خلال فترة الليل التي تبعت الانتخابات الأمريكية، سجلت عملة {{1057391|بتكوين}} أعلى مستوياتها قرب مستوى الـ 14,000 دولار، قبل أن تفقد بعض الزخم، وتتراجع إلى مناطق الـ 13,700 دولار وقت كتابة هذا التقرير.
ما مدى التأثير الذي ستتركه نتيجة الانتخابات على سعر العملة المشفرة، وهل ارتفاعها الأخير كان بسبب الطلب على أصول الملاذ الآمن على المدى القصير، أو شيء أكثر استدامة من ذلك؟
عوامل متعددة تسببت بالارتفاع
خلال تداولات اليوم الأربعاء، كان فرز الأصوات ما زال مستمراً، ولم يتضح الفائز بعد. وفي نهاية المطاف، سواء كان المنتصر هو الرئيس دونالد ترامب أو نائب الرئيس السابق جوزيف بايدن، فقد لا تكون هذه الانتخابات هي الأمر الذي سيعمل على ارتفاع العملة المشفرة على المدى الطويل.
فهنالك عدد من العوامل الأخرى، التي تُفسر الزخم الحالي لـ بتكوين بما في ذلك الإعلان الأخير أن خدمة الدفع عبر الإنترنت باي بال (NASDAQ:PYPL) قد أضافت لمستخدميها إمكانية شراء وبيع العملة المشفرة. كما أعلنت عدة شركات مساهمة من قطاع التكنولوجيا المالية، بما في ذلك مايكروستراتيجي (NASDAQ:MSTR) وسكوير (NYSE:SQ)، عن شراء مبالغ كبيرة من العملة المشفرة.
هناك شيء واحد يبدو واضحاً: هنالك اتجاه صعودي يتم الكشف عنه. كما يتعارض ارتفاع سعر البتكوين الأخير بشكل صارخ مع الأداء الضعيف لـ {{8827|الدولار}} خلال نفس الفترة، على الرغم من أن الدولار قد تحول إلى الارتفاع على المدى القصير.
يقول أومري أرغامان، المؤسس المشارك للمنصة الرقمية (زوومد)، أن من بين الأمور التي تقدم الدعم للعملة الرقمية، هنالك إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي والحكومة الأمريكية، مثل حزمة التحفيز التي بلغ حجمها 3 تريليون دولار، والتي تم ضخها في الاقتصاد الأمريكي، من أجل تخفيف معاناة الاقتصاد الذي تسبب الوباء بتعثره. ويعمل السكان الأمريكيون أيضاً على تعزيز قيمة العملة الرقمية، من خلال التقليل من اعتمادهم على العملات الورقية التقليدية.
وأضاف محللنا:
"سيكون لهذا تأثير طويل المدى بما في ذلك على جانب المعاشات التقاعدية. الناس خائفون. إنهم يفقدون الإيمان بالمؤسسات المالية العادية القائمة على "القوانين" و "القواعد". إنهم خائفون على مستقبل مدخراتهم".
ومع ذلك، يعتقد آخرون أن عدم اليقين بشأن الانتخابات يلعب دوراً أقوى وأكثر ديمومة. من الواجب دراسة كيفية تأثير الانتخابات السابقة على أسعار العملات المشفرة. فعلى سبيل المثال، خلال انتخابات 2016، عندما هزم ترامب هيلاري، بالكاد تحركت عملة البتكوين.
يعتقد دوجلاس بورثويك، مدير التسويق ورئيس تطوير الأعمال في (إنكس)، أن الاتجاه التصاعدي الحالي مدعوم بعدد من عوامل سياسية، تتعلق بالبنود التي يمكن أن يكون لها بعض التأثير على السعر، في سياسات كل مرشح. ويضيف:
"إذا فاز ترامب، فسيواصل الضغط من أجل سياسة نقدية سهلة من أجل مكافحة الضعف الاقتصادي المرتبط بالوباء. ستكون هذه البيئة إيجابية للعملات المشفرة".
ولكن بورثويك يرى كذلك أنه في حال فاز بايدن، سيكون من المتوقع أن يرفع الديمقراطيون الضرائب، لكنهم سيدفعون أيضاً باتجاه إلى تسهيل السياسة النقدية من بنك الاحتياطي الفيدرالي. لذلك، قد تجبر الضرائب المرتفعة بعض المستثمرين على تحويل أصولهم إلى (بلوكتشين) بسرعة أكبر.
على العكس من ذلك، يتوقع جيسون دين، محلل العملات المشفرة في {{0|كوانتم}} أنه من غير المحتمل أن يتأثر سعر البتكوين بشكل كبير سواء بشكل إيجابي أو سلبي على المدى القصير، طالما كان هناك فوز واضح من أي من المرشحين.
"على الرغم من أن كلا المرشحين لديهما سياسات مالية واقتصادية مختلفة (الضرائب، التشريعات الملية، العلاقات التجارية الدولية)، إلا أن ذلك يلعب دوراً مباشراً في تداولات الأسهم الامريكية والدولار، وليس البتكوين".
ومع ذلك، إذا وصلنا إلى نتيجة متنازع عليها - وهو أمر لا يزال محتملاً بكل تأكيد - فقد تشهد الأسواق دفعة إضافية على المدى القصير لـ الذهب وربما الأسهم الدفاعية التقليدية. وإذا حصل ذلك، يتوقع المحلل جيسون دين من شركة كوانتوم (NASDAQ:QMCO) أن يرى عملة البتكوين مدرجة ضمن فئة أصول الملاذ الآمن، ومدفوعة بالمشترين المقيمين في الولايات المتحدة الذين يبحثون عن شكل من أشكال المخاطر المنخفضة عبر أصل مستقل. ويضيف:
"في الحالة المتطرفة، على سبيل المثال عندما تحدث فترة طويلة من عدم اليقين بسبب طعن قانوني من قبل أحد المرشحين بشأن نتيجة الانتخابات، من الممكن أيضاً أن يؤدي ذلك إلى قيام المتداولين بتسييل الأصول إلى الأموال الورقية حتى يهدأ الغبار. من شبه المؤكد أن يشمل ذلك البتكوين، خاصة وأن المكاسب الأخيرة ستكون جذابة للغاية في هذا السياق".
ونعود إلى (بورثويك) الذي يرى أنه إذا كانت هناك اضطرابات في فترة ما بعد الانتخابات، فقد يكون هناك ارتفاع آخر في العملة الرقمية، على الرغم من أن مثل ذلك الارتفاع قد يستمر لمدة أسبوع أو نحو ذلك، ويمكن أن يكون أمراً يثيره المستثمرون الأمريكيون فقط. ويشيف محللنا أن البلدان الأخرى ستركز على التغلب على وباء كورونا، وربما الدخول في إجراءات إغلاق جديدة.