ظهرت شركتا التكنولوجيا، بلانتير وأسانا، لأول مرة في أسواق الأسهم الأمريكية العامة يوم الأربعاء بعد استخدام عملية غير تقليدية، وهي الإدراج المباشر، بدلاً من الاكتتاب أو الطرح العام الأولي IPO.
من خلال الاكتتاب/الطرح العام التقليدي، تصدر الشركات التي تكون مملوكة للقطاع الخاص أسهماً يمكن للجمهور شراؤها، من أجل زيادة رأس مالها للقيام بالمزيد من الأعمال. أما في الإدراج المباشر، فيقوم المساهمين الحاليين (الخاصين) بيع أسهمهم، إلا أن الشركة لا تجمع أي نقود. هذا هو السبب في أن عدداً قليلاً فقط من الشركات يستخدم الإدراج المباشر بدلاً من الاكتتاب العام التقليدي. تتجنب الشركات التي تختار هذه الطريقة مسار الاكتتاب العام التقليدي، حيث يواجه المدراء التنفيذيون المستثمرين لشرح نماذج أعمالهم وإمكانيات النمو المستقبلية، من خلال عروض ترويجية. كما تُعتبر القوائم المباشرة طريقة أرخص للقيام بنفس الشيء.
من أجل فهم شركتين مدرجتين حديثاً، قد تكون أي منهما مناسبة بشكل جيد لمحفظتك الاستثمارية، إليك نظرة على هذين الاكتتابين العامين:
بالانتير
تعمل الشركة التي يقع مقرها في مدينة دنفر بولاية كولورادو في تنقيب البيانات، وتستخدم الوكالات الحكومية والشركات الكبيرة برمجيات بالانتير، لجمع مجموعات كبيرة من البيانات، وتحليلها، وتخطيطها. وتجمع تقنية الشركة بين تدفقات البيانات المتغيرة باستمرار فيما تسميه الشركة "مصدر الحقيقة" الأوحد، والذي يمكن لعملائها بعد ذلك تصفيته للحصول على معنى لهذه البيانات، واستخدام ذلك لاتخاذ القرارات.
وتتضمن قائمة عملاء الشركة: عملاق الأدوية ميرك، وخطوط يونايتد الجوية، والتي تستخدم البرنامج لتحسين مسارات رحلاتها. ومن ناحية أخرى، تستخدم حكومة الولايات المتحدة أدوات الشركة في مهام تشمل التعرف على القنابل المزروعة على جوانب الطرق في أفغانستان، وكشف التهرب الضريبي، وفي أمر أكثر إثارة للجدل، وهو تحديد الأشخاص الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وقالت شركة بلانتير في بيان صدر قبل إدراج أسهمها أنها تتوقع نمو مبيعاتها بنسبة 42٪ هذا العام ومن المتوقع أن تصل إلى 1.06 مليار دولار. وكانت إيرادات الشركة قد ارتفعت بنسبة 25٪ في عام 2019 ووصلت إلى 742.6 مليون دولار. أما بالنسبة لعام 2021، فلقد قالت الشركة إنها تتوقع نمو المبيعات بأكثر من 30٪.
ومع أرقام النمو الواعدة هذه، يجب على المستثمرين ملاحظة أن الشركة لم تحقق أرباحاً وأن حوالي ثلث إيراداتها جاءت من أكبر ثلاثة من عملائها.
ونظراً لعلاقاتها الوثيقة مع الحكومة الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية، فلقد تساءلت بعض وسائل الإعلام عن طبيعة هيكل الشركة الخاضع لسيطرة مشددة. الهدف الرئيسي لهذه الانتقادات هو البليونير بيتر ثايل، الذي أسس بلانتير قبل 17 عاماَ.
ووفقاً لتقرير بلومبرج:
"سيكون لدى ثايل سيطرة أكبر على الشركة أكثر من أي فرد أو مجموعة مستثمرين أخرى، وسيمنح هيكل التصويت غير التقليدي سلطة إضافية له، ولاثنين من المؤسسين الآخرين إلى الأبد."
وبينما يحلل المستثمرون نموذج الأعمال الخاص بالشركة، فإن أحد الأسئلة الرئيسية هو ما إذا كان الاعتماد الشديد على العقود الحكومية يمثل مخاطرة لهم. لقد بلغت الإيرادات من العقود الحكومية 345.5 مليون دولار، أو ما يعادل 53٪ من إجمالي إيراداتها في 2019.
وذكرت بالانتير أن الوكالات الحكومية الأمريكية التي تستخدم برامجها تشمل وزارة الصحة والخدمات البشرية، ووزارة الأمن الداخلي، ولجنة الأوراق المالية والبورصات، وإدارة الغذاء والدواء، والمعاهد الوطنية للصحة، ومراكز السيطرة على الأمراض، وقسم شؤون المحاربين القدامى، والجيش والبحرية والقوات الجوية.
أسانا
توفر الشركة التي يقع مقرها في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، أدوات إدارة العمل لتتبع مشاريع الفريق. تأسست الشركة في عام 2008 بواسطة داستن موسكوفيتز، الذي هو أحد مؤسسي فيسبوك، وجستين روزنشتاين، الذي عمل في منصب مدير منتجات سابق في غوغل، ومثل سابقتها، تعاني الشركة حالياً من الخسائر، ولكنها تسجل زيادة في المبيعات.
وفي نشرة الإصدار، أظهرت الشركة أنها تكبدت خسارة صافية قدرها 118.6 مليون دولار، وإيرادات بلغت 142.6 مليون دولار، للسنة المالية المنتهية في 31 يناير. واستفادت الشركة من التحول إلى العمل من المنزل، الذي تسارع بسبب وباء كورونا، فارتفعت الإيرادات بنسبة 57٪ في فترة الـ 3 أشهر المنتهية في 31 يوليو. كما قفز صافي الخسارة خلال هذه الفترة إلى 41.1 مليون دولار مقارنة بخسارة 15.6 مليون دولار فقط في الفترة نفسها من العام الماضي.
وقال داستن موسكوفيتز، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي، في بيان الأرباح الذي صدر الأسبوع الماضي: "نحن في وضع جيد لنكون رائدين على المدى الطويل في سوق يتضمن فرصاً بمليارات الدولارات."
"فرق العمل هي محور كل ما نقوم به. والآن، أكثر من أي وقت مضى، من المهم أن تعمل الفرق بوضوح وتوافق مع وجود مساءلة."
وفي توجيهاتها المستقبلية، تتوقع أسانا أن تصل المبيعات إلى نطاق بين 210 و213 مليون دولار، وهو ما يمثل نمواً سنوياً بنسبة 47٪ إلى 49٪. كما تتوقع تسجيل خسارة تشغيلية غير متوافقة مع مبادئ المحاسبة المقبولة GAAP بين 136 و140 مليون دولار.
الخلاصة
تستند كل من بالانتير وأسانا على دعم المستثمرين الأثرياء الذين يتمتعون بتاريخ قوي. وتتمتع شركة بالانتير بمصدر دخل ثابت عبر الوكالات الحكومية، العملاء الرئيسيين للشركة. أما أسانا، فمن المتوقع أن تستفيد من بيئة العمل من المنزل، حيث تحتاج الشركات إلى أدوات لتتبع أداء موظفيها عن بعد.
يمكن للمستثمرين الذين يتطلعون إلى الاستثمار في هذه الاكتتابات الأولية التفكير في تقسيم مراكزهم بالتساوي بين السهمين.