ارتفعت الأسهم في أوروبا وعكست العقود الآجلة للأسهم الأمريكية خسائرها بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب إن صفقة التجارة الصينية "سليمة".
مما خفف الشكوك التي أثارتها في وقت سابق بعد أن نقل عن مستشار الرئيس "بيتر نافارو" قوله إن اتفاقية التجارة الموقعة في يناير قد انتهت.
تشهد مؤاشرات الأسهم الأمريكية على "ستاندرد آند بورز 500" ومؤشر "داو جونز" ومؤشر "ناسداك 100" ارتفاع بأكثر من 1٪.
أيضاً قادت شركات التكنولوجيا تقدماً واسعاً في مؤشر "يورو ستوكس 600" مع 18 من أصل 19 قطاعاً صناعياً في المنطقة الخضراء، وشهد المؤشر الألماني "داكس" أكبر المكاسب بجلسات اليوم مع ارتفاع أكثر من 2.6%.
المؤشرات الإقتصادية الأوروبية تشهد انتعاش على شكل "V".
انتعشت بعض مؤشرات الاقتصاد في منطقة اليورو من الركود القياسي، ولكن الأخبار الجيدة عن النشاط تم تخفيفها مع تحذير من أن الانتعاش سيكون طويل الأمد.
ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب لمنطقة اليورو إلى 47.5 في يونيو من 31.9 في مايو.
كما أتت بيانات مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي وقطاع الخدمات أفضل من المتوقع بالنسبة لألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا، وفي حين قفز المؤشر الفرنسي بشكل غير متوقع فوق 50 وهو المستوى الذي يقسم التوسع من الانكماش.
لا يزال يتوقع أن ينكمش اقتصاد منطقة اليورو بأكثر من 8٪ هذا العام بما يتماشى تقريباً مع الإجماع، وإن الزخم في الانتعاش يمكن أن يتلاشى بعد طفرة أولية.
كما قد تستغرق المنطقة ما يصل إلى ثلاث سنوات لاستعادة مستوى ما قبل الجائحة من الناتج المحلي الإجمالي.
يلخص التقرير الوضع بالنسبة للشركات في جميع أنحاء أوروبا، والتي يتم إعادة فتحها بعد قيود جائحة كورونا ولكنها تواجه طلباً ضعيفاً ووضعاً بعيداً عن المعتاد.
حتى مع حدوث انتعاش حاد الآن هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن الآثار الطويلة الأمد للفيروس.
يعني الابتعاد الاجتماعي وقلق المستهلكين والاضطرابات الأخرى أن التعافي الكامل سيستغرق بعض الوقت.
الحذر قائم!
حذر البنك المركزي الأوروبي من الإزالة المبكرة للدعم المالي حيث يجب أن تجمع استجابة السياسة الاقتصادية بين هدف دعم الانتعاش.
هو ما يعني عدم سحب تدابير الدعم قبل الأوان لأن هذا من شأنه أن يزيد من خطر أن يعاني النمو الاقتصادي من ضرر دائم مع تسهيل التكيف الهيكلي للاقتصاد.
لقد أكد مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي التزامهم ببذل كل ما هو ضروري لدعم المواطنين والشركات في منطقة اليورو في هذه اللحظات الصعبة للغاية.
هذا يشمل ضمان نقل سياستهم النقدية إلى جميع قطاعات الاقتصاد وإلى جميع السلطات القضائية، ومنع مشاكل التجزئة المالية مثل تلك التي حدثت في الماضي.
كما ان أكبر سلاح في ترسانة أوروبا التي تم تجميعها لمواجهة الانهيار الاقتصادي لفيروس كورونا لم يجد الهدف بعد.
ووفقاً لأرقام من سبعة من أكبر الاقتصادات في أوروبا جمعتها وكالة "بلومبرج" فإن أقل من 15٪ من الأموال التي وفرتها الحكومات عبر البنوك حيث تم استخدام ضمانات القروض للأعمال.
هذا يعني أن أكثر من 2 تريليون يورو وهو مبلغ يتجاوز إجمالي الناتج المحلي لإسبانيا كان لا يزال متاحاً ليتم نشره.
أدت الإجراءات الحكومية لاحتواء الوباء إلى إغلاق مساحات شاسعة من الاقتصاد مما أدى إلى انخفاض في الإنتاج، ولكن الآن مع رفع عمليات الإغلاق والسيطرة على الفيروس يزداد النشاط.
وسوف تضع القيود المستمرة حداً أقصى للتعافي ويتم تخفيف سرعته من خلال تحذير المستهلكين والشركات، وبعد كل ما قيل تظهر المؤشرات في الوقت الحقيقي انتعاشاً كبيراً قيد التنفيذ.
تبدو الاستجابة المالية الأوروبية الآن كافية بشكل عام، وتتحرك الخطوات للتواصل الاجتماعي مع بعض تكاليف الأزمة على مستوى الاتحاد الأوروبي مما يشير إلى تحول كبير إلى الأمام بالنسبة للكتلة التجارية.
نتيجة لذلك سيبدو الانتعاش على شكل حرف "V" لجزء كبير من الاقتصاد طالما بقي الفيروس تحت السيطرة، وبالنسبة لبقية الأمر فإن العودة إلى طبيعتها تستغرق وقتاً أطول.
"اليورو مقابل الدولار"
تستمر معنويات المخاطرة في دعم الزخم المتفائل في زوج عملة اليورو مقابل الدولار اليوم الثلاثاء، ويشهد الزوج ارتفاع إيجابي هذا الأسبوع ليعوض خسائره على مدى الأسبوعين الماضيين.
تلك الإيجابية كانت على أثر الأخبار الإيجابية بشأن العلاج المحتمل لفيروس كورونا، والذي طورته شركة " علوم جلعاد التكنولوجيا الحيوية".
بالإضافة إلى جانب الانتعاش الاقتصادي على شكل حرف "V"، وذلك بعد سلسلة من بيانات مؤشر مديري المشتريات الأفضل من المتوقع من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
على الصعيد الفني، اخترق اليورو الحاجز النفسي 1.1300 عند القفز إلى أعلى مستوى في أسبوع واحد 1.1305.
على المدى المتوسط لا يزال الزوج ضمن قمم منخفضة مع استمرار المؤشر اليومي عند الإغلاق أدنى 1.1360، وهو ما يجب ان نشهد إغلاق يومي أعلاه لميتد بمكاسبه لمستوى 1.1530.
أما على المدى القصير يشهد زوج عملة اليورو مقابل الدولار مع استمرار تداولاته أعلى مستوى 1.1250 سوف يواجه مقاومة أولية عند مستوى 1.1305 أعلى سعر بجلسات اليوم، وبإختراقها قد يستهدف مستوى المقاومة 1.1353 قمة 16 يونيو.
أما في حالة فقدان اليورو المكاسب مرة أخرى مقابل الدولار والعودة للتداول ما دون مستوى 1.1250 قد يواجه دعم أولي عند 1.1221 متوسط متحرك 21 يوم، وبإختراقه قد يواجه مستوى الدعم الثاني عند 1.1168 قيعان 19-22 يونيو.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على توتير: Abdelhamid_TnT@