بات الحديث عن ارتفاع معدلات التضخم العالمية أمراً مملاً للكثيرين، ماذا يهمنا إذا ارتفع التضخم لكن السياسات النقدية بقيت بلا تغيير!! كلام الفيدرالي حالياً هو سياسي أكثر منه اقتصادي، بمعنى: لا تغيير في السياسة النقدية إلا إذا أصبح هناك تقدم حقيقي للاقتصاد الأمريكي واستقرار للأسعار وتوظيف كامل وإذا أصبح التضخم خارج السيطرة عندها سيتدخل الفيدرالي. لكن انتبهوا لتفاصيل كلام جيروم باول:
أولاً، لن تنتظر الأسواق حدوث مشكلة في الأسعار حتى يتغير مسارها، بمعنى إذا تدخل الفيدرالي حسب كلام رئيسه هذا يعني أن هناك مشكلة أو أن الأسعار وصلت لمستوى سيء، في الحالتين ستكون الأسواق أسرع من الفيدرالي الأمريكي.
ثانياً، من يقود حالياً، الفيدرالي أو الأسواق؟ نحن نعتقد أن الأسواق من يقود وليس العكس وهي من يفرض سيناريو على الفيدرالي الذي أصبح مجبراً على اتخاذ قرار سريع حسب اعتقادنا لأن شراء المزيد من الوقت سيكون تأثيره سيء وهذا حدث سابقاً قبل سنوات.
ثالثاً، رفع الفائدة له تأثير سلبي على الشركات والمقترضين (ترتفع الفائدة على القرض والبطاقة الائتمانية) ولكن إذا ارتفعت تدريجياً وبنسبة بسيطة مع نمو الأعمال فقد يكون تأثيره متواضعاً وقابلاً للاحتواء، لا بد من القيام بذلك الآن.
يوضح الرسم البياني أن التراجع في مؤشر الدولار ارتبط نسبياً بتراجع الفائدة (منذ آذار 2020). في فترات ارتفاع الدولار الأمريكي من 89 نقطة الى 102 نقطة (2018 / 2020) كانت أسعار الفائدة ترتفع من 1% ووصلت 2.5%. حتى لو لم يكن الترابط كاملا، إلا أن رفع الفائدة يشجع على الرهان في الدولار الأمريكي وسيقود الى رفع العوائد الأمريكية تدريجياً. لاحظوا ما حدث للدولار الأمريكي في 2013 عندما بدأ الفيدرالي عملية تخفيف شراء الأصول، ارتفع مؤشر $ من 80 نقطة ووصل 100 نقطة في 2015 , هذا ربما السبب في أن الفيدرالي لا يستعجل تخفيف شراء الأصول. لكن باعتقادنا أن هناك مبالغة في تقدير تأثير ذلك والتاريخ يخبرنا بذلك، ولذلك توقعوا مزيداً من القوة في الدولار الأمريكي قد تصل به مجدداً الى 94 نقطة ولا نعتقد بوصوله الى 100 نقطة في الوقت الحالي.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية وكذلك مجموعات الواتساب الحصرية لعملائنا المشتركين معنا في خدمة التوصيات.
Twitter : @mazenas1
Twitter : @Swissquote_ar