هل أخطئ المحللون عندما توقعوا ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة فوق 2500 دولار و3000 دولار للأونصة خلال 2020؟!
إذ هبط الذهب 3% الجمعة الماضية، وخسر 100 دولار الأسبوع الماضي منخفضًا إلى ما دون 1717 دولار، وتراجع خلال فبراير حوالي 6%، ليسجل ثاني انخفاض شهري له على التوالي.
» ماذا يحدث مع عائدات السندات الأمريكية؟
1. أثار ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية ريبة الأسواق الأسبوع الماضي، خاصة في سوق الأسهم والذهب.
2. وإذا ارتفعت عائدات السندات للأسباب الصحيحة، فهذا يعني تحسن النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم بشكل صحي وعودة شهية المستثمرين للمخاطرة والمستهلكين للإنفاق.
3. ويرجع ارتفاع عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 1.6%، أعلى مستوى لها في عام، لعدة أسباب هم: 1) التوقعات بارتفاع محتمل في التضخم بفضل الإنفاق الحكومي وحزم التحفيزات الضخمة، 2) الانتعاش الاقتصادي العالمي يلوح في الأفق مع استمرار عمليات التطعيم وتوزيع اللقاحات حول العالم، 3) خطة الإغاثة المنتظرة من إدارة بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار لدعم الاقتصاد الأمريكي.
4. ودفعت هذه الأسباب إلى حدوث عمليات بيع ضخمة في سوق السندات وانخفاض أسعارها، مما أدى إلى ارتفاع العائدات. إذ تجمع السندات وعائدات السندات علاقة عكسية.
5. ولم يعلق جيروم باول على ارتفاع العائدات، ويبدو أن الفيدرالي سيقف بعيدًا، وسيواصل سياساته النقدية التيسيرية حتى يسمح للاقتصاد بالتضخم.
» ما علاقة انخفاض الذهب بارتفاع عائدات السندات؟
- الأسباب وراء هبوط المعدن الأصفر!
1. قلة جاذبية الذهب دفعت المستثمرين إلى التخلي عنه لأن الاحتفاظ به لا يٌدر أي عائدات، والاتجاه نحو الاستثمار في عائدات السندات الحكومية الأمريكية.
2. قوة الدولار الأمريكي وتحسن البيانات الاقتصادية الأخيرة في الولايات المتحدة، مما يعني استقرار الأوضاع وتحسنها. وهذا يضغط على الذهب الذي يزدهر في الفوضى.
3. من المتوقع أن يكون استمرار ارتفاع عائدات السندات والدولار، هما محوران الأسبوع الحالي، مما قد يزيد من هبوط الذهب.
4. وحتى يُلمح الاحتياطي الفيدرالي بأنه سيتدخل للتحكم في منحنى العائدات، ستستمر أسعار الذهب في المعاناة.
5. ولا ننسى، المنافسة القوية من العملات المشفرة، وارتفاع البيتكوين إلى مستويات قياسية وجنونية في الأسابيع الماضية زاد من الضغط على الذهب أيضًا.
» هل هذه نهاية صعود الذهب أم ننتظر قفزة قوية؟
1. يتوقع الكثيرون المزيد من انخفاض الذهب هذا الأسبوع، بعدما هبط إلى 1717 دولار واقترب من 1700 دولار، عند أدنى مستوياته في ثمانية أشهر.
2. ولكن هناك بعض المتفائلين الذي يرون هذا الهبوط فرصة رائعة لشراء الذهب والاستعداد للصعود خلال هذا الأسبوع. والسبب هو حقيقة أن أسواق الأسهم بدأت تتأثر بارتفاع العوائد.
3. فمع اتساع رقعة الآلام من ارتفاع العائدات، سيلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ الآمن لتأمين أنفسهم من الخسائر، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الذهب بحدة.
4. بجانب عامل التضخم الذي يدعم صعود الذهب، بصفته أداة تحوط عند ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة الأموال، وهو النتيجة المتوقعة من ضخ الحوافز النقدية والمالية الضخمة في الاقتصادات؛ ستؤدي بيئة الفائدة المنخفضة إلى إبقاء أسعار الذهب مرتفعة هذا العام.
5. فمجرد خبر اقتراب حزمة التحفيزات الأمريكية بقيمة 1.9 تريليون دولار من النور، بعد موافقة مجلس النواب عليها وإرسالها إلى مجلس الشيوخ للإقرار النهائي، دعم الذهب بقوة في بداية الأسبوع، وارتفع 1% إلى 1750 دولار مرة أخرى.
وأخيرًا، يراهن أباطرة الذهب حاليًا، ومن بينهم وران بافيت، على عودة الذهب فوق مستويات 2000 دولار القياسية، لذلك بدأوا في تخزين أصول الذهب لأنهم يدركون أن الصعود له أرجل قوية وستسير طويلًا بما يكفي لتحقيق المكاسب لعدة سنوات.
والعقبة الأكثر أهمية على المدى القصير أمام الذهب الآن هي ارتفاع عوائد السندات، لأن هذا يعني تحسن الأمور، وهذا يضر المعدن الثمين ويقلل جاذبيته. ولكن إن تخطها، فقد نرى الذهب يُحلق مجددًا.
فأي الفريقين تدعم؛ عودة الصعود القوي للذهب أم بداية الهبوط؟!