بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
لعل الكثير من المتداولين المهتمين بالذهب لشرائه كسبائك أو التداول عليه بمنصات التداول المتخصصة والذي كان في فترة بداية جائحة الكورونا في بدايات عام 2020 تحت الأضواء وربما كان أحاديث الأسواق على الذهب
ولكن
العوامل والمتغيرات التي كانت تحيط الأسواق المالية والتي أدت إلى ازدياد بريق الذهب يختلف تماما عن الظروف والمتغيرات الحالية حيث المتداول لا يلجأ للذهب والملاذات الآمنة إلا في أوقات الأزمات والتوترات السياسية والاقتصادية ولعل الأسواق امتصت سلبيات جائحة كورونا وسرعان ما عاد المخاطرين والمتداولين للتوجه للأسواق والأصول عالية المخاطر لما تمتاز بعوائد وأرباح توازي مخاطر تلك الأصول
والجدير بالذكر
إن نسبة ارتفاع الفضة كملاذ أمن كان أفضل أداء وأفضل ارتفاعا من الذهب حيث نسبة ارتفاع الفضة من مستويات 11.64 حتى وصل إلى قمته 30.13 أي بنسبة ارتفاع 158% بينما الذهب الذي أرتفع من 1449 حتى قمته 2075 فإن نسبة ارتفاعه لا تتعدى 44% بالتالي فإن الذي تداولوا على الفضة حققوا ربح وعوائد أفضل ممكن كان يتداولون على الذهب.. هذا في فترة جائحة كورونا
الاختيار الأفضل
الآمال بالتعافي من جائحة الكورونا وتحسن الأوضاع الاقتصادية وإن كانت بوتيرة بطيئة جدا إلا أن ارتفعت معنويات المتداولين بعد التأكد من بدء عمليات التلقيح والتطعيمات بلقاحات فيروس كورونا وارتفاع اليقين بالتعافي من جائحة الكورونا السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية 2020 وأصبح الذهب ليس الخيار الأفضل للمتداولين الذين يبحثون عن العائد الأعلى والأفضل ففي ظل ارتفاع الذهب سابقا بنسبة لا تتعدى 44% إلا أن هناك أسواق وأصول مالية حققت نسب مرتفعة ومتضخمة جدا تعالوا نلقي نظرة عن بعض الأصول عالية المخاطر ونسب ارتفاعها مقارنة بالذهب سابقا علي سبيل المثال لا الحصر:
إذا ما الذي يجعل صناديق التحوط كأكبر صانع سوق في الأسواق المالية وكذلك كبار المتداولين يتوجهون إلي الذهب ما دام الثقة عادت إلى أسواق الأسهم
مؤشرات اقتصادية:
- لعل المؤشرات الاقتصادية الأسيوية تقود حالة التفاؤل في الأسواق المالية العالمية خاصة بعد تفوق الاقتصاد الصيني بارتفاع معدل النمو إلى 2.3% وكذلك الأداء الاقتصادي الياباني وتحقيق نمو سنوي عند 12.7% بينما نمو الناتج المحلي الياباني الربع الرابع لـ 2020 بمعدل 3.0% وهذا التفاؤل ينعكس على مؤشرات الأسواق الأسيوية والعالمية
- الآمال بتمرير الكونجرس للحزمة التحفيزية المقترحة من جو بايدن البالغة 1.9 تريليون دولار أمريكي
- نمو الناتج المحلي الإجمالي البريطاني في الربع سنوي جاء أفضل من التوقعات حيث التوقعات كانت 0.5% ولكن الفعلي 1.0%
صدر الانكماش للاقتصاد البريطاني أفضل من التوقعات حيث كان متوقع أن يكون الانكماش 8.1% بينما كانت الانكماش الفعلي 7.8%
لذلك نجد تحسن كبير في المؤشرات الاقتصادية مقارنة وقراءة مثل هذه المؤشرات تعكس لنا حالة التفاؤل المستقبلية وتحسنها ولعل ساعد ذلك على ارتفاع الجنية الإسترليني أمام العملات الأخرى
تصريحات إيجابية لأسواق الأسهم:
تصريحات سلبية على الاقتصاد الأمريكي ولكن إيجابية على الأسواق المالية لجيروم باول لم تكن بالشكل التفاؤلي حيث من أهم تصريحاته:
- ضرورة بقاء التيسيرات النقدية ومعدلات الفائدة المتدنية دون تغيير كما هي وذلك بسبب ضعف التوظيف في الاقتصاد الأمريكي وهذا أدى إلى المزيد من الزخم في أسواق الأسهم الأمريكية
- إن الاقتصاد أمامه طريق طويل على الرغم من انخفاض معدلات البطالة إلى 6.3% ولكن عقب جيروم باول بأن معدل البطالة الحقيقي أقرب من 10% وأن الفيدرالي الأمريكي سيركز بشكل أوسع على التوظيف
