الذهب: معركة شد الحبال ..

عادت تداولات الذهب لتدخل مرحلةً من البطء والملل أحيانا، هامش التقلبات في أسبوع شهدت تغييراً بسيطاً لا يزيد عن -0.68% تراجع، يتداول حالياً عند 1733$ للأونصة. هناك سؤالين مهمين حالياً: 

الأول، ما هو سبب هذا التراجع في التقلبات اليومية وهل يستمر؟ 

الثاني، ما هو مصير السعر الحالي، هل نرى مزيداً من التراجع والعودة الى 1680$ (دعم قوي)؟ 

في الوقت الذي شهد فيه الذهب خمولاً نسبياً كان مؤشر الدولار الأمريكي يرتفع 1.14% في أسبوع ليعود الى 92.50 نقطة، لأنه ببساطة يعتبر ملاذاً آمناً للكثيرين، في وقت عاد الإغلاق العالمي في أوروبا، وجدل مستمر بلا نهاية في السياسة النقدية، وأفق غير واضح لمستقبل توزيع اللقاحات التي يبدو أنها ستكون أكثر تعقيداً في الواقع، لأن السياسيين هم من اعتادوا إطلاق التوقعات، بينما الأسواق تحتاج الى تصريحات الاقتصاديين وغيرهم من اللاعبين في السوق، لأن الأسواق لها معنويات تعتمد التوقعات ولكنها تتغير وفق الواقعية. 

 الدولار الأمريكي يرتفع ليس بسبب العوائد، بل لأن الأسواق تدرك تماماً عدم دقة الفيدرالي في كلامه بشأن التضخم، الذي سيرتفع بأسرع من توقعاتهم، هذا لن يشير إلى نمو حقيقي ولكن يجبرهم على تغيير في السياسة النقدية بأسرع من التوقعات، أي أن الأسواق تقرأ مبكراً (ليس اتجاهاً بعد) أن الفائدة قد تتغير للأعلى بأسرع من قراءة أعضاء الفيدرالي الذي كان عدة أعضاء فيه يرغب برفع الفائدة قبل 2023. 

الاجابة على السؤالين الذي طرحناهما يقودنا إلى نتيجة مهمة أنه إذا لم تتغير معطيات الطلب العالمي على الذهب ويرتفع شراؤه تدريجياً سيكون من غير المتوقع أن تتغير المستويات الحالية. ما ينطبق على أمريكا من ارتفاع في التضخم ينطبق أيضاً على الصين الذي من المتوقع أن يرتفع تضخمها في الأشهر القادمة وستكون كمعركة شد الحبل بين ارتفاع التضخم الصيني وشراء الذهب في الصين وبين ارتفاع العوائد الأمريكية على سندات العشر سنوات التي من المتوقع أن تصل 1.85% على أقل تقدير (ثم 2%) وحالياً عند 1.63% دون تغيير يذكر في أسبوع كامل. 

في شهر كامل من الرسم البياني تلاحظون أن مؤشر RSI عند 47 نقطة حالياً أي أنه حيادي sideways وحجم الشموع لا يشير الى زخم شرائي ولا حتى بيعي. والأفضل في هكذا سيناريو هو القيام بالاستفادة من ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي (شراء Options or ETF) لأن شراء الذهب يجب أن حذراً دون استعمال هامش ولكن نترك مجال لارتفاعه متأثراً بارتفاع التضخم الصيني والذي لن يحقق اختراقاً كبيراً إلا إذا أصبح مرتفعاً عند 2% على أقل تقدير بينما مازال حالياً منكمشاً -0.2% وكان عند 2.7% في آب الفائت قبل بدء تراجع الذهب. اذاً المراهنون على ارتفاع الذهب عليهم التحلي بصبر طويل والاستعداد لتقلبات قد تكون مملة كثيراً. 

تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية.  

Twitter : @mazenas1  

Twitter : @Swissquote_ar