جو بايدن: أجندة أول 100 يوم... والدروس المستفادة من ترامب في الاقتصاد!!

ما هي خطة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، في أول 100 يوم له بعدما وصل إلى البيت الأبيض في سلام وأمان، بعد انتخابات مثيرة للأعصاب ورئيس سابق لم يريد المغادرة أو الاعتراف بالخسارة، ووسط وباء عالمي واقتصاد راكد وبلد منقسم؟ وهل هناك شيئًا يمكن تعلمه من إدارة ترامب؟!

» أولًا، داخل أجندة أول 100 يوم:
- يريد بايدن إبطال غالبية القرارات التي اتخذها الرئيس السابق ترامب خلال سنواته الأربعة، وبدء إصلاح شامل على ملف الهجرة ودفع الكونجرس لتمرير خطة إغاثة بقيمة 1.9 تريليون دولار، كل ذلك مع السيطرة على الوباء، كما وعد في حملته الرئاسية. » والآن، إليك ما نتوقع حدوثه في أول 100 يوم لبايدن في البيت الأبيض:
1. الأولوية هي السيطرة على جائحة فيروس كورونا:
- وصف بايدن خطة توزيع اللقاحات في أمريكا بـ "الفشل الذريع"، بعد وفاة أكثر من 417 ألف أمريكي وإصابة 25 مليون شخص.
- إعطاء 100 مليون جرعة لقاح لـ 100 مليون أمريكي مع نهاية أول 100 يوم كرئيس.
- الالتزام بارتداء الأقنعة لمدة 100 يوم، وجعلها إجبارية في المؤسسات الفيدرالية.
2. حزمة التحفيز ودعم الاقتصاد:
- طرح الديمقراطيون حزمة بـ 1.9 تريليون دولار لدعم الاقتصاد المتضرر من الوباء.
- وتتضمن تقديم 1400 دولار مدفوعات مباشرة للأمريكيين، تُضاف لـ 600 دولار للفرد التي جاءت في الحزمة الثانية، بإجمالي 2000 دولار كحد أقصى لمعظم الأفراد.
- كما تعهد بايدن بإلغاء التخفيضات الضريبية على الشركات في أول فرصة ممكنة. ورفع ضريبة الشركات من 21٪ إلى 28٪، ولكن قد تتأخر هذه الخطوة قليلًا.
- رفع الحد الأدنى للأجور بالساعة إلى 15 دولارًا ، أي ضعف المبلغ الحالي.
- خلق الملايين من فرص العمل، بعدما وصلت البطالة لأعلى مستوياتها منذ 2014، مع وجود 26 مليون عاطل أمريكي حتى الآن.
- تأسيس شبكة وظائف في الصحة العامة، والتي ستخلق 100 ألف وظيفة متعلقة باختبارات فيروس كورونا وتعقبه ومنع انتشاره.
3. العودة إلى الساحة العالمية:
- وهو ما بدأ في أول يوم عمل لبايدن كرئيس، إذ اتخذ أوامر تنفيذية بعودة الانضمام إلى منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ، التي انسحب منهما ترامب، وإلغاء حظر السفر على الدول المسلمة. كما من المتوقع، عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران الذي يهدف لتقليص برنامج إيران النووي.
4. صياغة خطة لتحقيق اقتصاد الطاقة النظيفة بنسبة 100٪ وصافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050. وإصدار أمر تنفيذي"للمحافظة على 30٪ من أراضي ومياه أمريكا بحلول 2030" تمشيًا مع تعهدات "30٪ بحلول 2030" التي قدمتها 50 دولة في (One Planet Summit) في باريس.

» ثانيًا، الدروس المستفادة من دونالد ترامب في إدارة الاقتصاد:
- قدّم ترامب دروس سلبية وفاشلة في كل شيء تقريبًا، فهو النموذج المثالي لما لا يجب فعله عندما تكون في الحكم والإدارة. ولكن من الخطأ تجاهل بعض الدروس الإيجابية المفاجئة التي قدمها ترامب في الاقتصاد، والذي كان سببًا في زيادة شعبيته. فلا نستطيع إنكار حقيقة أن هذا الرجل، فاز بالرئاسة مرة - وكاد أن يفوز بها في الثانية. فماذا يمكن أن يتعلم جو بايدن من أسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي؟!
1. يمكن خفض نسبة البطالة عن 4%، على عكس الفكر السائد بأن البطالة عند 4% هي أدنى مستوى يمكن تحقيقه دون التسبب في زيادة التضخم.
2. لم يهتم ترامب بالعجز في الميزانية، وهذا ما دفع الليبراليين إلى وصفه بالمنافق لأنه اتهم الديمقراطيين سابقًا برفع الدين القومي للولايات المتحدة. ولكن مع وجود ملايين العاطلين، واستمرار انتشار الوباء وتباطؤ الاقتصاد الأمريكي مرة أخرى، فإن أهم قرار هو تبني فكر الإنفاق وعدم القلق بشأن عجز الميزانية.
3. بالرغم من أن برامج الإنفاق وخفض الضرائب التي أقرها ترامب لم تحقق الكثير، إلا أنها أظهرت أن الحوافز المالية الضخمة لا يجب أن تتسبب في زيادة التضخم.
4. نجح ترامب في ترويض الفيدرالي لتبني سياسة نقدية تيسيرية قربت أمريكا من القدرة القصوى من العمالة/التوظيف وارتفاع الأجور الحقيقية قبل كارثة الوباء.
5. ابذل جهدًا حقيقيًا لخلق وظائف جديدة، سيد بايدن، لأجل ملايين العاطلين عن العمل بسبب (Covid-19)، والذين استبدلوا بالآلات أو تضرروا من التجارة الحرة.

» ثالثًا، تأثير تنصيب جو بايدن على الأسواق:
- ارتفعت الأسهم الأمريكية إلى مستوى قياسي يوم الاثنين (20 يناير)، بعدما أدى الرئيس جو بايدن اليمين الدستوري، مما أثار آمال المستثمرين باقتراب حزمة تحفيز أخرى وتطبيق خطة لتوزيع اللقاحات أكثر سلاسة في المستقبل.
1. إذ قفز مؤشر داو جونز بمقدار 257 نقطة أو 0.8٪ إلى أعلى مستوى إغلاق على الإطلاق عند 31188.38.
2. وتقدم مؤشر (S&P 500)ـ 1.4٪ إلى مستوى إغلاق قياسي جديد عند 3851.85.
3. ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 2٪ إلى 13457.25، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا.
4. كما لمست المؤشرات الثلاثة أعلى مستوياتها خلال اليوم خلال جلسة التنصيب.

وأخيرًا، الأيام المائة الأولى لبايدن في المنصب، والإجراءات التنفيذية الفورية التي سيتخذها خلال تلك الفترة، لن تحدد فقط لهجته في بقية فترة رئاسته - بل قد تحدد ما إذا كان سينجح أو يفشل في تنفيذ هذه الأجندة أم لا.