يبدو أن الدولار لا يزال يعاند البيانات التي من شأنها أن تغذي ارتفاع أصول التحوط، في المقابل انتعش الدولار وتراجع الذهب رغم البيانات التي من شأنها تعزيز أداء الملاذات الآمنة.
جنبًا إلى جنب تأتي تحركات النفط الذي لم يستفد من الظروف الطبيعية التي من شأنها تأجيج الأسعار ولا يزال يتحرك في إطار ضيق وسط توقعات بتحسن الطلب مستقبلًا، إلا أن تداعيات فيروس كورونا لا تزال تلقي مخاوفها على أداء الأسواق. وينصب تركيز المستثمرين الآن على ما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيبدأ في التقليص التدريجي للأصول في غضون العام بعد تقرير الوظائف الأمريكية المخيب للآمال الذي صدر خلال الأسبوع السابق.
هذا ولا يزال العدد المتزايد باستمرار لحالات كوفيد-19 اليومية والوفيات في البلاد يشكل مصدر قلق المستثمرين بشأن سرعة التعافي الاقتصادي وتحسن مؤشرات العمل.
الذهب والدولار
وانخفض سعر التسليم الفوري لأوقية الذهب خلال أسبوع بأكثر من 20 دولار نزولا من 1811 دولار بنهاية تعاملات 2 سبتمبر إلى 1788 دولار خلال تعاملات الخميس.
وزاد مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية بحوالي 0.4 نقطة من مستويات 92.2 إلى 92.61 خلال تعاملات يوم الخميس.
بيانات هامة
صدرت بيانات البطالة وسجلت 310 ألف وكان التقدير أن تبلغ 335 ألف، وتعد هذه الأرقام إيجابية،وأعلن المركزي الأوروبي يوم الخميس عن بداية التشديد وقام بالإعلان عن تقليص حجم مشتريات السندات PEPP خلال الربع القادم.
يأتي ذلك في محاولة للسيطرة على معدل التضخم. وفي الوقت ذاته يخرج أعضاء الفيدرالي الأمريكي وأبرزهم كابلان وبوستيك ليطالبوا بضرورة البدء في تقليص المشتريات للسيطرة على التضخم.
فيما قال كابلان أن بيانات التوظيف السيئة لا تعكس حالة سوق العمل بدقة، إذ يرى أن هناك الكثير من فرص العمل المتاحة، ولكن البعض لا يرضون بها، وهو ما يؤثر على بيانات التوظيف ويجعلها سلبية.
تصريحات هامة
قال جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، يوم الأربعاء إنه إذا استمر الاقتصاد الأمريكي في التحسن، فقد يكون من المناسب أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض وتيرة مشترياته من الأصول في وقت لاحق من هذا العام.
وقال ويليامز في تعليقاته أثناء التحضير لحدث افتراضي تنظمه جامعة سانت لورانس: "بافتراض أن الاقتصاد سيواصل التحسن وهو ما أتوقعه، فقد يكون من المناسب البدء في خفض وتيرة شراء الأصول هذا العام."
وقال مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي إنهم سيواصلون شراء سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري بالوتيرة الحالية البالغة 120 مليار دولار شهريًا حتى يكون هناك ما أسموه "تقدم كبير آخر" نحو تحقيق أهدافهم المتعلقة بالتضخم وتوفير الحد الأقصى من الوظائف.
وقال ويليامز إنه من الواضح أنه تم الوفاء بالمعيار الخاص بالتضخم، لكنه قال إن هناك حاجة إلى مزيد من التقدم في سوق العمل لتحقيق "مزيد من التقدم الكبير" لتحقيق هدف الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بتوفير الحد الأقصى من الوظائف.
وتابع قائلًا: "سأقوم بتقييم دقيق للبيانات الواردة من سوق العمل وما يعنيه ذلك بالنسبة للتوقعات الاقتصادية، وكذلك سيتم تقييم المخاطر مثل آثار متغير دلتا".
النفط
بينما لا يزال المنتجون في خليج المكسيك يحاولون استئناف العمليات بعد تسعة أيام من اجتياح الإعصار أيدا للمنطقة برياح قوية وأمطار غزيرة.
لم تتعاف أسعار النفط كثيرا بفعل المخاوف بشأن تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا التي تلقي بظلال سلبية بشأن عودة سعرة التعافي الاقتصادي.
ونزل خام غرب تكساس الأمريكي بأكثر من دولارين خلال أسبوع هبوطا من مستويات 69.8 دولار للبرميل إلى مستويات 67.7 دولار للبرميل. بينما تراجع خام برنت القياسي إلى مستويات 71.3 دولار للبرميل خلال تعاملات الخميس، مقابل 72.4 دولار للبرميل خلال تعاملات 2 سبتمبر الماضي.
ذكر بنك الاستثمار الفرنسي سوسيتيه جنرال يوم الأربعاء أنه يتوقع أن يعود الطلب على النفط إلى طبيعته في 2022، بيد أن السوق ربما تسجل فائضا محدودا للإمدادات. وقال البنك في مذكرة إن الطلب على النفط "ما زال على مسار العودة إلى الوضع الطبيعي" ومن المتوقع أن يبلغ 99.3 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2022.
وأضاف البنك أنه من المتوقع أن يتعافى إلى مستوى "ما قبل كوفيد" البالغ 100 مليون برميل يوميا، عند 101.4 مليون برميل يوميا بحلول الربع الثالث. وتابع أن التوصل إلى اتفاق نووي مرجح بين الولايات المتحدة وإيران بحلول نوفمبر تشرين الثاني، مما قد يجلب المزيد من النفط الإيراني إلى السوق، قد يشجع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحلفائها، أو أوبك+، على تعديل الإنتاج.
ويتوقع البنك أن يبلغ سعر برنت في المتوسط 70 دولارا للبرميل في الربع الأخير من 2021 و67.5 دولار بحلول الربع الأول من 2022. بينما قال رئيس لوك أويل، ثاني أكبر شركة روسية منتجة للنفط، إن أسعار النفط عند نطاق بين 65 إلى 75 دولارا للبرميل "مريحة" للمستهلكين وإن مجموعة أوبك+ لكبار الدول المنتجة للخام تسعى إلى الإبقاء على ذلك النطاق السعري عبر تنظيم الإنتاج.
الليرة
وارتفع الدولار مقابل الليرة خلال تعاملات الأسبوع من مستويات 8.277 ليرة مقابل الدولار إلى مستويات 8.517 ليرة مقابل الدولار. جاء تراجع الليرة التركية بقوة مقابل الدولار الأمريكي بعد تصريحات من محافظ البنك المركزي التركي، شهاب كافجي أوغلو.
وأفادت تصريحات أوغلو بأن هناك تحسن في أوضاع التضخم، بما يلمح باقتراب البنك المركزي من خفض معدل الفائدة، رغم التضخم الخارج عن السيطرة. وتحدث أوغلو عن التضخم، وتوقع بأن تقل التوقعات بارتفاع في نهاية العام. وجاءت لغة أوغلو واثقة في الاقتصاد التركي ومدللة على تعافيه، مما أثار حالة خوف في الأسواق.
وتعاني الليرة التركية من ارتفاع قوي في مؤشر الدولار الأمريكي، ترقبًا لبيانات التضخم الأمريكية، ويأتي ارتفاع الدولار الأمريكي القوي خلافًا لاتجاهات البيانات الأمريكية.