ضرب إعصار إيدا، نيو (NYSE:NIO) أورليانز، قلب صناعة النفط الأمريكية، وهو أحد أسوأ العواصف التي شهدتها الولايات المتحدة. فما مدى تأثيره على اتجاه النفط على المدى القريب؟
وبسبب هذا الإعصار، تم إغلاق ما يقرب من 96% من منصات إنتاج النفط الخام في الخليج الأمريكي، وكذلك حوالي 94% من إنتاج الغاز الطبيعي. كما تم إخلاء 288 منصة بحرية - 51% من إجمالي الخليج الأمريكي.
» لماذا سيكون تأثير إعصار آيدا على أسعار النفط والغاز الطبيعي محدودًا؟
على الرغم من أن إعصار إيدا تسبب في إعاقة إنتاج النفط بالكامل في منطقة خليج المكسيك، لكنه لم يرفع أسعار النفط بالشكل المتوقع. إذ لم تتغير أسعار النفط كثيرًا وانخفضت أسعار الغاز الطبيعي قليلًا. فما الأسباب؟
1. الأسواق تتفاعل مع الأحداث قبل وقوعها!
يرجع جزء من سبب انخفاض الأسعار إلى الارتفاعات التي شهدها النفط والغاز الطبيعي خلال الأسبوع الماضي. إذ قفز خام غرب تكساس بنسبة 11٪ الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي 13٪. وكان هذا رد الفعل على اقتراب الإعصار، فالأسواق تتوقع الأحداث وتتفاعل معها بدلاً من مجرد الاستجابة لها عندما تحدث في وقتها.
2. آثار إعصار آيدا ستكون محدودة على المدى البعيد!
من التقديرات الأولية، يبدو أن الأضرار طويلة المدى الناتجة من دمار الإعصار على إنتاج النفط والغاز في منطقة الخليج ستكون محدودة، على الرغم من أن تعافي صناعة التكرير قد يستمر لفترة أطول، وفقًا لمحلل جولدمان ساكس (NYSE:GS) "نيل ميهتا".
وكتب: "لاحظنا أن 96٪ من إنتاج النفط الخام في خليج المكسيك و94٪ من الغاز الطبيعي قد توقفا عن العمل. وتاريخيًا، ينتعش إنتاج خليج المكسيك من الأحداث المناخية سريعًا".
3. مدى تأثر البينة التحتية للمصافي والمنتجين!
السؤال الرئيسي هو ما إذا كان أي من البنية التحتية للمنصات قد تضررت. فإذا مرّ الأمر بسلام بعد انتهاء عمليات الفحص، سيستطيع المنتجين الأمريكيين استئناف الحفر والضخ وإنتاج النفط في غضون أيام. أما إذا تسببت العواصف في تدمير المعدات، فقد تظل منصات الحفر والمصافي (SE:2030) خارج العمل لفترة أطول.
وذكرت الشركة العملاقة إيكسون، (Exxon)، أن منصة (Hoover) الخاصة بها لم تتضرر، وستعود لاستئناف العمليات بشكل طبيعي. كما أكدت شركة شل (Shell) أن المنصات الثلاثة التي كانت في مسار العاصفة "كلها سليمة وفي مكانها" ، على الرغم من أن الشركة ليس لديها تقدير لموعد استئناف الإنتاج.
4. الولايات المتحدة أقل اعتمادًا على نفط الخليج الأمريكي الآن!
على الرغم من الاضطراب الكبير في إنتاج النفط وتكريره، يتوقع معظم المحللين تأثيرًا محدودًا نسبيًا على سوق النفط والغاز الطبيعي ككل. هنالك عدة أسباب لذلك. تغيرت أسواق النفط الأمريكية بشكل جذري على مدار الـ 16 عامًا الماضية.
إذ أصبحت الولايات المتحدة أقل اعتمادًا على إنتاج النفط الخام في خليج المكسيك مما كانت عليه من قبل، وذلك بفضل صعود النفط الصخري في تكساس ونيو مكسيكو. كما أن الولايات المتحدة تصدر معظم منتجات الوقود المكرر من الخليج المكسيكي للخارج، ويمكنها، في حالة الضرورة، إعادة توجيه تلك الصادرات لتلبية الاحتياجات المحلية.
وأخيرًا، يبدو أن إعصار آيدا مرّ بسلام ودون أضرار تُذكر على الأسواق. لكن... إذا ضربت عاصفة ثانية المنطقة بينما لا يزال الإنتاج يتعافى، فقد يكون الضرر أسوأ بكثير.