عندما تُسأل ما هو مجال عملك، ستقول: متداول.
والأغلب أن السائل قد يدور في ذهنه أن المتداول يقوم بعمليات البيع والشراء فقط، لكن هل هو كذلك فعلًا؟
يجهل الكثيرين أن المتداول مطّلع على أمور كثيرة منها السياسية والاقتصادية خاصة، فالمتداول الناجح بشكلٍ عام يجب أن يكون مطلعًا على آخر الأخبار أولًا بأول، ويكون منظمًا في حياته بشكل كبير جدًا، ويظن الغالبية الغير عاملين في هذا المجال بأن رحلة المتداول كانت مفروشة بالورود ويَخفى عنهم الجهد الكبير الذي بذله المتداول عند طَرقِه أبواب أسواق المال، ودعونا نستعيد معًا ذكريات بداية الغالبية منا في التداول لتكون نصائح للمقبلين على هذا المجال.
أولًا: الضياع بين المؤشرات الفنية والشموع اليابانية
عانى الغالبية منا عند بدء رحلته في التداول من استخدام منصة التداول، سواء في تنفيذ الأوامر أو إدراج المؤشرات...إلخ، كما أن الغالبية منا ضاع في الرسم البياني للسوق، وقد أخذ هذا منا هذا جهدًا كبيرًا وعملًا دؤوبا حتى نفهم ماذا تعنيه هذه الرسوم البيانية وما تُشير إليه المؤشرات والشموع، والغير عامل في هذا المجال لا يُدرك الجهد الذهني الذي بذله المتداول حتى أتقن العمل على فهم المنصة والرسوم البيانية.
ثانيًا: التشتت في متابعة الأخبار
عند بدء رحلتنا في التداول كان الغالبية منا في أي من الأخبار هي التي ستؤثر على السوق، فكم من خبرٍ سمعناه وأخطأنا بتأثيره على السوق؟
لذا فالمتداول مع الخبرة أصبح يعرف أي الأخبار هي التي ستؤثر على السوق، وفي حال سماع الخبر أصبح يعرف هل سيكون الخبر سلبيًا أم إيجابيًا على زوج العملة المستهدف مثلًا أو على سلعة ما، والغير متداول لا يعرف أن المتداول سيتوقع حركة السوق بمجرد سماعه للخبر.
ثالثًا: الحسرة والقهر على ضياع المال
قد تكون هذه أهم نقطة غائية عن الغير عاملين في هذا المجال، بل ويظنون أن السوق هو من منحك المال لا جهد الذي بذلته وسهرك الذي سهرته لأجل أن تكون متداولًا ناجحًا، ويغيب عنهم أيضًا الليالي العصبية التي مرّت على المتداول عند إخفاقه وضياع ماله لقلة خبرته، وإصراره على التعلم واكتساب المعرفة للبدء من جديد، وخسارة المال قد تكون نقطة النهاية للكثيرين لكنها بالمقابل تكون نقطة انطلاق جديدة لمن يتسلَّح بالعزيمة والإصرار وحُب هذا المجال.
كانت النقاط السابقة هي ما مرّ بها غالبية المتداولين وتغلبوا عليها ليكملوا مشوارهم في أسواق المال.
والآن دعونا نلقى نظرة على كيف أن التداول يفيد المتداول في حياته:
أولًا: لا يمكن خداع المتداول
لو أراد أحد المتداولين شراء الذهب فقد يكون من المستحيل على الصائغ خداعة، كأن يقول له أن الذهب مرتفع، ذلك لأن المتداول يكون على علم مسبق بسعر الذهب قبل الشراء، وتكون عملية حساب الذهب كالآتي، مع العلم أن الذهب المُتداول هو عيار 24:
سعر الشراء / 31.1 = سعر الجرام لعيار (24)
ولحساب عيار 21 تكون العملية كالآتي:
سعر جرام الذهب (24)* (21 / 24)= سعر جرام (21)
ومثال على ذلك: لو كان سعر الذهب مثلًا 1840 تكون العملية كالآتي
1840 / 31.1 = 59.163$ سعر جرام (24)
59.163$ * (21 / 24) = 51.767$ سعر جرام (21)
ثانيًا: الاستفادة من معرفته المسبقة بالسوق
من خلال معرفته المسبقة بحركة الأسواق يمكن للمتداول الاستفادة من ذلك، فإمكانه مثلًا تعبئة وقود سيارته قبل نهاية الشهر إذا كان النفط سيختتم الشهر على ارتفاع في البلدان التي تتبع التسعير الشهري للمحروقات، أو بإمكانه شراء الذهب في حال توقَّع ارتفاع مستقبلي له، وكل هذه الأمور لا يعرفها إلا المتداولين في أسواق المال، وبإمكانه أيضًا اخيار بلد ما إن فكّر في الاستثمار وذلك لمعرفته بصحَّة اقتصاد البلد المُستهدف الاستثمار به.
ثالثًا: معرفة المتداول بأخبار الدول
يكون المتداول عادةً على علمٍ بأدق تفاصيل الأخبار المتعلقة بالبلدان، فمثلًا: معظم المتداولين على علم بما هو Brexit وما هي تبعاته الاقتصادية وكيف أن ملفّه الشائك كان السبب بالإطاحة برئيسة الوزراء البريطانية السيدة تيريزا ماي، بينما الغير متداولين قد يعلمون أن Brexit هو انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بدون معرفة باقي التفاصيل، لذا لا تسهين بكلمة متداول.