تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الإنجليزية بتاريخ 2021/01/26
تراجعت عوائد سندات الخزانة يوم أمس الاثنين حيث أرسلت مجموعة من الأخبار السيئة المستثمرين إلى أحد أكثر أصول الملاذ الآمن ثباتاً، وهو السندات الحكومية الأمريكية.
من أين نبدأ؟ اتضح أن الديمقراطيين ليس لديهم سيطرة كاملة على الحكومة كما كان العالم يظن. هنالك وضع صارخ في مجلس الشيوخ، وأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، ورئيس لم يسيطر بعد على الولاء.
هذه أخبار سيئة لحزمة التحفيز المالي التي اقترحها الرئيس الجديد قبل تنصيبه، بقيمة 1.9 تريليون دولار، والتي تعهد الرئيس جو بايدن بالمضي قدماً بها في ظل سيطرته المفترضة على الكونجرس. ولكن الجمهوريون يقولون ليس بهذه السرعة يا بايدن، حيث يساعدهم ويحرضهم بعض الديمقراطيين، ليس سراً بل علانية!
قامت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين بقيادة العضو الجمهوري سوزان كولينز من ولاية ماين والعضو الديمقراطي جو مانشين من ولاية وست فرجينيا بمعارضة القانون، وتحديداً النقطة التي تنص على دفع 1,400 دولار للأفراد سواء كانوا في حاجة إليها أم لا. إنهم يفضلون شيئاً أكثر تواضعاً في البداية، مثل المساعدة في توصيل اللقاحات للناس.
وفي ذات الوقت، شرعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في خطتها لاختطاف إرادة مجلس الشيوخ من خلال إجبار المجلس على مواجهة اقتراح بإقالة رئيس بعد أن أصبح خارج منصبه بالفعل. إن الهدف المعلن لبيلوسي هو فرض المساءلة وحظر الرئيس السابق دونالد ترامب من المناصب العامة في المستقبل.
رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، الذي من المفترض أن يترأس محاكمات العزل في مجلس الشيوخ، قد أخرج نفسه بالفعل من هذه المهزلة، لأن الدستور الأمريكي يلزمه فقط بإجراء المحاكمات للرؤساء الحاليين وليس بعد انتهاء فترة ولايتهم كما هو الحال مع الرئيس السابق ترامب. وسيذهب شرف رئاسة هذه المحاكمة التي توجه تهمة واحدة هي التحريض على العصيان، إلى باتريك ليهي من ولاية فيرمونت، وهو ديمقراطي، ويشغل منصب الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ.
القضايا المحلية ومخاوف منطقة اليورو
علاوة على المشاحنات المحلية، يخشى المستثمرون من سوء الآفاق الاقتصادية في أوروبا، حيث تشير البيانات الواردة من ألمانيا إلى ركود مزدوج. ثم هناك أزمة الحكومة في إيطاليا، حيث يظن رئيس الوزراء أنه يمكنه الحصول على دعم الأغلبية لقيادته دون انتخابات مبكرة، وبمجرد الاستقالة.
نعم، يمكن للمخاوف بشأن أوروبا أن تخفض عوائد سندات الخزانة. فحتى في هولندا، يخرج المواطنون في مظاهرات ويقومون بأعمال شغب ضد المزيد من عمليات الإغلاق، بينما يفرض الزعماء الأوروبيون عمليات الإغلاق وحظر التجول لاحتواء عودة ظهور عدوى الفيروس، بما في ذلك الأنواع الجديدة التي قد تكون أكثر خطورة.
انخفض عائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الخزانة الأمريكية بنحو 6 نقاط أساس يوم أمس الاثنين، ليصل إلى 1.033٪ في أواخر التعاملات. كما انخفض عائد سندات الـ 30 عاماً بواقع 6 نقاط أساس إلى 1.796٪. بينما استقر منحنى العائد، حيث انخفض الفارق الذي تتم مراقبته عن كثب بين سندات العامين وسندات الـ 10 سنوات إلى 91 نقطة أساس، وهذا أقل فارق في ثلاثة أسابيع.
قد يستمر الانخفاض بأكثر من 10 نقاط أساس في عائد الـ 10 سنوات، والذي بدأ بالقرب من 1.14٪، في أوقات أكثر تفاؤلاً شهدها وقت سابق من هذا الشهر، على الرغم من توقع المحللين أن يتوقف الانخفاض عند عتبة 1.0٪.
هنالك قائمة كبيرة من الأوراق المالية التي قامت وزارة الخزانة بيعها بالمزاد هذا الأسبوع. وكانت الوزارة قد أعلنت يوم أمس الاثنين، عن بيع 60 مليار دولار من السندات لأجل عامين بعائد مرتفع بلغ 0.125٪ وبنسبة تغطية إلى عرض بلغت 2.67 (تغطية الطلب لكل دولار إصدار). خلال الشهر الماضي، باعت الخزانة 58 مليار دولار في سندات لأجل عامين بعائد مرتفع بلغ 0.137٪ وبنسبة تغطية إلى عرض بلغت 2.45.
ومن المقرر أن يتم إعلان نتائج مزاد إصدار سندات الـ 5 سنوات الذي تم عرض 61 مليار دولار فيه اليوم الثلاثاء، بينما سيتم إعلان نتائج مزاد سندات الـ 7 سنوات التي والذي كان يستهدف جمع 62 مليار دولار، يوم الخميس.
ويظل الذهب في الكفة المقابلة ضعيفًا في ظل صعود سندات الخزانة الأمريكية، وزيادة الطلب عليها. كما تسبب هذه السندات ارتفاعًا في مؤشر الدولار الأمريكي، ولكن لن يستمر هذا طويلًا.
آراء خبراء: ماذا سيحدث للدولار الأمريكي مع اجتماع الفيدرالي؟