عاد إقبال المُستثمرين على المُخاطرة في أسواق الأسهم مع عودة الاقتصاد الصيني لمُعدلات نموه المُعتادة في الربع الرابع من العام الماضي حيثُ أظهرت البيانات اليوم زيادة الناتج القومي الصيني ب 6.5% سنوياً وهو ما لم يتحقق منذ الربع الرابع من 2019 في حين كان المُتوقع نمو ب 6.1% بعد نمو ب 4.9% في الربع الثالث من العام الماضي.
تسارُع النمو الاقتصادي الصيني بعد الانكماش الذي طرئ عليه في الربع الأول من العام الماضي بسبب كورونا يُظهر مدى مرونة الاقتصاد الصيني وقدرته على التعافي في الظروف الحالية بل وقيادته أيضاً للاقتصاد العالمي رغم القيود التجارية والاستثمارية التي ظل يفرضها دونالد ترامب وإدارته على التعامل مع الاقتصاد الصيني وشركاته وبالأخص هواوي.
مؤشرات الأسهم الأسيوية ارتفعت بشكل جماعي بعد صدور البيان كما افتتحت نظيرتها الأوروبية على ارتفاع مع عودة العقود المُستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية للارتداد لأعلى بعد الضغوط التي تعرضت لها قبل نهاية الأسبوع الماضي وفي بداية هذا الأسبوع عقب إعلان الرئيس الأمريكي المُنتخب جو بايدن عن خطة تحفيزية بمقدار 1.9 ترليون دولار.
فقد كان ينتظر البعض خطة أكثر سخاءً من جانبه ما دفع المُستثمرين للبيع بتلك الصورة التي شهدنها عند الإعلان عن الخطة التي كان من المُتوقع بالفعل أن يعقُبها عمليات بيع لجني الأرباح عند التحقُق منها بعد موجات من الشراء سبقتها وأدت لبلوغ مؤشرات الأسهم الأمريكية مُستويات قياسية بداية هذا العام.
كما أدى التفاؤل بفوز الديمقراطيين بمقعدي مجلس الشيوخ عن ولاية جورجياً في انتخابات الإعادة لارتفاع العوائد على إذون الخزانة الأمريكية الذي دعم بدوره الدولار أمام العملات الرئيسية، بينما تعرض الطلب على الملاذات الأمنة مثل الذهب للتراجع مع ترقب الأسواق للمزيد من جانب بايدن وإدارته الحاكمة الجديدة في كل من المجلس النواب ومجلس الشيوخ لعامين قادمين بإذن الله.
ذلك بينما تنتظر الأسواق اليوم في ترقُب حديث سكرتيرة الخزانة الجديدة والرئيسة السابقة للفدرالي أمام لجنة البنوك التابعة لمجلس الشيوخ بعدما تداولت الأسواق أنباء عن صحيفة وال ستريت تُشير إلى انتظار إعلانها عن التزامها بتحرير أسعار الصرف وترك للأسواق تحديدها بحرية طبقاً للعرض والطلب.
كما جاء عن الجريدة أنها سوف تعلن عن التزامها بسياسة الدولار القوي التي اتبعتها الولايات المُتحدة مُنذ 1995 وحتى مجيء إدارة ترامب التي ركزت على إنعاش نشاط التصدير لسد العجز المُتنامي في الميزان التُجاري الأمريكي من خلال خوض حروب تُجارية حول العالم كان أهمها ضد الصين، ما أدى لمخاوف بشأن النمو العالمي دفعت الفدرالي خلال عام 2019 للجوء بالفعل لسياسات أكثر تساهلاً وتحفيزاً حتى قبل ظهور التأثير السلبي للفيروس على الاقتصاد.
كما ينتظر المُستثمرين عودة أسواق المال الأمريكية للتداولات الفعلية بعد إجازة بالأمس نتيجة عطلة مارتن لوثر كينج شهدت جمود في حركة العوائد على إذون الخزانة الأمريكية، بينما شهدت العقود المُستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية تذبذب هبطت معه في بداية الأسبوع قبل أن تعاود الصعود اليوم من جديد لهذه المستويات الحالية حيثُ يتواجد مؤشر ستاندارد أند بورز 500 المُستقبلي حالياً بالقرب من 3795 بعد أن تواصل تراجعه ل 3747.8، كما صعد مؤشر ناسداك 100 المُستقبلي مرة أخرى فوق مُستوى ال 12900 نُقطة حيثُ يتواجد حالياً بالقرب من 12940 بعد ان كان قد امتد تراجعه ل 12740.
كما أدت عودة شهية المُخاطرة للسوق لتراجع الطلب على الدولار وإيقاف تسييل المراكز الاستثمارية الذي شهدته أسواق الأسهم بعد الإعلان عن خطة بايدن، ليصعد اليورو أمام الدولار مرة أخرى فوق مُستوى ال 1.21 عند 1.2130 بعد أن كان قد تواصل تراجعه ل 1.2052 نتيجة للضغوط البيعية التي لحقت به بعد حديث رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لا جارد الأسبوع الماضي عن أسعار الصرف ووصفها بالتي تستحق المُتابعة باهتمام بالغ لتدارُك تبعاتها على التضخم والنمو، لذلك ستترقب الأسواق أي جديد منها بهذا الشأن خلال مؤتمرها الصحفي يوم الخميس القادم بإذن الله عقب اجتماع أعضاء المركزي الأوروبي بشأن السياسات النقدية للبنك.
للاطلاع على المزيد يُمكنك مُشاهدة الفيديو مع رسوم بيانية توضيحية لحركة الأسعار