- رغبة الفيدرالي ترك مستوى التضخم يتجاول المعدل المستهدف البالغ 2% ويعتبر مؤشرا لترك معدلات الفائدة للقرب من المستويات الصفرية لفترة من الزمن وهذا يدعم المزيد من الصعود للأسواق المالية طالما أن معدلات الفائدة ستبقى لفترة طويلة وقد أشار لها الفيدرالي حتى عام 2023
الخيار الأفضل أسواق الأسهم والعملات المشفرة:
من يقود الأسواق ويعتبر محرك رئيسي صناديق التحوط التي تتوجه بأسواق الأسهم بشكل كبير جدا والعملات المشفرة ويواكب هذا التوجه كبار المستثمرين حيث أصبح ليس هناك فائدة من ضخ الأموال بالبنوك في ظل معدلات الفائدة المتدنية لذلك يفضل اختيار أسواق الأسهم
تحليل فني للداوجونز :
باختراق الداو مستوي مقاومة هامة عند 29568 أكد لدينا أحد نماذج الهارمونيك والذي يتوقع وصولنا إلى مستويات والمستهدف الرئيسي لنموذج AB=CD عند 32590 هذا على الفريم الأسبوعي أو الشهري
بينما على الفريم اليومي سنجد تكون نموذج وتد صاعد وأتوقع أن على المدى المتوسط يستهدف الداو الخط العلوي للوتد الصاعد وربما هذا يدعم الشارت الشهري ولعل ملامسة الخط العلوي سيكون عند مستويات التقريبية 32088 :
لكن لمتداولي المضاربات بالداوجونز نلاحظ على الفريم اليومي بعد تداولات نهاية الأسبوع تكون شمعة انعكاسية تدعى الرجل المشنوق أو Hanging Man ويتأكد النموذج كنموذج سلبي بكسر Low عند 31244 حيث بكسر تلك المنطقة يكون بمثابة عملية تصحيح ثانوية
أما في حالة اختراق High ذات الشمعة عند 31543 سيكون تأكيد بفشل نموذج الرجل المشنوق كأحد نماذج الشموع اليابانية واستكمالنا للاتجاه الصاعد وفق التحليلات الذي أشرنا لها سابقا.
التحليل الفني للذهب:
السيناريو الإيجابي
على الفريم الأسبوعي والمدى الطويل لدينا مستوى الدعم ما بين 1787.23 - 1802.87 وهدا المستوي إذا أستطاع الذهب المحافظة عليه دون كسره فنتطلع لتحقق السيناريو الإيجابي حيث سيتأكد لدينا نموذج القاع المستدير والذي مستهدفه على المدى الطويل عند مستويات 2540 طبعا على المدى الطويل كما هو ظاهر الآن على الشارت التالي:
وعلي الفريم الأربع ساعات يتضح لنا تكون نماذج هارمونيك تدعم بعضها البعض ولكن يشترط تحققها هو اختراق المقاومة 1875.74 وهي نقطة في غاية الأهمية ويجب التركيز عليها خلال التداولات القادمة لتحق نموذج القرش الذي يظهر باللون السماوي والذي يتداخل مع نموذج AB=CD الذي يظهر باللون الزهري حيث النموذجان يحددان نفس الهدف عند مستويات 1983.27 ولعل الذي يمكن أن يساعد الذهب لتحقيق هذا السيناريو الإيجابي هو تمرير أو التفاؤل بتمرير حزمة بايدن المقدر بقيمة 1.9 تريليون دولار أمريكي ويظهر النظرة الفنية بالشارت التالي:
أما السيناريو السلبي للذهب:
لدينا مناطق دعوم هامة جدا على الفريم اليومي واللحظي ويجب مراقبتها جيدا خلال التداولات القادمة وهي منطقة الدعم الأولي 1785.07 والدعم الثاني 1764.61 لأن بكسر تلك الدعوم سيؤكد لدينا بأن الذهب سيستمر في الضغوط البيعية حتى ملامسة الخط السفلي للوتد المتسع الظاهر باللون الأصفر والذي يتوقع عند مستويات 1685.12 تقريبا تزيد أو تنقص بقليل والذي قد ينتشل الذهب من هذا السيناريو السلبي هو إقرار حزمة تحفيز جو بايدن والذي سيكون لها دور كبير في انتشال الذهب من هذا السيناريو
عوائد السندات الأمريكية:
ولعل إذا أستمر عوائد السندات الأمريكية إلى الارتفاع فقذ يكون له دور كبير في الضغوط البيعية علي الذهب وخاصة بعد عودة السندات إلى مستويات مرتفعة لم يحققها منذ مارس 2020 تقريبا حيث ارتفعت عوائد السندات الأمريكية لأجل ١٠ سنوات عند 1.21 بينما عوائد السندات الأمريكية لأجل 20 سنه عند 1.83 وهي الأعلى مما يفقد ذلك الآمال بصعود الذهب إذا استمرت العوائد على هذا المنوال
يسعدني تعليقاتكم وآراءكم بالتقرير الأسبوعي
تحياتي لكم
د. محمد الغباري