ليس الفيدرالي الأمريكي بنكاً مركزياً ساذجاً كما يعتقد البعض، كما أنه لا يعتمد على معايير التضخم الأمريكي لوحده في تحديد السياسة النقدية لأكبر اقتصاد في العالم. لكنه كغيره من صناع السياسات المالية، قد يخطئ أحياناً وقد يصيب، تخيب توقعاته أحياناً ولكنها تنجح في الكثير من الأوقات، المهم ألا تصبح أخطاء السياسة النقدية منهاج عمل وهذا بالضبط ما يعمل بموجبه الفيدرالي الأمريكي. أسعار الفائدة الأمريكية حالياً عند 0.25% هي مستويات متدنية تاريخياً، بالمناسبة كانت أسعار الفائدة عند 6% قبل بداية الأزمة المالية العالمية 2008 وغالباً لن تعود إلى ما كانت عليه، الحقيقة: تغير الاقتصاد الأمريكي والعالمي الى غير رجعة.
هذا الكلام يدفعنا للقول إن الخطوة القادمة للفيدرالي الأمريكي ستكون تخفيف شراء الأصول شهرياً (حالياً يشتري بقيمة 120$ مليار شهرياً)، لا نعرف النسبة بالضبط ولكنه لن يغامر برفع الفائدة فوراً قبل معرفة تبعات تخفيف شراء الأصول التي ساهمت عملية شرائها بقوة في رفع مؤشرات الأسهم الى مستويات تاريخية قياسية بسبب النقد الرخيص، وساعدت كذلك الكثير من الشركات على اعادة الاقراض لتمويل الأعمال وعودة سوق العمل.
فنياً وعلى المؤشر اليومي، الذهب لديه زخم للعودة الى 1800/ 1820$ كمستويات قريبة، هذه ليس كلاماً يقول بأنه سيعود بل هذا ما يقوله الرسم البياني. ولو دققتم جيداً في المخطط الآخر لوجدتم علاقة ترابطية مهمة بين ارتفاع قوة الدولار الأمريكي كمؤشر وبين رفع أسعار الفائدة. كان مؤشر الدولار $ عند 120 نقطة وقت كانت أسعار الفائدة 6%، وتراجع الى 70 نقطة عندما انخفضت أسعار الفائدة الى 0.25%، والقرار القادم للفيدرالي لن يكون استثناءً يبقى الدولار الأمريكي حالياً هم المعيار الأساسي في تحديد الاتجاه القادم للذهب.
سأبتعد حالياً عن شراء الذهب، ونفضل حالياً متابعة العملات الرئيسية الأخرى كاليورو والباوند لقناعتنا بأن هناك فرص جيدة أكثر. إذا أردنا شراء الدولار الأمريكي يمكن شراؤه مقابل العملات الأخرى، أو شراء مؤشر الدولار بعقود الخيارات أو العقود الآجلة، أو صناديق الاستثمار ETF التي تتابع أداءه.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية وكذلك مجموعات الواتساب الحصرية لعملائنا المشتركين معنا في خدمة التوصيات.
Twitter: @mazenas1
Twitter: @Swissquote_ar