دعك من مؤشر الخوف، الذهب والفضة الآن ينذران الأسواق، ما التوقعات؟

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 27/7/2020

"الذهب" و"الفضة" ينطقان بما ترفض الأسواق تصديقه، ما التوقعات؟ (الجزء الأول).

تناولنا في الجزء الأول ما تقوله تحركات الذهب والفضة حول الاقتصاد العالمي، وكان هناك تحرك قوي جدًا من الناحية الفنية على الفضة يجذب انتباه المحللين من الجانب الفني. من وجهة نظرنا، لا يحرك المعادن الثمينة سوى الخوف، وما يحدث الآن في سوق الفضة يدل على حالة من الرعب للمستثمرين من حول العالم إزاء استدامة التعافي الاقتصادي من تداعيات فيروس كورونا.

هل الضربة المقبلة ستكون ضربة مباشرة؟

وقعت سلسلة من الأحداث الاقتصادية المدمرة للفترة ما بين 6-12+ شهر، وكان لجميع الأحداث تداعيات سلبية على نفسية المتداولين الذين لجؤوا للملاذات الآمنة. ولكن السؤال هنا، هل سيخف أثر فيروس كورونا بنهاية العام؟ هل يستأنف العاملون قدرتهم على تحقيق الدخل؟ هل تنجو الأعمال من الانكماش القوي. هل تنجو المدن، والولايات، والكيانات من انكماش عوائد الضرائب، والرسوم، واستمرار التكاليف المتصلة بأحداث الدمار الاقتصادي؟ هل يستمر ارتفاع سوق الأسهم في مواجهة المجهول الذي يرهب الجميع؟

الحقيقة هنا: المعادن الثمينة ضربت أعيرة نارية تحذيرية، ولمن يعرف التحليل الفني عليه الانتباه الآن. المعادن الثمينة ارتفعت بحوالي 12 إلى 15%، ولا نرى هذا التحرك من فراغ. يضرب السوق عاصفة من الرعب تسببت في صعود المتداولين من حول العالم بسعر الفضة فوق 23 دولار للأوقية. وكانت الفضة أدنى 19 دولار لشهور عدة، وظلت على انخفاض حتى بعد الارتفاع فوق مستوى 1,750 دولار للأوقية. والاختراق الآن في الفضة هو إشارة تحذيرية وليس أكثر. وعليك الانتباه إلى أن المخاطر تصعد عنان السماء في الوقت الحالي.

نريد إبراز نقاط قليلة في بحثنا، لنساعدكم على معرفة ما يحدث الآن، وما هو متوقع في المستقبل.

الرسم البياني اليومي للفضة

تبرز الرسوم البيانية اليومية للفضة سلسلة من "التحركات المحسوبة" كما ذكرنا في 13 يوليو 2020. ويبدو أن الارتفاع بـ5.40 دولار، يتصادف مع درجة من الاعتيادية، ونعتقد بأنه سيكون هناك حركة اختراقية بارابوليك خارج النطاق.

يعني هذا أن الحركة الصعودية الممتدة لما بعد 5.40 دولار للأوقية، هي حركة محسوبة، في إطار ارتفاع قوي، وبعد هذا ربما تنتهي تلك التحركات المحسوبة.

في بحثنا الأول للنماذج الفنية، نرى بأن أهداف الصعود للفضة هي 25.50 دولار للأوقية، و26 دولار للأوقية. ولكن البحث العام في السوق يدل على أن التحرك لـ75 دولار، و85 دولار هو أهداف الفضة (والذهب ينطلق لـ3,750 دولار للأوقية، و4,995 دولار للأوقية). ولكن ماذا يلزم الفضة للصعود نحو 70 دولار للأوقية.

يرى فريقنا البحثي عدة عوامل أساسية لتحركات المعادن الثمينة: الائتمان، والمستهلك، وأي تحرك عنيف من هذين الجانبين سيدفع المعادن الثمينة لهذه المستويات. يحرك المعادن الثمينة الخوف، عندما يخشى المستثمرون من المستويات العالية أو التقييمات المرتفعة، سيلجأون لتحويط محافظهم الاستثمارية بالمعادن الثمينة. وعندما تقع تحركات كبرى في السوق، كما رأينا في الفضة، ستترجم على أنها آثار الخوف. ولكن، ماذا يخشى المتداولون؟ يخشى المتداولون الارتفاع القوي في الأسهم الأمريكية، والتوقعات ذات الصلة بالمستهلك، والتجارة، والدين/الائتمان، وغيرها من عوامل الاقتصاد العالمي.

 

التحركات الشهرية لمؤشر إس آند بي 500

كتبنا عن احتمالية تحقق سيناريوهات لسلسلة من الأحداث الاقتصادية على مدار الشهور الستة المقبلة، تنهار فيها الأعمال بسبب ضعف الأرباح، وتقليص القدرات المتصل بفيروس كورونا. قبل سنوات مضت كتبنا بأن "الأحداث الاقتصادية المفردة التي تزعزع قطاع أصغر من الأسواق يمكن التحركم فيها، وإدارتها، وليست الأحداث الكبرى طويلة الأمد المدمرة." ونرى الآن بأن فيروس كورونا ينطلق ليصبح حدث اقتصادي طويل المدى، يتسبب في انكماش يتراوح بين 20-30% في العوائد لكثير من الأعمال، والمستهلكين، والحكومات المدنية، وفي كل ولاية، ما يمكنه أن يتسبب في مخاطرة عدة مجهولة.

