على عكس ما كان يتمناه دونالد ترامب، فسوق الأسهم الأمريكية يعيش أفضل أيامه مع الرئيس "جو بايدن"، رغم مخاوفه من التضخم وتحركات الاحتياطي الفيدرالي.
والدليل؛ منذ انتخاب بايدن، ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 26٪ حتى الجمعة الماضية، مسجلًا أفضل أداء له في أول 220 يومًا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، وفقًا لشركة الأبحاث (CFRA). بينما في عهد ترامب، ارتفع المؤشر 13.7% فقط خلال نفس المدة.
ويعود الفضل في ازدهار الأسهم وتفاؤل المستثمرين في عهد بايدن إلى: تعافي الاقتصاد الأمريكي من أزمة كورونا، والتحفيزات الهائلة التي ضخها الفيدرالي في الأسواق، وإطلاق لقاحات (COVID-19) وخطة البنية التحتية تحت إدارة بايدن.
ومن الناحية التاريخية، فإن الأشهر الستة الأخيرة من العام الأول من ولاية أي رئيس جديد تتسم بالمكاسب الثابتة. فبينما ارتفع مؤشر "S&P 500" بأكثر من 80٪ منذ أدنى مستوياته في مارس 2020، فمن المرجح أن تكون مكاسب الأسهم في النصف الثاني من 2021 متواضعة، وفقًا لتوقعات السوق.
» ما رد فعل سوق الأسهم على تصريحات الفيدرالي وارتفاع التضخم؟
بعد واحدة من أفضل البدايات لسوق صاعد (Bull Market) في التاريخ، بدأت علامات التعب والإرهاق تظهر على سوق الأسهم، خاصة وأن الفيدرالي يستعد لرفع الفائدة في وقت أبكر مما كان مقررًا، في 2023، بعدما قال سابقًا إنه لا يرى أي زيادات حتى 2024 على الأقل.
كما رفع الفيدرالي توقعات التضخم إلى 3.4٪، أي 1% كاملة أعلى من توقعات مارس، رغم تمسكه بموقفه بأن ارتفاع التضخم الحالي "مؤقت"، وسط أكبر ارتفاع في مؤشرات التضخم منذ 13 عامًا.
وعلى أثار هذه الأخبار، شهدت أسواق الأسهم الأمريكية هبوطًا قويًا، مسجلة أسوأ أسبوع لها منذ أكتوبر 2020. إذ انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 3.5٪ الأسبوع الماضي. وهبط مؤشر (S&P 500) بنسبة 1.9%، ومؤشر ناسداك بنسبة 0.2٪ كذلك.
ومن المتوقع أن تستمر تقلبات سوق الأسهم الأمريكية والعالمية خلال الأسبوع، خاصة مع افتتاح معظمهم على انخفاضات.
» لماذا هبطت الأسهم بعد تصريحات الفيدرالي؟
1. كلما زاد المال الذي يضخه البنك المركزي الأمريكي في سوق السندات من خلال برنامج التيسير الكمي، ارتفع سعر السندات وانخفضت عوائدها.
2. وإشارة الفيدرالي برفع الفائدة تعني بداية تقليص شراء السندات خلال هذا العام.
3. من خلال عملية بطيئة لخفض مشتريات السندات بقيمة 120 مليار دولار شهريًا إلى الصفر، لسحب الأموال من الأسواق وتشديد السياسة للتحكم في التضخم.
4. وهذا سيؤدي إلى ارتفاع العائدات، بينما يفضل مستثمرو الأسهم العائدات المنخفضة. لذلك، هم قلقون من العوائد المرتفعة، لتأثيرها السلبي على الأسهم.
» توقعات سوق الأسهم في النصف الثاني من 2021:
مع تزايد ضغوط التضخم، ستتجه البنوك المركزية إلى رفع الفائدة، وهذا سيُعيق تقدم سوق الأسهم الصاعد قليلاً. وقد تتباطأ وتيرة المكاسب مع تزايد التقلبات.
لذا، ما قد نحصل عليه في النصف الثاني من 2021 هو تقلبات أعلى في الأسهم، حتى نرى إشارات أكثر وضوحًا من بنك الاحتياطي الفيدرالي تجاه تشديد السياسة.
ومع ذلك من المرجح استمرار مسيرة صعود الأسهم في النصف الثاني من 2021 وما بعده، مع تعافي الاقتصاد بدافع من سوق إسكان قوي، ومعدلات إنفاق منتعشة، وأرباح أفضل من المتوقع للشركات، وسوق وظائف يسير على خطى التعافي - حتى لو أبطأ من المتوقع.
وارتفع مؤشر (S&P 500) بنسبة 13٪ حتى الآن هذا العام، وهو أعلى من المتوسط التاريخي البالغ 10.5٪ الذي يعود إلى نصف القرن الماضي، وفقًا لـ (U.S. Bank Wealth Management).
كما رفع المحللون توقعات متوسط ربحية السهم لعام 2021 من 181 دولار إلى 193 دولار، وفي عام 2022 من 197 دولار إلى 202 دولار. ويتوقع الخبراء نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7٪ في 2021، و5% في 2022.
والخلاصة، سعادة الأسهم تحت قيادة بايدن ستستمر، لكنها ستكون أقل في القوة والمكاسب في النصف الثاني من العام، مع تلاشي زخم النمو الذي انطلق أواخر 2020 وأوائل 2021. ويُتوقع استمرار صعود أسواق الأسهم، مما سيوفر فرصًا للمستثمرين لكسب المزيد من الأرباح التي يرغبون فيها.