هناك من يراهن على أن الحزمة التحفيزية الجديدة للحكومة الأمريكية بقيمة 1.9$ تريليون ستحدث فرقاً كبيراً كما يعتقد الكثيرون، وكما يعتقد السياسيون أولاً. والحقيقة أن السياسيين دائماً ما يتوقعون نجاحاً لخططهم أو يفترضون ذلك، ويتناسوا أن للاقتصاد دورةً كاملة لابد منها تاريخياً. ترامب مثلاً، استفاد من التعافي الذي كان قد بدأ أصلاً في أيام أوباما، لكنه دعمه بقرارات ضريبية ومساعدة للشركات الكبرى. ما نريد قوله إن تأثير هذه الحزم تم بالفعل قراءته في الأسواق التي باتت تدرك دعماً لا ينتهي للبنوك المركزية، لذلك الرهان على تغيير مسار الذهب خصوصاً بسبب ذلك قد لا يكون مجدياً أو دقيقاً.
التراجع السريع للذهب اليوم بنسبة -1% الى 1785$ ثم العودة سريعاً الى 1800$ تدل على:
أولاً، الفنيات تقود التداول حالياً وتترك المجال مفتوحاً لمضاربات قوية (ليس شراءً طويل الأجل).
ثانياً، التماهي القوي مع عوائد السندات الأمريكية لعشر سنوات التي وصلت 1.41% اليوم قبل أن تتراجع الى 1.38% في مسار يبدو صاعداً في الوقت الحالي.
الكثير من القرّاء كتبوا تعليقات سابقة أننا ضد الذهب والحقيقة أنه لا نكتب لنكون مع أو ضد، نحن نكتب بمعايير اقتصادية ومالية وسياسية ولا نكتب لأننا نحب أو نكره، لا عواطف في القضايا الاستثمارية بل المنطق والموضوعية. لاحظوا في الرسم البياني كيف تراجع سعر السندات الى 160 نقطة ووقتها ارتفعت العوائد، ثم عادت مجدداً الى 162 نقطة تقريباً ومعها تراجعت العوائد (اليوم).
أعتقد أن الكثيرين لا يتداولون السندات لاعتقادهم أنها مملة أو تحتاج رأس مال كبير، والحقيقة أن سوق السندات الأمريكي الأكبر في العالم قوي للغاية، وفيه تقلبات قوية جداً يومياً وهذا يعطينا فرصة للتنويع. أنا مثلاً سأشتري السندات كلما كانت أرخص وكلما أصبحت العوائد أعلى لأنني أعتقد أنها مسألة وقت قبل أن تتحقق الواقعية الاقتصادية بتصحيح قاسي. مصطلح الأزمة كبير جداً ولن يحدث حالياً على الأقل لكن التصحيح القاسي يختلف عن الأزمة وهذه حقيقة. وإذا كانت تقلبات الذهب غير واضحة الاتجاه حالياً، أفضل التركيز على أدوات استثمار وتداول أكثر وضوحاً، السندات الأمريكية، مؤشرات الأسهم الرئيسية، وكذلك بعض الأصول في التحول الرقمي وأمن المعلومات.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية
Twitter : @mazenas1
Twitter : @Swissquote_ar