المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 07/10/2020
مع مرور دقائق وساعات يوم الأربعاء، سوف يفكر المستثمرون في الذهب، مرة أخرى، في ما حصل لهم، وإلى أين يمكن أن يتجهوا بعد ذلك.
فقبل 24 ساعة فقط، كان كل شيء يبدو مليئاً بالمكاسب لثيران {{68|السبائك}} و {{8830|العقود الآجلة}} للمعدن اللامع. فلقد بلغت الأسعار أعلى مستوى لها في أسبوعين فوق حاجز الـ 1,910 دولار. وكانت آمال التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة التحفيز كبيرة، وبدأ أن الحزمة قد أصبحت أقرب من أي وقت مضى، بعد أربعة أشهر من المفاوضات المتوترة بين البيت الأبيض والديمقراطيين.
ثم، ومثل انهيار جليدي عظيم، تلاشى الأمل في غضون دقائق فقط.
انخفضت أسواق الأسهم، وكل المؤشرات الرئيسية، فتراجع {{8873|الداو}} و {{166|إس إن بي 500}} و {{14958|نازداك}} بانسجام. وتراجع الذهب، بينما تقدم {{8827|الدولار}} من جديد، باعتباره الملاذ الآمن المفضل.
وعندما هدأ الغبار، كان الذهب قد عاد إلى ما دون حاجز الـ 1,900 دولار، وكان لدى المستثمرين مصدر واحد فقط: المصدر نفسه الذي دفع السوق إلى الارتفاع في الأيام الأخيرة، الرئيس دونالد ترامب.
تغريدة الرئيس التي تم نشرها عند الساعة 2:48 مساءً بالتوقيت الأمريكي الشرقي يوم أمس الثلاثاء، قتلت "أوزه التحفيز الذهبية" التي أطعمت مستثمري أصول المخاطر من جميع الفئات، منذ الأسبوع الماضي.
"لقد أصدرت التعليمات لممثلي بالتوقف عن التفاوض إلى ما بعد الانتخابات"
وألقى الرئيس ترامب باللوم على رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، بسبب مطالبتها المزعومة بالحصول على أموال تحفيز بقيمة 2.4 تريليون دولار، مقابل عرض ترامب البالغ 1.6 تريليون، وأعتبر أن ذلك هو العامل الذي منع التوصل إلى اتفاق. وألقى آخرون باللوم في التغريدة على المسار العلاجي القوي للرئيس منذ عطلة نهاية الأسبوع، بسبب إصابته بفايروس كورونا.
وردت بيلوسي:
"كنا على طريق الوصول إلى اتفاق"
وكان القائد العام للولايات المتحدة قد غرد من سريره في المستشفى قبل أيام قليلة فقط، وتحديداً يوم السبت:
"ولاياتنا المتحدة الأمريكية العظيمة تريد وتحتاج أموال التحفيز. أعملوا معاً وأنجزوا ذلك. شكرا لكم!"
وهذا ما يجعل من تعامله مع التحفيز ليلة الأمس، تغييراً بزاوية 180 درجة عما كان الوضع عليه قبل أيام.
الرئيس ترامب يغرد مرة أخرى
ما هو واضح أيضاً هو أن شهية الرئيس ترامب للتغريد قد عادت. وعلى الرغم من تعافيه، إلا أن طبيب البيت الأبيض كان قد قال إنه "لم يخرج من الغابة" بعد. إن ولعه بإعلان السياسات في دفعات من 280 حرفاً، يعني تشويش الرسالة للمستثمرين الذين يحاولون الوصول إلى خلاصة حول ما إذا كانت مبادرة التحفيز قد انتهت حقاً، أو إذا ما كان بالإمكان إحياؤها بطريقة ما، وهو أمر أصبح طبيعياً أن يفكر به المستثمرين في كل معارك البيت الأبيض مع الديمقراطيين.
عند الساعة 9:54 مساءً بالتوقيت الأمريكي الشرقي، نشر الرئيس تغريدة أخرى:
"يجب على مجلس النواب ومجلس الشيوخ الموافقة على الفور على إقرار مبلغ 25 بليون دولار لدعم رواتب موظفي شركات الطيران، و135 بليون لبرنامج حماية شيكات الرواتب للشركات الصغيرة. سيتم دفع هذه المبالغ بالكامل من الأموال غير المستخدمة من قانون التحفيز السابق Cares Act. لدينا المال. سوف أوقع الآن!"
أدى ذلك إلى ارتفاع العقود الآجلة للأسهم، قبل افتتاح جلسة يوم الأربعاء في نيويورك، وذلك وسط آمال، مرة أخرى، بأن اتفاق التحفيز قد يكون ما زال ممكناً.
