تراجع النفط يهدد موازنة هذه الدول واتجاه للسحب من الاحتياطي أو الاقتراض إذا استمرت الأزمة، لاعتمادهم على النفط كمصدر للإيرادات.
الدول المستوردة للنفط هى المستفيد من هذا التراجع، شرط أن يكون لديهم مساحات تخزين كافية لتشتري النفط بكميات كبيرة استغلالاً للأسعار الحالية.
--
اما بالنسبة لمؤشر تاسى خلال الاسبوع المقبل
فنلاحظ ارتداد المؤشر من مستوى 6430.70 بشكل صاعد يبشر بتداولات ايجابية خلال الاسبوع المقبل مع استمرار تحسن اسعار النفط خلال الاسبوع المقبل .. مما ينعكس بتداولات ايجابية على معظم الاسهم على المدى القريب ..
لذلك نتوقع تداولات صاعدة للمؤشر حتى مستويات 6767.52 .
لمتابعة النظرة الفنية بشكل اوفى يرجى مشاهدة الفيديو المرفق ...