المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 25/10/2020
نُشر المقال في 23/10/2020
لم تكترث الأسواق خلال الأسابيع الماضية للأحداث الاقتصادية، أو تقارير أرباح الشركات، ولكنها تحركت على وقع عناوين الأنباء المتدفقة حول حزمة التحفيز الأمريكية.
وصلت إليك الفكرة. التقلب خلال اليوم للأسواق أصبح أكثر صعوبة، ولكن دلت المؤشرات الفنية على ضعف في حركة السعر.
وتحركت الأسهم للانخفاض بعد خيبة الآمال بشأن محادثات التحفيز.
اتفاق، أو اختلاف
لا يفاجئنا غياب حزمة التحفيز عن السوق، فكما ذكرنا سابقًا لن يكون هناك تحفيز من جانب الديموقراطيين، ولا الجمهوريين في القري. ولو مرت حزمة التحفيز، سيعود الفضل فيها لترامب لمساعدته الشعب الأمريكي، وهذا ما لا يريده الديموقراطيون، ولو امتثل الديموقراطيون سيكون في صالحهم.
ووصلنا إلى استنتاج يوم الجمعة، في زيرو هيدج:
"قالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، في حديث مع MSNBC إن الحزمة يمكن أن تمر لو أبدى الرئيس الأمريكي تعاونًا. ولزيادة الحيطة في التصريح قالت إن ترامب متردد بشأن الاتفاق. وأضافت حاجة ترامب لموافقة مجلس الشيوخ الجمهوري على الحزمة."
وردًا على هذا، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ماكنيني، إن بيلوسي ستصعب من التقدم نحو الحزمة، بوضع شروطها القاسية.
ومن بين السطور، أدرك السوق ألا تحفيز قادم. وبينما تراجع السوق بقوة في بداية الأمر، إلا أن الأسهم ارتفعت على أمل قدوم الحزمة. النبأ الجيد هو أنه وبينما يظل السوق في اتجاه هابط، إلا أنه متماسك فوق المتوسط المتحرك لـ 20 و50 يوم.
العودة للإفراط في التفاؤل
المدهش هنا هو أن الكونجرس والإعلام يشتكون من حاجة الاقتصاد لمزيد من التحفيز، ولكن السوق لا يتفق. رغم حقيقة عدم مرور تحفيز، إلا أن محلات التجزئة، وأسواق الإسكان الأمريكية سجلت أرقام مبيعات قياسية. ويعود المستهلكون للمطاعم، ويزيد الانفاق عن طريق بطاقات الائتمان من مستوياته المنخفضة، وفي هيوستن -تكساس- يعود المرور.
وعادت المضاربة على الأسهم لمستويات قوية في حالتي الانخفاض التاريخي، وبالتالي تظهر ملامح التعافي في السوق.
كما أشرت في مقالتي الماضية: أحاديث فنية: ثيران السوق يدخلون بكل ثقلهم من جديد
"كيف غيرت إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي "شهية المخاطرة" لدى المستثمرين من خلال الحماية "المتصورة" ضد الخسائر. ومع اقترابنا من انتخابات من المرجح أن تكون مثيرة للجدل، فإن "المضاربين على الارتفاع" في السوق "يعودون جميعاً" مرة أخرى، في ظل آمال مرتفعة في أن المزيد من "التحفيز" سيأتي قريباً.
منذ الإجراءات التي أتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي في شهر مارس، عادت معنويات المستثمرين إلى التطرف على الرغم من أن الاقتصاد نفسه لم يتغير، بل بقي وسط ركود عميق."
وأشرت إلى:
"عاد كل من مقاييس "الخوف / الجشع" الفنية، ومقاييس السوق إلى مناطق أكثر تطرفاً، في أعقاب الهبوط الذي شهدته الأسواق لفترة وجيزة في شهر سبتمبر. هذا هو الوضع الحالي، على الرغم من أن "التحفيز" لا يزال بعيد المنال، وبنك الاحتياطي الفيدرالي أصبح متفرجاً، وعلى الرغم من أن النمو الاقتصادي قد بدأ يخيب الآمال كما هو ملاحظ في مؤشر المفاجأة الاقتصادية."
ولكن مع التفاؤل القوي لسوق الأسهم، إلا أن الانفصال عن الواقع واضح، مع تعافي اقتصادي كالذي نشهده.
الانفصال العظيم
هناك في الوقت الحالي انقسام عظيم ما بين الاقتصاد الراكد، وسوق الأسهم الثيراني الصاعد. وبالنظر لطبيعة العلاقة بينهما لا يمكن أن يكون كلاهما على صواب.
