ما زال العالم ينتظر ماذا سيحدث مع إيفرجراند (Evergrande)، عملاق التطوير العقاري في الصين، وكيف ستتصرف مع جبل الديون الذي تحمله. فهذه الأزمة الكارثية تمثل اختبارًا حقيقيًا لقوة لصين، ثاني أقوى اقتصاد في العالم.
فهل ستصمد إيفرجراند أم أنها ستنهار وستسحب معها الاقتصاد الصيني للقاع، مثلما حدث مع إفلاس ليمان براذرز الذي فجر الأزمة المالية العالمية في 2008؟
ويمثل قطاع العقارات، والصناعات المرتبطة به، حوالي 30٪ من الناتج المحلي الإجمالي الصيني. وخلال الأسبوع الماضي، عانى المستثمرون والأسواق العالمية من خسائر قوية، بعدما استطاعت إيفرجراند اللحاق بموعد نهائي لتسديد دفعة من الديون في أخر لحظة، لكنها فشلت بعد ذلك في اللحاق بموعد آخر.
وستكون الأيام القادمة حاسمة للشركة والصين والأسواق. فبينما تتمتع إيفرجراند بفترة سماح حتى 30 يومًا لتسديد دفعة فوائد بقيمة 84 مليون دولار كانت مستحقة الخميس الماضي، فمن المفترض أن تسدد دفعة أخرى هذا الأسبوع.
فهل ستتمكن الشركة الصينية من تسديد هذه الديون أم سيزداد الوضع سوءُا لتقترب أكثر من الانهيار التام؟ خاصة، بعدما باعت ثاني أكبر شركة مساهمة في شركة إيفرغراند، Chinese Estates، ما قيمته 32 مليون دولار من حصتها في شركة العقارات الصينية المتعثرة. بل وتخطط هذه الشركة لبيع باقي أسهمها والتي تبلغ حوالي 5.66% من رأس مال إيفرجراند.
وهذه هي آخر التطورات في أزمة عملاق العقارات الصيني، والآن إليك ما تحتاج لمعرفته حول إيفرجراند، وكيف وصلت إلى ما هي عليه الآن.
» ما هي شركة إيفرغراند (China Evergrande Group (HK:3333))؟
1. إيفرجراند هي ثاني أكبر شركة تطوير عقاري في الصين. ووفقًا لبنك جولدمان ساكس، فإن أصول الشركة تمثل 2% من الناتج المحلي الإجمالي للصين.
2. يبلغ عدد موظفي الشركة حوالي 200 ألف شخص. كما تساهم بشكل غير مباشر في خلق أكثر من 3.8 مليون وظيفة كل عام.
3. وتتخصص إيفرغراند في التطوير العقاري. وهي صاحبة أكبر فريق كرة قدم في الصين، (Guangzhou FC). كما استثمرت الشركة في السيارات الكهربائية والألعاب الرياضية والمتنزهات. وتملك شركات للأطعمة والمشروبات، وتبيع المياه المعبأة في زجاجات، ومنتجات الألبان وغيرها من السلع في جميع أنحاء الصين.
» ماذا تملك إيفرجراند؟ وماذا عليها؟
- ماذا تملك؟
1. حققت إيفرجراند مبيعات خيالية وتوسعت بشكل كبير خلال طفرة الإسكان في الصين. وتمتلك الآن أكثر من 1300 مشروع في 280 مدينة في جميع أنحاء الصين.
2. وتبلغ قيمة أصول التي تملكها الشركة حوالي 352 مليار دولار.
- بماذا تدين؟
1. نمت ديون إيفرجراند جنبًا إلى جنب مع نمو أصولها ومبيعاتها، حتى وصلت التزاماتها إلى 306 مليار دولار، لتصبح إيفرجراند صاحبة أكبر مديونية في العالم.
2. كما تخلفت عن سداد 4 مليار دولار منذ 2018.
3. وهناك 1.6 مليون منزل لم يكتمل بنائهم لأشخاص دفعوا مقدم، ولكنهم لم يستلموا شققهم لعدم اكتمالها، ولم يستردوا أموالهم لعدم توافر سيولة مع الشركة.
4. كما تدين إيفرجراند بالمال للعمال والموظفين لديها، الذين تعرضوا لضغوط لاستثمار مدخراتهم لإبقاء الشركة على قدميها.
5. وتوجد استحقاقات للبنوك والموردين، مثل مصممي الديكور والكهربائيين، كذلك.
» كيف وقعت إيفرجراند في هذه الورطة؟ وهل ستنهار؟
باختصار، تراكم الديون، وتغيير اللوائح في الصين فيما يتعلق بقطاع العقارات لإجبار الشركات العقارية على السيطرة على ديونها. ونعتقد أنه من الصعب على إيفرجراند الوفاء بالتزاماتها، ومن المتوقع أن تنتهي هذه القصة بزوال العملاق الصيني. المشكلة هنا أن إيفرغراند ترتبط عالميًا مع 128 بنكًا و121 مؤسسة مالية غير مصرفية. وقد نرى تأثير الدومينو إذا انهارت الشركة المتعثرة، مما قد يتسبب في أزمات عنيفة في الاقتصاد الصيني وعدوى في الأسواق العالمية.
» ما رد فعل الصين؟
خلال الأيام القليلة الماضية، ضخ البنك الصيني المركزي النقود في النظام المالي لتعزيز السيولة على المدى القصير ودعم الاقتصاد وتهدئة الأوضاع. ووفقًا لـ Bloomberg، بلغ صافي ضخ السيولة للبنوك 460 مليار يوان (71 مليار دولار) خلال الأسبوع الماضي. كما ضخ بنك الشعب الصيني 100 مليار يوان أخرين (15.5 مليار دولار) يوم الاثنين، مع بداية هذا الأسبوع.
وفي النهاية، بينما لا يزال من غير الواضح ما الذي سيحدث مع إيفرجراند في الأيام المقبلة. فما هو واضح هو أن العالم يحتاج إلى مراقبة أسعار الأصول ومستويات الديون عن كثب للحفاظ على صحة الاقتصاد العالمي الهش بالفعل من تبعات فيروس كورونا.