المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 8/12/2020
كلاهما في منطقة ذروة الشراء، ولكن بالنسبة للمضاربين الذين يبحثون عن فرصة أخيرة للمراهنة على المعادن الثمينة، قد لا تكون مثل هذه العوامل الفنية مهمة. ما يهم هو أنه إذا وصل الذهب إلى 1,900 دولار للأونصة، فإن الرسوم البيانية تُظهر أن الفضة قد تتقدم نحو مستوى الـ 26 دولار.
خلال الجلسة الآسيوية لليوم الثلاثاء، تداولت عقود الذهب الآجلة تسليم فبراير بسعر مرتفع بلغ 1,875.95 دولار للأونصة، أي أقل من 25 دولار من الهدف المرتقب البالغ 1,900 دولار، والذي تسعى إليه صفقات الشراء.
أما عقود الفضة الآجلة تسليم مارس، والمتداولة في بورصة كومكس، فلقد سجلت أعلى مستوى للجلسة عند 24.891 دولار، مما جعلها على بعد نحو 1.1 دولار فقط من الهدف المنشود عند مستوى الـ 26 دولار.
لا يوجد جدول زمني للوقت الذي سيستغرقه أي من المعدنين للوصول إلى الهدف المنشود. ولكن، هناك شيء واحد مؤكد: في هذه الحركة، الذهب هو القائد والفضة هي التابع. وبالإضافة إلى ذلك، فإن زخم الذهب مدفوع بشيء واحد: التوقعات بأن يقر الكونجرس صفقة مالية خاصة بالوباء خلال الـ 48 ساعة القادمة.
وفي حين أن أخبار التحفيز المالي قد تكون المحرك الحالي لارتفاع الذهب، تُظهر الرسوم البيانية أيضاً أن المعدن اللامع في موقع إستراتيجي يمكنه من الانطلاق نحو مستوى الـ 1,900 دولار.
في ثماني جلسات فقط، انتقل الذهب في كومكس من أدنى مستوى له في أربعة أشهر عند 1,776.50 دولار، إلى أعلى مستوى له في أسبوعين اليوم الثلاثاء عند 1,875.95 دولار. وفي منشور له على مدونة (إف إكس ستريت)، قال المحلل الفني وخبير الرسوم البيانية بابلو بيوفانو أن المكاسب التي قاربت الـ 100 دولار قد حسنت من الصورة الفنية للذهب.
وأضاف محللنا:
"كان الارتفاع في أسعار أونصة الذهب مدعوماً بارتفاع الفائدة المفتوحة وحجم التداول، مما يفتح الباب أمام استمرار الزخم الصعودي، على الأقل للمدى القريب جداً. ومع ذلك، فإن القمم التي تم الوصول إليها في منتصف نوفمبر في منطقة الـ 1,900 دولار تُشكل العقبة التالية التي يجب الاهتمام بها"
وتمكن الذهب من تجاوز واحدة من أكثر عمليات البيع وحشية على الإطلاق، والتي تعرض لها بعد الإنجازات الباهرة للقاحات فايروس كورونا، والأخبار المتفائلة عن إمكانية توفرها قبل عيد الميلاد المجيد، وهو ما تسبب في هروب الأموال من أصول الملاذ الآمن على اختلافها.
فلقد فقد المعدن الأصفر نحو 6٪ من قيمته خلال شهر نوفمبر، وهو أكبر سقوط شهري له منذ عام 2016، والذي دفعه نحو مستويات الـ 1,700دولار. قام المستثمرون في الأسابيع الأخيرة بتوجيه الأموال في الغالب إلى أسواق الأسهم وغيرها من الأصول الخطرة مثل النفط، حيث شهدت هذه الأصول ارتفاعاً ملحمياً بدعم من فكرة أن اللقاحات والعلاجات ستنهي قريباً معاناة البشرية مع فايروس كورونا.
وعلى الرغم من التركيز المستمر على المخاطرة، ارتفع الذهب بعد أن لعب مرة أخرى، دوره التقليدي كملاذ أمن وسط الحديث عن مباحثات التحفيز الجديدة، والتي أدت كما كان متوقعاً، إلى انخفاض الدولار، العدو اللدود للمعدن الثمين. وكان مؤشر الدولار قد انخفض بأكثر من 1٪ خلال الأسبوع الماضي، وأفتتح الأسبوع الحالي بالوصول إلى أدنى مستوى له في ست سنوات عند 90.47 يوم الإثنين.
