دون الخوض في التفاصيل السياسية، هل يكون النفط على مفترق طرق حالياً بعد تحقيقه 50% مكاسب منذ بداية العام الجاري، ما هي الخيارات الحالية؟
أولاً، لا زيادة على المعروض النفطي الحالي وهذا قد يساهم في رفع النفط الى مستويات أعلى لأن الطلب العالمي يتحسن تدريجياً والاقتصاد يعود للعمل مجدداً في الصين، أمريكا، الهند، ألمانيا واليابان، هذه الدول هي أكبر الدول المستهلكة والمستوردة للنفط.
ثانياً، زيادة في المعروض الحالي (400 ألف برميل يومياً) هذا قد يبقي النفط عند مستوياته الحالية دون حدوث تراجع قاسي، على الأقل حالياً بسبب معادلة العرض - الطلب.
ثالثاً، اتفاق جديد كلياً يتضمن تاريخاً جديداً لمنظمة أوبك لما بعد الشهر الرابع 2022 دون تعديل على حصص الأعضاء الحالية من ناحية التخفيض. هكذا اتفاق قد يكون إيجابياً لفترة مؤقتة لأن الأسواق لا تحب حالة عدم اليقين ولا تفضل التغيير المستمر في حصص أعضاء منظمة أوبك مع روسيا.
رابعاً، دخول إيران على الخط مجدداً وقدرتها على رفع المعروض بأكثر من 3 مليون برميل يومياً، وتعديل حصص الأعضاء اتجاه زيادتها. هكذا سيناريو سيجعل أسعار النفط تحت ضغوط بيعية كبيرة وقد نشهد تصحيحاً قاسياً.
النفط هو أكثر السلع في العالم تسييساً حيث تتدخل السياسة مع الاقتصاد وقرارات الدول الكبرى. النفط المرتفع كثيراً ليس جيداً للعالم حالياً بسبب التضخم المرتفع وأيضاً ارتفاع التكلفة على الدول المستوردة التي تقود قاطرة الاقتصاد العالمي. إذا استمر التضخم بالارتفاع وتم رفع الفائدة من قبل البنوك المركزية فقد نشهد تصحيحاً سعرياً قاسياً لأسعار النفط لأن التضخم المرتفع الحالي يؤثر سلباً على إنفاق المستهلكين الأمريكيين والأوروبيين وقد يقود ذلك الى انكماش لاحقاً (ليس قبل عام ونصف في حال حدوثه)
لا نفضل القيام بعمليات شراء حالياً، مفضلين مراقبة تطورات أسواق النفط العالمية. فنياً وعلى مؤشر الساعة الواحدة هناك زخم للتراجع حالياً قد يعود بالأسعار إلى 72$.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية، كذلك مجموعات الواتساب الحصرية لعملائنا المشتركين معنا في خدمة التوصيات.
Twitter: @mazenas1
Twitter: @Swissquote_ar