على خلفية إصابة دونالد ترامب بفيروس كورونا قررت لجنة المناظرات الرئاسية عقد مناظرة افتراضية بين الرئيس ترامب ومنافسه جو بايدن هذه المناظرة التي وصفها ترامب بأنها مضيعة للوقت ورفض حضورها الامر الذي ترتب عليه إلغاء المناظرة الرئاسية الثانية التي كانت مقررة يوم أمس من قبل لجنة المناظرات الرئاسية والإبقاء على مناظرة 22 أكتوبر الجاري والتي ستكون الأخيرة بين المتنافسين وربما يكون لتأجيل المناظرة انعكاس سلبي على سير المناظرة كحدث سياسي كبير لكنه من الممكن أن يعطي تعاطفاً من قبل الناخبين المحتملين مع ترامب وهذه النقطة تعد جدا مهمه فالتعويل في الفوز بالانتخابات سيكون على هذه الشريحة الرمادية التي لم تعطي تأييدها لأي طرف لغاية الآن ولعل نتيجة استطلاع الرأي التالية هي انعكاس لهذا التعاطف حيث تقلص تقدم بايدن على ترامب إلى 11 نقطة بدلا من 14 بعد خروجه من المستشفى وتعافيه من فيروس كورونا.
في الجزء الأول لتغطيتنا للانتخابات الأمريكية تناولنا سيناريوهات مرتبطة بالذهب والدولار والمؤشرات والأسهم أما اليوم سنتحدث من منظور آخر وأبعاد مختلفة لكن تلك الابعاد أيضا مرتبطة بنتائجها ارتباط وثيق بالأسواق العالمية لذلك سأشارك معكم السؤال المطروح بقوة في أوساط المستثمرين والمتداولين هذه الأيام السيناريو الذي يعد الأكثر رعبا ماذا لو خسر دونالد ترامب الرئاسة ورفض التنحي والإقرار بالهزيمة؟
هذا السيناريو غير مستبعد على الإطلاق لان كل جانب من المتنافسين في حال خسارته سيكون له حجة لإثبات أن النتائج مزورة وتحتاج إلى إعادة التحقق منها وفرزها وهذا الأمر يقض مضجع المستثمرين والمتداولين ولعل ما يثبت أساس هذه النظرية ما صرح به دونالد ترامب في مؤتمر صحفي عندما تم سؤاله حول الموضوع فأجاب علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث وأضاف قائلا إنه لن يخسر الانتخابات الرئاسية المقبلة إلا إذا أقدم الديمقراطيون على تزوير الانتخابات عبر البريد وفي تصريح آخر وصف فيه الانتخابات القادمة لأنها ستكون الأكثر فساداً في تاريخ الولايات المتحدة ما سبق من كلام يمهد المسرح لمواجهة دراماتيكية في حالة الخسارة بنتائج متقاربة ويمكن أن تحدث أزمة دستورية ويتم اللجوء إلى المحكمة العليا لحسم نتائج الانتخابات الأمر الذي سينعكس بشكل سلبي كبير على الأسواق العالمية .
نختم بالقول إذا ما تحقق السيناريو المذكور أعلاه وارتفعت حدة النزاعات وتفاقمت فإن ذلك سيضع الدولار تحت المزيد من الضغط كذلك الحال بالنسبة للأسهم الأمريكية التي سيكون انعكاس الأوضاع عليها سيء لكن سيكون الجو إيجابيا للذهب ومن الوارد جدا ان نرى ملامسة المستوى التاريخي للمعدن الأصفر من جديد.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة تعد من الأحداث الأعلى مخاطرة على أسواق المال على مر التاريخ أشدد على التزام أقصى درجات الحيطة عند التداول لتجنب الخسائر التي قد تكون مفجعة وكارثية للبعض وأود أن أضيف نقطة هامة اخاطب بها المستثمرين والمتداولين لا تثقوا بالثوابت لان هذه الانتخابات ليس فيها شيء ثابت وتداعياتها على الأسواق ستكون غير متوقعة لذلك كن فطنا ولا تنجرف وراء استطلاعات الرأي ولك في انتخابات 2016 عبرة.
المحلل المالي والتقني
عبد الرحمن الاصفر