ساعد تدفق الأموال على أحد الصناديق المتداولة في البورصة في صعود حاد لأسعار الفضة مما يبرز التأثير الذي يمكن أن تمارسه الصناديق المتداولة ETFs على أسواق السلع في وقت من الطلب المحموم من قِبل المستثمرين الأفراد.
وتدافع المستثمرون الأفراد المستخدمين لمنتديات مثل منتدى "وول ستريت بيتس" على شراء الفضة في الأيام الأخيرة، مما خلق تدفقات ضخمة على صندوق "أي شيرز سيلفر ترست" iShares Silver Trust المملوك لمؤسسة بلاك روك، وهو صندوق متداول معروف برمز iShares Silver Trust (NYSE:SLV).
واستقبل الصندوق صافي 868 مليون دولار يوم الجمعة في أكبر تدفق ليوم واحد منذ إنشائه في 2006. ودخلت 511 مليون دولار إضافية إلى الصندوق يوم الاثنين، عندما سجلت العقود الآجلة للفضة أكبر مكسب ليوم واحد منذ أكثر من عشر سنوات وبلغت أعلى مستوى في ثماني سنوات.
وهوت أسعار الفضة يوم الثلاثاء منخفضة أكثر من 7% إلى 26.69 دولار للأونصة، بعد أن فرضت مجموعة بورصة شيكاغو التجارية (سي.ام.اي) اشتراطات هامش أكثر صرامة على العقود الاجلة للمعدن النفيس، التي تجعل تداولها أعلى تكلفة في بورصة كوميكس للسلع التابعة للمجموعة.
وألحقت التراجعات ضرراً بالشركات التي تقوم بتعدين الفضة، التي كانت صعدت في الأيام الأخيرة، لتهبط أسهم كل من فيرست ماجستيك سيلفر First Majestic Silver وهيكلا مينينج Hecla Mining وفريسنيلو Fresnillo.
فيما انخفضت أسهم صندوق "أي شيرز سيلفر ترست" –الذي يدير اصول قيمتها تزيد على 18 مليار دولار بحسب بلاك روك— بحوالي 7% يوم الثلاثاء، لكن تبقى مرتفعة 2.5% لهذا العام.
ويملك الصندوق، المدعوم بسبائك من الفضة مودعة في قباء بلندن ونيويورك، ركاماً ضخماً من المعدن النفيس. واستحوذت الصناديق المتداولة على ما يعادل 84% من أونصات الفضة التي تزيد على المليار أونصة في قباء مرتبطة برابطة سوق لندن للسبائك، بحسب بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC). وصندوق "أي شيرز سيلفر ترست" هو أكبر الصناديق المتداولة.
وقال روس نورمان، المدير التنفيذي لشركة ميتالز ديلي، أن شراء المستثمرين الأفراد في الصندوق كان القوة المحركة وراء صعود سعر الفضة. وتابع قائلا "كان عدد كبير جداً في فترة زمنية قصيرة جداً".
وتعد الصناديق المتداولة وسيلة رائجة للمستثمرين العاديين ومتداولي اليوم الواحد للمضاربة على أسعار الفضة بدون حيازة المعدن فعلياً. وكل ما يتطلبه الأمر هو الاستثمار في صندوق "أي شيرز سيلفر" لشراء أسهم في الصندوق المتداول في بورصة نيويورك. وعندما يقفز الطلب على الصناديق المتداولة، تنطلق مشتريات للمعدن الفعلي. فيكون الأمر على هذا المنوال: عندما ترتفع الشهية تجاه الصناديق المتداولة، معها يرتفع سعر سهمها. وبعدها التجار الوسطاء (Broker-dealers) الذين تجيز لهم الصناديق المتداولة خلق أسهم جديدة في الصندوق يكون لديهم الحافز لفعل ذلك. ولخلق هذه الأسهم، لابد أن يسلم الوسطاء سبائك فضة للصندوق، الذي يتضمن أولاً شراء المعدن إذا لم يكن لديه ما يكفي منه بالفعل.