خلال الأسبوع الماضي لوحده، قفزت العقود الآجلة للذهب بـ 50 دولار كاملة، او ما يعادل 3.3٪، ليكون ذلك أفضل أسبوع للمعدن الثمين منذ الأسبوع المنتهي في 30 أكتوبر، وليتمكن من تعويض جزء لا بأس به من الخسائر العميقة التي الحقها به الأسبوع الذي سبقه، والتي وصلت إلى 5٪، لتجعل منه أسوأ أسبوع منذ يوليو.
وحتى ندرك السياق، نُذّكر بأن الكونجرس الأمريكي، كان قد وافق بقيادة بيلوسي والديمقراطيين، على الحزمة الأصلية لقانون المساعدة والإغاثة والأمن الاقتصادي المسمى اختصاراً CARES في شهر مارس الماضي. في ذلك الوقت تم تخصيص رقم فلكي يقرب من 3 تريليون دولار لبرامج حماية رواتب العمال والقروض، ومنح للشركات، ومساعدات شخصية أخرى للمواطنين الأمريكيين ممن أهلتهم الشروط للحصول على هذه المساعدات.
ومنذ ذلك الاتفاق، بقي الوضع عالقاً بين الديموقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب، والجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ، حول الحزمة التالية من حزم CARES الطارئة. وتجادل الطرفان حول حجم برنامج المساعدات التالي، في الوقت الذي خاطر فيه الآلاف من الأمريكيين، وخاصة أولئك العاملين في قطاع الطيران، بفقدان وظائفهم في حال عدم الحصول على حزم مساعدة جديدة للاقتصاد.
ولكن، تم كسر الجمود أخيراً الأسبوع الماضي بعد أن اقترحت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مشروع قانون إغاثة بقيمة 908 بليون دولار، يتفاوض فيه الجانبان منذ ذلك الحين.
يرى أنيل بانشال، خبير الرسوم البيانية الذي يكتب في مدونة موقع (إف إكس لايف)، أن كسر الفضة المستمر لخط الاتجاه الهابط الذي بقي صامداً لـ 3 أسابيع، يدفعه حالياً نحو الخط العلوي لنمط الوتد Wedge، والموجود حالياً حول مستوى الـ 25 دولار.
ويقول بانشال:
"إذا تمكن الثيران من تجاوز مستوى الـ 25 دولار بأي حال من الأحوال، فحينها سيعود أعلى مستوى لشهر نوفمبر بالقرب من مستوى الـ 26 دولار للظهور على الرسوم البيانية"
الرسوم البيانية مقدمة من SK Dixit Charting
يتفق سونيل كومار ديكسيت، محلل (إس كاي ديكسيت تشارتنغ) المقيم في مدينة كالكوتا بالهند، مع رأي بأنشال، حيث أشار في رسالة بريد إلكتروني أرسلها لنا في موقع Investing.com، إلى أن الفضة قد عززت من قاعدتها فوق مستوى الـ 23.60 دولار، واستقرت فوق مستوى الـ 24.30 دولار، وتتجه الآن نحو اختبار منطقة الـ 24.90 - 25.20 دولار.
"من الآن فصاعداً، أصبح لدى الفضة أسباب للتوجه نحو منطقة الـ 25.90 - 26.00 دولار، أكثر من الأسباب التي تدعوها إلى فقدان قوتها والتحول إلى الهبوط نحو مناطق تحت مستوى الـ 23.50 دولار"
تُظهر أدوات التحليل الفني على موقع Investing.com تصنيف "شراء قوي" على الرسوم البيانية اليومية للذهب، مع وجود مقاومة فيبوناتشي عند 1,873.01 دولار، وثانية عند 1,884.39 دولار، وثالثة عند 1,902.80 دولار.
وبالمثل، تُظهر نفس هذه الأدوات تصنيف "شراء قوي" على الرسوم البيانية اليومية للفضة، مع وجود مقاومة فيبوناتشي عند 24.96 دولار، وثانية عند 25.27 دولار، وثالثة عند 25.77 دولار.
وكما هو الحال دائماً مع التحليلات والتوقعات، اتبع إشارات الرسوم البيانية والتحليل الفني، ولكن خفف من تأثيرها بالاعتماد على الأساسيات - والاعتدال - كلما أمكن ذلك.
إخلاء المسئولية: يستخدم باراني كريشنان مجموعة من الآراء، من خارج نطاق رؤيته، لإضفاء التنوع على تحليله لأي سوق. وهو لا يمتلك عمليات تداول أو مراكز مضاربة على السلع أو الأوراق المالية التي يكتب عنها.