ونرى الاقتصاد/ والأرباح، وأسعار الأصول مرتبطة بقوة كما يبدو على الرسم البياني.
ومنذ 1947، نمت ربحية السهم بـ 6.21% سنويًا، بينما توسع الاقتصاد بـ 6.47% سنويًا. وتلك العلاقة الوثيقة بين نمو العوائد، يمكن أن تكون منطقية خاصة في ظل الدور الذي يلعبه إنفاق المستثمر في معادلة الناتج المحلي الإجمالي.
ويظهر الارتباط بين الجانبين في الرسم البياني التالي:
والارتباط السلبي الآن غير طبيعي بالنظر إلى أن أرباح الشركات تأتي من النشاط الاقتصادي. ولكن انفصل الاثنان بسبب التدخلات الهائلة من البنك المركزي الأمريكي، الاحتياطي الفيدرالي، في الأسواق المالية. والآن، يمتلك الفيدرالي كميات ضخمة من سوق السندات الأمريكي.
وكما يظهر بالرسم البياني أعلاه، تدفقت السيولة للأسهم الأعلى سيولة (الأسهم ذات القيم السوقية العملاقة) بما أدى لحالة من الانفصال بين الأغلبية العظمى من أسهم السوق، وسلة من الأسهم العملاقة.
وخلق هذا الانفصال حالة من الوهم في سوق الأسهم، والذي يجب أن يكون مرآة للاقتصاد. فيعكس السوق الآن أداء قوي للاقتصاد، ولكن هذا ليس حقيقي.
ثور اليوم، دب الغد
لا شك في التحيز المتفائل للسوق على المدى القصير. ولكن على المدى الطويل مع تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي ستتأثر الشركات، وقدرتها على توليد هوامش ربحية. خاصة في ظل أحداث مثل فوز بايدن، وارتفاع الضرائب.
وتظل مستويات المكررات الربحية، وقيم الشركات مسببة للمشاكل على مستويات عدة، ولكن الانفصال بين الأسواق والاقتصاد مشكلة أكبر.
والأهم، انحراف السوق على مدى أطول يظل شديد الحدة. فالأسواق في حالة من التشبع الشرائي، وممتد كما نرى بالرسم البياني، وبالتالي فالتفاؤل المفرط في المستقبل القريب، يبقي احتمالية التصحيح قوية.
وبينما يتدخل الاحتياطي الفيدرالي بقوة وبلا هوادة خلال الانخفاضات الماضية، ولا يسمح بالانهيار الكامل، إلا أن احتمالية التراجع القوي تظل قائمة.
دقق النظر في معدلات الفائدة. ارتفعت معدلات الفائدة في الآونة الأخيرة، بناء على افتراضات إقرار مزيد من التحفيزات تؤدي لزيادة التضخم، ولا يكون لهذا صدى جيد في أسواق الأسهم. مع ارتفاع معدلات الفائدة، يقل إقبال السوق على شراء الأصول التي تولد عائد.
وتحدث المخاطرة سريعًا في السوق، لذا نشجعك على التركيز على انكشافك العام.
وملاحظة: لا يتمتع السوق بأداء جيد في ظل منافسة انتخابية متقاربة الفرص كالتي تمر بها الولايات المتحدة الآن. وهذا الحدث سيزيد سوء مع نظام التصويت عبر البريد الذي يستلزم وقت أطول للعد والإحصاء، ويمكن أن يسبب هذا تقلبات حادة في السوق.
ارتفاع النقد
-
يتأخر المستثمرون في الاستجابة للبيانات الجديدة، والتأخر في الاستجابة يؤدي لاستجابة ضعيفة، ولكن على مدار فترة زمنية أطول تزيد حدة الاستجابة نظرًا لتراكم الأحداث.
-
التجميع يحرك المستثمرين، وارتفاع السوق يجعل المستثمرين يعطون تبريرات غير منطقة لأصول وحيازات مبالغ في مكرراتها الربحية.
-
والتخارج من المراكز يزداد، مع بيع الرابحين لتحويط الأرباح، وبقاء الخاسرين بمراكزهم طمعًا في سعر أفضل.
لو مضت العملية الانتخابية بسلام، سنعود لانكشاف قوي من المستثمرين على الأسهم، وأعتقد أن الأسهم سوف تستفيد من سياسات الرئيس المقبل. لو كانت المخاطرة متزايدة سيخرج المستثمرون من السوق.
مطاردة العوائد المرتفعة لا تنتهي على خير، خاصة في ظل تقدم السوق وتدهور الاقتصاد، وارتفاع مكررات الربحية، وضعف المؤشرات الاقتصادية.
والأصل الأفضل لأي مستثمر هو "السيولة" فهي ما يوفر "الفرص."