الدولار الأمريكي وقرارات الفائدة الأوروبية والاسترالية القادمة

انخفض الدولار الأمريكي بعد تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة الذي جاء مخيبًا للتوقعات إلى حد كبير. أدى ذلك إلى انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي القائم على العملات الرئيسية إلى أدنى مستوى له منذ مستويات يوليو تاركًا وراءه أسبوعين من حركة السعر المخيبة للآمال. أضافت الوظائف الأمريكية غير الزراعية 235 ألف وظيفة فقط مقابل 733 ألفًا بخلاف التوقعات حيث انخفض معدل البطالة إلى 5.2٪ من 5.4٪ - كما كان متوقعًا. كان متوسط ​​الأجر في الساعة مفاجئًا على الرغم من ارتفاعه بنسبة 4.3٪ على أساس سنوي.

إذا أخذنا هذا الانخفاض في عين الاعتبار ، من المحتمل أن يكون هذا التقرير قد خفف من حدة التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في تقليص السياسة النقدية خلال شهر سبتمبر. يأتي ذلك بعد تعليق متشائم من الرئيس جيروم باول حول سوق العمل. علاوة على ذلك ، يمكن أن يؤدي المزيد من قراءات التوظيف الضعيفة مستقبلا إلى تأخير الزيادات النهائية في أسعار الفائدة على المدى الطويل. وقد يكون هذا هو السبب وراء ارتفاع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بعد تقرير الوظائف غير الزراعية

أهم قرارات الفائدة المرتقبة هذا الاسبوع

بعد انتهاء تأثير بيانات الوظائف الأمريكية غير الزراعية يمكن القول إن التركيز على الدولار يتحول إلى مخاطر الأحداث الاقتصادية الخارجية. حيث سيتحدث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال هذا الأسبوع ومن المرجح أن يراقب التجار ما سيقوله عن سوق العمل وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لتوجهات السياسة النقدية في المستقبل

خلال هذا الأسبوع أيضا ، سيصدر بنك الاحتياطي الأسترالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك كندا قرارات الفائدة وأحدث إعلانات السياسة النقدية. التطورات الاقتصادية الأخيرة من أستراليا ومنطقة اليورو وكندا قد تحدد بشكل متزايد مسارات متباينة لكيفية اتباع البنوك المركزية لنهج فك التيسير الكمي بعد أزمة كوفيد 19. 

بدءًا من أستراليا ، ترتفع التوقعات بأن الدولة ستشهد انكماشًا في إجمالي الناتج المحلي في الربع الثالث بعد عمليات الإغلاق الصارمة في جميع أنحاء البلاد. وقد أدى ذلك إلى ظهور رهانات على أن بنك الاحتياطي الأسترالي قد يعكس قراره بتقليص مشتريات الأصول الأسبوعية في وقت لاحق من هذا العام. وقد فاجأ البنك المركزي بعض المستثمرين خلال الشهر الماضي عندما كان لا يزال متمسكًا بخطته الأصلية. بشكل عام لا يزال الوضع مرنًا وجاهزًا لتقلبات الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي

من ناحية أخرى ، من المحتمل أن يكون تقرير التضخم القوي في منطقة اليورو الأسبوع الماضي قد أدى إلى تراجع توقعات سياسة البنك المركزي الأوروبي. حيث أدى ذلك إلى ارتفاع عائدات السندات الألمانية خلال 10 سنوات إلى المستويات التي شوهدت لآخر مرة في منتصف يوليو. كما لامس زوج اليورو دولار القمم منذ نهاية يوليو. وسوف يراقب المستثمرون عن كثب رأي رئيسة وأعضاء البنك المركزي الأوروبي عن توجهات السياسة النقدية خلال الفترة القادمة

أما في كندا، أدى الانكماش غير المتوقع للناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني إلى تهدئة رهانات السياسة المتناقصة في وقت أقرب من المتوقع. وقد قام البنك المركزي بالفعل بتخفيض مشتريات الأصول بشكل جزئي. وقد يؤدي اتباع نهج مسالم نسبيًا إلى إضعاف الدولار الكندي لصالح الدولار الأمريكي. ومن المحتمل أن يركز الدولار الأمريكي أكثر على مخاطر التأثير الخارجية ، مما يخلق نظرة غير مؤكدة للدولار الكندي خلال الأسبوع المقبل