بعد هذه التغريدة، قلص الذهب خسائره، وبدأ الارتفاع من أدنى سعر ليوم الأربعاء عند 1,877 دولار، ليتداول حول مستوى الـ 1,900 الهام من جديد، بحلول الساعة 2:35 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:35 صباحاً بتوقيت جرينتش).
لا أحد غير ترامب يعرف ما الذي سيغرده بشأن التحفيز اليوم الأربعاء.
هنالك الآلاف من الأمريكيين، خاصة أولئك العاملين في قطاع الطيران، يعانون من خطر فقدان وظائفهم، بدون المزيد من المساعدات الحكومية. وكان ترامب، المرشح لإعادة انتخابه في نوفمبر، قد اتهم قبل أيام قليلة رئيسة مجلس النواب بيلوسي بلعب كرة القدم السياسية بشأن هذا الأمر. إلا أنها ردت بالقول إنه يجب على أي صفقة أن تكون في صالح جميع الأمريكيين، وليس فقط الأسباب والمجموعات التي يختارها ترامب، وليس من أجل منفعته السياسية فقط.
ما هو مؤكد الآن هو أن الذهب محاصر بين مطرقة التحفيز، وسندان {{ecl-108||محضر}} الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC) في البنك، والمقرر كالعادة عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:00 مساءاً بتوقيت غرينيتش). وأصبح المحضر الآن موضع تركيز شديد، بعد ما حصل لآمال التحفيز.
لقد كان إعلان أخر 3 محاضر لاجتماعات الفيدرالي كارثياً على الذهب، وطبعاً أدى كل منها إلى ارتفاع الدولار. لقد أظهرت هذه المحاضر أن البنك بقي واضحاً في السعي وراء المزيد من عمليات شراء الأصول، والتي يعتمد المستثمرون عليها كبديل لأموال التحفيز.
وعند كتابة هذا التقرير، سجل {{8827|مؤشر الدولار}}، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، قراءة قدرها 93.77. ومع هذا الارتفاع، ربما يعود الدولار إلى تخطي حاجز الـ 94 نقطة، والذي كان قد وصل له في وقت مبكر من الأسبوع الماضي.
الذهب سيتجه إلى 1,860 أو 1,930 وما فوقها، اعتماداً على التحفيز
أين يمكن أن يتجه الذهب إذا بقي هذا هو حال حزمة التحفيز؟
في منشور له على موقع (إف إكس ستريت) كتب المحلل الفني المتخصص بالذهب دهواني ميهتا أن الذهب يصارع حالياً مقاومة كبرى عند مستوى 1,883 دولار. وأضاف:
"الفشل في التمسك بالدعم الهام عند مستوى 1,875 دولار حيث يوجد أدنى سعر ليوم أمس ... يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حاد نحو المستوى التالي ذو الأهمية على الجانب السفلي وهو 1,860 دولار"
وربط محللنا بين هذا المستوى ومستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8٪ خلال فترة أسبوع، وهدف نطاقات بولينجر السفلية على الرسم البياني لـ 15 دقيقة.
وعلى الجانب الآخر من الرسم البياني، يمكن أن يختبر الذهب مستوى الـ 1,901 دولار إذا أشارت عناوين الأخبار إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مالي، حتى لو كان ذلك الاتفاق جزئياً.
في منشور له على موقع (ديلي إف إكس) قال المحلل المتخصص بالذهب بول روبنسون، إن تأكيداً أفضل من طرف البيت الأبيض يمكن أن يزيل المزيد من مستويات المقاومة.
فلقد كتب روبنسون:
"إذا اخترق السعر مستويات الثلاثينيات، فسيعمل ذلك على رفع احتمال الوصول إلى 1,973 (أعلى سعر لـ 16 سبتمبر) و 1,992 (أعلى سعر ليوم 1 سبتمبر) ثم 2,015 (أعلى سعر ليوم 18 أغسطس). سنحتاج أولاً إلى رؤية اجتياز للمقاومة حتى يكون هذا هو الحال."
"إذا رأينا المقاومة ترفض السعر، فتابع القناة السعرية على رسم الـ 4 ساعات. إن اختراق الخط السفلي في هذه القناة سيكون بمثابة تأكيد على أن الذهب قد أصبح جاهزاً لحركة هبوطيه اخرى نحو القاع الأخير عند مستوى 1,848."
ماذا سيغرد ترامب، وما الذي سنعرفه عن الفيدرالي، اليوم؟
إخلاء المسؤولية: لا يمتلك باراني كريشنان مراكز تداول أو عمليات مضاربة في السلع أو الأوراق المالية التي يكتب عنها.