بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
إختلاف حركة الذهب في فترة كورونا والفترة الحالية:
من الواضح أن الذهب وسلوكياته السعرية أختلف تماما عن فترة بداية انتشار فيروس كورونا بالرغم من اقتراح بايدن للحزمة التحفيزية بقيمة 1.9 تريليون دولار أمريكي إلا أن لم يتأثر الذهب كمان كان التوقعات.. إذاً لماذا؟
السبب:
هو تغيير الظروف الحالية في ظل إقرار الحزم التحفيزية مقارنة بالفترة بداية انتشار فيروس كورونا، حيث سابقا كان المستثمرون والمخاطرون يتجهون إلى الملاذات الآمنة في ظل بداية انتشار جائحة كورونا حيث:
- ارتفاع حالة عدم اليقين وعدم وجود معلومات كافية عن كوفيد - ١٩
- حالات الفزع والهلع بسبب التعامل مع فيروس مستجد وزيادة عدد الإصابات والوفيات
- إغلاقات وتوقف الأنشطة الاقتصادية وفرض قيود على جميع المجالات
- انهيارات وتراجعات جماعية حادة في الأسواق المالية في مقدمتها الداو جونز الأمريكي والمؤشرات الرئيسية
- انحدار شديد وتراجع في المؤشرات الاقتصادية في المناطق السلبية وأهمها التضخم والتوظيف والإنتاج والاستهلاك
- إقدام البنوك المركزية على اتخاذ قرارات توسعية لدعم اقتصاداتها وأبرزها خفض معدلات الفائدة
- المزيد من الحزم التحفيزية لدعم وتعزيز اقتصاديات الدول العظمي من أضرار فيروس كورونا
- انخفاض عوائد السندات الأمريكية
النتيجة: لجوء المستثمرين والهروب إلى الملاذات الآمنة "الذهب والفضة" وشاهدنا ارتفاع متواصل وحاد للذهب حتى عانق مستويات 2075
لقاح فيروس كورونا وراء هبوط الذهب:
بمجرد إعلان الشركات المتسابقة لإيجاد لقاح لفيروس كورونا أن تقدم معدلات نجاح اللقاحات وبدء أخذ إجراءات لإجازة اللقاح من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام الطارئ وبدأنا نشاهد تصحيح معتدل ومتوقع للذهب حتى واصل لقاع 1764 دولار تقريبا وذلك مع فقدان إقرار المزيد من الحزم التحفيزية والذي أدى إلى تحول المستثمر إلى الأصول عالية المخاطر.
حالة الذهب في ظل الظروف الحالية:
الظروف مختلفة تماما عما ذي قبل فالأمور متغيرة ومختلفة حيث أصبح:
- انخفاض في حالة عدم اليقين ووضوح الرؤية بشأن معلومات كافية عن كوفيد-١٩
- تسابق شركات الأدوية في طرح لقاحها لفيروس كورونا فأصبح لدينا أكثر من لقاح أشهرهم " فايزر أند بيونتيك - مودرنا - أسترازينيكا (LON:AZN) - سبوتينكV الروسي - كورونافاك الصيني"
- محاولات تسريع وتيرة عمليات التطعيمات والآمال بالتعافي من فيروس كورونا
- تحسن المؤشرات الاقتصادية وإن كانت بوتيرة بطيئة
- عودة ارتفاعات أسواق الأسهم وقمم جديدة للمؤشرات الأمريكية
- تعافي الاقتصاد الصيني وتحقيقه لنمو اقتصادي بمعدل 2.3% لعام 2020 وهو أكبر دولة مستهلكة للنفط
النتيجة: توجه المستثمرين والمخاطر للأصول عالية المخاطر لكونها أصول ذات عوائد وأرباح تفوق عوائد الذهب مثل الأسهم والعملات المشفرة ولو لاحظنا أن البيتكوين استغل الآمال بتعافي الاقتصاد من فيروس كورونا وتألق حتى لامس مستويات 42 ألف دولار
ماذا عن الذهب حاليا في ظل تحفيز بايدن بحزمة 1.9 تريليون دولار أمريكي:
من خلال متابعتي للأسواق المالية نجد أن الأصول عالية المخاطر من أسهم ومؤشرات وعملات مشفرة أبرزها البيتكوين وصلوا لمراحل متضخمة وكذلك عوائد السندات الأمريكية حسب التقرير الذي أدرجته لكم سنجد أن أغلب تلك الأصول عند مناطق من المفترض مناطق جني أرباح فإذا تزامن عمليات جني الأرباح لتلك الأصول عالية المخاطر وتراجع عوائد السندات الأمريكية فسيكون الأرض ممهدة للذهب والملاذات الآمنة للصعود مرة أخري
أما في حالة إذا أستمر الأسواق المالية ذات المخاطر العالمية في الصعود فلن يكون هناك فرصة للذهب للعودة لمستويات فيما أعلي 2000 دولار لأن أصبح هناك تشتيت للسيولة وتوزيعها بين الأصول المختلفة
الداوجونز عند مستويات مناسبة لعمليات جني الأرباح
الناسداك مؤشر التكنولوجيا في مناطق متضخمة:
مؤشر S&P500 في مناطق متضخمة:
الذهب والرأس والكتفين الغير مؤكد على الساعة:
الخلاصة:
الظروف تغيرت والأجواء تغيرت المحاطة بالذهب وبالتالي تغيرت السلوكيات لتغير الظروف الحالية حيث تحفيزات الذهب ليس فقط الحزم التحفيزية بل يجب أن ترتبط الأجواء والظروف التي تلزم المستثمر بأن يتجه للملاذات الأمنه لذلك الأمر الذي يساعد على صعود الذهب إلى جانب الحزمة التحفيزية هو انعكاس وتصحيح لأسواق الأسهم الأمريكية مع أهمية تراجع عوائد السندات الأمريكية وقد يتزامن ذلك مع تراجع العملات المشفرة
لابد أن تكون الظروف ممهدة حتى يصعد الذهب من جديد ليعانق مستويات 2000 دولار
مرفق لكم فيديو تحليلي للذهب إلى جانب العديد من التحليلات
التقرير الأسبوعي وتناولنا فيه تحليل: #الداوجونز #الصناعي #الأمريكي #الناسداك #S&P500 #الذهب #XAU #الفضة #البيتكوين #bitcoin #عوائد #السندات #الأمريكية