وفقا لـ يوري كاجياما ، الكاتب والمحلل الاقتصادي في وكالة أسوشييتد برس، فإن اجتياح طالبان للعاصمة الأفغانية قد يبدو وكأنه حدث بعيد المنال، لكنه سيؤثر بلا شك على الأسواق في أماكن أخرى، بما في ذلك آسيا.
يقول يوري كاجيما " ستحاول الأسواق إبعاد هذا الزلزال الجيوسياسي قائلة إنها أفغانستان فقط. لكن هذا الكابوس الجيوسياسي يكاد يكون في بدايته للتو".
بالنسبة لنا وفي تحليلنا لأبعاد هذا الزلزال الجيوسياسي كما وصفه يوري كاجيما فإننا ندرك أن مبيعات الأسلحة الأمريكية المتطورة (SE:2120) إلى تلك المنطقة من العالم – وربما إلى مناطق أخرى – ستنخفض بشدة، طالبان حصلت على السلاح الأمريكي فقط بعد سيطرتها على الولايات الأفغانية، لكنها قبل ذلك كانت تقاتل بأسلحة روسية قديمة الطراز وبما تيسر من القاذفات شبه المستهلكة، المعادلة تقول إن سلاح روسي قديم هزم سلاح أمريكي متطور.
ما يزيد الطين بلة هي اللهجة الواثقة التي تحدث بها الرئيس الأمريكي قبل أيام مؤكدا أن الـ 300000 جندي أفغاني المسلحين جيدا جدا وفقا لقوله بأسلحة أمريكية حديثة ومتدربين عليها لن ينهاروا أمام 75000 من مقاتلي طالبان سيئ التسليح.
الأكثر مدعاة للقلق أن الانهيار لم يستغرق أشهر، ثلاثة أيام بين تصريحات الرئيس الأمريكي ودخول طالبان القصر الرئاسي، المعادلة تبدو كما لو كانت تخص صناعة السلاح فقط لكن الأمر له تبعات أبعد وأكثر خطورة.
فعلي صعيد السياسة الأمريكية سيكون الفشل في التوقع الذي أصبح ظاهرا للرئيس الأمريكي جو بايدن ظاهرا للغاية وإلى جانب غيره من السلبيات، سيكون سلاح ماضيا في يد الجمهوريين الذين يتبعون إستراتيجية سهلة للغاية للحول بين الديمقراطيين والحصول على فترة رئاسية أخرى لرئيسهم، جو بايدن سلم أفغانستان بسبب سوء التقدير، دونالد ترامب بدأ الانسحاب لكنه كان منظما وهادئ لكن بايدن أجهز على استثمارات بمليارات الدولارات في المؤسسة الأمنية الأفغانية وفي التواجد الأمريكي هناك.
أيضا فإن الإنتهازية الروسية تلعب دورها حاليا، فبينما لم تغلق روسيا سفارتها في كابول ولم تسحب أيا من دبلوماسييها يبدو أن علاقات جديدة تتشكل بين روسيا وطالبان، بينما الصين استبقت الجميع عبر سلسلة لقاءات قبل سقوط كابول.
غياب النفوذ الأمريكي أو تراجعه، والتخلي عن مناطق إستراتيجية هامة سيكون مؤثرا في الانتخابات القادمة، وإلى جانب خطط اقتصادية مثيرة للجدل، فإن التواجد الديمقراطي داخل البيت الأبيض يبدو أنه سيكون صعبا خلال الانتخابات القادمة.
تراجع مبيعات الأسلحة المنتظر يرتبط أيضا بثقة أصدقاء أمريكا حول العالم في حفاظ أمريكا على وعودها لهم بالحماية والبقاء على الأرض ، نمط الرحيل عن أفغانستان والمشابه لسقوط سايجون لن يغيب عن أذهان أصدقاء أمريكا الذين سيبحثون عن صفقات حماية أخرى سواء مع روسيا أو حتى الصين ، لكن ذلك يستتبع بالتالي صفقات تجارية معهم لن تقف عند السلاح لكن ستمتد إلى كافة مناحي الاقتصادي ، ومن الإف 16 تحولا إلى الميج بطرازاتها المختلفة، ومن تفضيل الإيرباص على البوينج المكلفة، وحتى مرورا ببرامج التدريب وإنشاء المصانع ، فإن القادم قد لا يكون سعيدا للولايات المتحدة التي تحتاج لفتح أسواق جديدة للحفاظ على اقتصادها دون تضرر ولعدم انفجار فقاعة الأسهم الأمريكية.