شاهدنا انخفاض للدولار الأمريكي لأدنى مستوياته منذ مارس عندما كان يلامس 103 نقطة والآن في ديسمبر تراجع إلى مستويات 90 نقطة وهذا يرجع إلى عدة أسباب في رأيي السبب الأول وهو أننا نعتبر في حالة اقتصادية تسمي بعدم اليقين وارتفاع حدة الضبابية وتتسم بوجود أخبار كثيرة عكس بعض وبنلاحظ فيها دائما ارتفاع وانخفاض سريع للعملات والذهب وهنا الأغلبية بنتيجة لاحتفاظ بالسيولة لحين وضوح الرؤية للدخول في استثمارات آمنة.
ثاني سبب وهو لقاح كوفيد 19 فمازالت الإصابات والوفيات تتزايد وتعتبر أمريكا الأكثر اصابة في العالم بكورونا فنتحدث عن أكثر من مليون اصابة في الاسبوع الواحد بالتالي برغم الأخبار الجيدة من اللقاح ولكن مازال اللقاح لم يتوزع على البشر ولم ينتهي الكابوس بالتالي نرى ضغوط بيعية على الدولار.
السبب الثالث وهو اقتراب الحزب الجمهوري والديمقراطي من التوصل إلى اتفاق حول الحزمة البالغة 908 مليار دولار. وطبعا عندنا علاقة عكسية بين الدولار والحزم التحفيزية.
ننتقل للسبب الرابع وهو اتجاه المستثمرين نحو الأسهم الأمريكية والتي بالفعل ارتفع مؤشر الدوا جونز إلى أعلى مستويات في تاريخها ليخترق مستويات 30 ألف نقطة.
خامس سبب وهو ارتفاع مراكز البيع على المكشوف للدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ أواخر أكتوبر. ليصل إلى 24.31 مليار دولار مقارنة ب 21.83 مليار دولار الشهر السابق.
فطبعا كل هذه الأسباب أدت الى انخفاض الدولار الأمريكي وبسبب استمرار كل هذه الأسباب وأتوقع أن نرى مزيد من الهبوط للدولار الأمريكي خاصة أن حتى اللحظة لم يتم صرف الحزم التحفيزية وبالرغم من ذلك فالدولار هبط.. بالتالي عند تأكيد صرف هذه الحزمة سنرى هبوط للدولار الأمريكي أمام سلة العملات إلى مستويات 87 نقطة ثم 85 نقطة. مع متابعة المتغيرات لأننا في توقيت صعب يشهده العالم ومليء بالمتغيرات.
دعونا ننتقل للذهب والذي يتحرك تحركات سريعة صعودا وهبوطا بداية رأيناه يحقق أكبر خسارة شهرية من 4 سنوات بأكثر من 5 % وخسر 190 دولار للأونصة من مستويات 1960 إلى 1760 وقولنا وقتها في حلقة سابقة أن أسباب هذا الهبوط في نقاط سريعة هو توالي الأخبار الجيدة عن لقاح كورونا بالإضافة لأنباء عن انتقال سلمي للسلطة في الولايات المتحدة الامريكية وايضا مؤشرات اقتصادية أمريكية جيدة ولا ننسى اتجاه الكثير للبيتكوين.
ولكن مع بداية شهر ديسمبر شاهدنا ارتفاع جديد للذهب حتى اللحظة لمستويات 1840 دولار ويرجع هذا الارتفاع للذهب مرة اخرى لنفس اسباب انخفاض الدولار الأمريكي.. فطبعا احنا عندنا علاقة عكسية بين الدولار الأمريكي والذهب فمع انخفاض الدولار يتجه المستثمرون للملاذ الآمن وهو الذهب.
بالإضافة لسبب آخر مهم وهو البيانات الاقتصادية الامريكية فجاءت كل من بيانات التوظيف في القطاع غير الزراعي وبيانات القطاع التصنيعي وبيانات إعانات البطالة، كلهم أقل من توقعات الأسواق. وحتى بعدها جاءت تصريحات عضو الفيدرالي الأمريكي تشارلز ايفانز ان بيانات التوظيف خلال نوفمبر مخيبة للآمال، طيب نأتي الآن للسؤال الأهم: إلى أين يتجه الذهب. واشتري أم أبيع؟
مازالت ثابت عند رأيي فالان نحن في فترة عدم يقين وضبابية والاحتفاظ بالسيولة هو الأنسب ودراسة الأسواق لاختيار الاستثمار الأنسب ولكن مع العلم ان الموضوع يختلف من شخص لشخص حسب نوع استثماره وخبرته فلو انت مستثمر على المدى الطويل ومتفهم إن الذهب مثله ما قولنا كل مرة أنه هو استثمار طويل الأجل وليس قصير الأجل فتقدر تشتري حاليًا ومع كل انخفاض للذهب 100 دولار للأوقية تشترى مرة ثانية فعندما لما يصعد تكون عملت متوسط سعري للذهب.
فالذهب في رأيي برغم أنه من الطبيعي أن يشهد انخفاض شديد بعد إعلان توزيع اللقاح وعودة الحياة لطبيعتها في العالم والذي صعب تحديد زمن محدد لهذا الأمر.
ولكن في نفس الوقت سيصعد مرة أخرى عندما تحدث أزمة جديدة لأن الذهب يرتفع وقت الأزمات والأزمات من العالم لم ولن تنتهي.
أما في حالة إذا كنت مستثمر قصير الاجل فأرى ان الذهب لديه هدف شرائي عند 1975 دولار للأونصة.. لأن في رأيي الولايات المتحدة الأمريكية لازم تمرر حزمة تحفيزية بالتالي سنرى صعود للذهب.
في نهاية التقرير اؤكد لحضراتكم أن من يستثمر في الذهب أو أي استثمار آخر يجب أن يكون ذي وعي وعلم بالمجال وألا يشتري بكل نقوده فمهما زادت دقة التحليلات فنحن في سوق متغير وفي فترة الآن تسمى بحالة عدم اليقين وهو التوقيت الذي يفضل فيه انتظار اتجاه الأسواق ووضوح الرؤية، وحتى الآن أفضل استثمار الآن وهو الاحتفاظ بالسيولة cash is king.