كتبنا أيضًا عن أحداث الدورات الخارقة بنهاية 2019، عن دورة دمار قوية تقع بين نهاية 2019 و2020. وألفنا بحث في يوليو 2019 يحذر بما يتربص بالسوق العالمي من انهيار، بسبب دورات النمو الخارقة، وغيرها من النماذج الفنية.

نتوقع أن ما سيحدث الآن هو امتداد للأزمة حتى تشكيل قاع. ويبرز الرسم البياني لإس آند بي 500 فشل السوق في الانقلاب من السعر الهابط على مدار الشهور الثلاثة فأكثر المقبلة (قبل الانتخابات الأمريكية)، وفيه تكون نقاط انخفاض عميقة. ونتوقع تحركات عنيفة للأسفل تستهدف 208 دولار، على اس بي دي آر S&P 500 (NYSE:SPY)بينما تتقدم الفضة والذهب.

الرسم البياني الأسبوعي للفضة

يتركز هدف الفضة التالي على مقربة من 28 دولار للأوقية (بارتفاع 24+% فوق المستويات السعرية الحالية). ويقيس هذا تحرك السعر إلى منطقة معززة، وعندها نرى حركة ارتفاع معتدلة، ومن ثم ذروة، وتتكرر العملية مجددًا. وما وارء الهدف 28 دولار للأوقية، سيكون الهدف الثاني عند 32.50 دولار للأوقية. لو وصلت الفضة مستويات 28 أو 32.50 دولار للأوقية، سيكون الخوف استهلك السوق بالكامل، وسيكون الذهب عند 2,100 دولار للأوقية أو أعلى. وارتفع سعر الذهب إلى الفضة سيكون إشارة تحذير واضحة على عدم ثقة المتداولين في مستويات التقييم الحالية لسوق الأسهم.

نرى على الرسم البياني للذهب مستهدفات سعرية محسوبة، رغم أن الذهب وصل حاليًا لمستهدفاته، ولا نعتقد بأنه سينقضي 3 أو 4 أسابيع قبل ارتفاع الذهب فوق 1,950 دولار للأوقية. وبعد تحرك قوي في الفضة نثق في ارتفاع الذهب أيضًا. السؤال الأكبر هنا للذهب، ماذا يحدث بعد 2,000 دولار للأوقية، هل نتوقع 3,750 دولار للأوقية، أم يرتفع الرالي لـ5,500 دولار للأوقية.

أي مستويات سعرية تمثل ذروة ستوضح حجم الخوف وعدم اليقين نتيجة تفشي فيروس كورونا، مع سلسلة من الأحداث المتصلة بالعوائد والأرباح، والانكماش المستمر. على مدار الشهور الست المقبلة نرى بأن الاحداث الجديدة ستتكشف لتبرز حجم الدمار الذي خلفته أزمة كورونا. وسيكون المستهلكون والأعمال فقدت 25% إلى 35% من سعتها، وفاقت 15% من إجمالي الكثافة السكانية التي فقدت أعمالها، وذلك بسبب الإغلاقات، وعلى المرء توقع انكماش اقتصادي.

بأمانة، أرى بأنه من الحماقة الإيمان بقدرة الفيدرالي على تعويض ما كان يقوم بـ150 مليون أمريكي وأكثر من أنشطة الإنفاق، وشراء المنازل، والاستئجار، ودفع فوائد القروض، وغيرها من النشاطات. حوالي 25% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي -بقيمة 5.5 تريليون دولار- يتلقى الآن ضربة قوية، وسينعكس هذا على الأسواق.

الرسم البياني الأسبوعي للذهب

ننصح جميع القراء بالبقاء على حذر، وتأمين مراكز المحفظة، والتعامل مع مناطق الخطر فيها. الأسهم الأمريكية ارتفعت بقوة، لا يمكن إنكار هذا، ولكن عليك الحذر من حركة المعادن الثمينة، فهي الآن الدليل على ما يتعرض له المستهلك الأمريكي, ستتدرك أن الفيدرالي الأمريكي، والمستثمرون الأجانب ممن يراكمون أسهم التكنولوجيا، لا يمثلان حالة صحية طبيعية للاقتصاد (كتلك التي شهدناها في 2017/2018) بل ما نشهده الآن تعافي مصطنع.

وصل الاقتصاد الأمريكي لذروته في النمو بين يناير/فبراير 2018. وبعد ذروة، ونماذج فنية سعرية، نرى بأن سوق الأسهم الأمريكي في انكماش، والدورة الخارقة ترى قاع للأسواق، لن يحدث سوى بين 2021-2023. ونرى طريق طويل قبل القاع، وهو عبارة عن إعداد له.