طوابير لا نهاية لها من البريطانيين في محطات الوقود ينتظرون بفارغ الصبر لملء سياراتهم، ولكن دون جدوى. والسبب عدم وجود أي وقود في المحطات. والأزمة ليست نقصًا في الوقود، بل نقص في العمالة والسائقين في المملكة المتحدة.
فهل هي بسبب الوباء (COVID-19)؟ أم بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ يبدو أنه القليل من كل شيء.
» 1. لماذا تعاني المملكة المتحدة من نقص الوقود؟
بدأت أزمة الوقود منذ أسبوعين بعد أن اضطرت شركة بريتيش بتروليوم (LON:BP) إلى إغلاق بعض محطاتها مؤقتًا للمرة الثانية خلال عدة أشهر بسبب النقص في عدد سائقي الحافلات، الذي تفاقم بسبب الوباء وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهذا بالطبع تسبب في موجة ذعر بين البريطانيين لشراء البنزين، مما أدى إلى خروج الآلاف من محطات الخدمة عن العمل.
وتسبب نقص السائقين في مشاكل واضطرابات لمجموعة من الصناعات من محلات السوبر ماركت إلى سلاسل الوجبات السريعة والمطاعم والمدارس والمستشفيات.
» 2. ما الذي يسبب نقص سائقي الشاحنات في المملكة المتحدة؟
يأتي نقص الوقود من النقص المستمر في عدد سائقي الشاحنات المدربين. إذ وصل عجز المملكة المتحدة إلى 60 ألف سائق قبل الوباء، والذي ارتفع إلى 100 ألف في الأشهر الأخيرة، وفقًا لجمعية النقل البري (RHA).
وانفجرت أزمة النقص في المملكة المتحدة بسبب حالات التقاعد، وصعوبات ما بعد البريكست في توظيف عمال من الاتحاد الأوروبي، وترك السائقين الصناعة من أجل وظائف ذات رواتب أعلى في قطاعات أخرى، وفقًا لـ RHA. كما تم إلغاء حوالي 40,000 اختبار قيادة العام الماضي بسبب الوباء.
» 3. ماذا فعلت الحكومة البريطانية؟
قالت الحكومة أنهم سيحاولون إصلاح الضرر واحتواء الأزمة عن طريق إصدار 5000 تأشيرة مؤقتة للسائقين الأجانب، وتدريب الآلاف من السائقين الجدد، وتشجيع السائقين المتقاعدين على العودة إلى وظائفهم.
وستكون التأشيرات سارية فقط حتى عيد الميلاد. ولكن مع نقص السائقين على مستوى أوروبا وقلة تعاطف الاتحاد الأوروبي مع محنة المملكة المتحدة بعد البريكست، قد تعاني بريطانيا في جذب السائقين من الخارج.
كما دفعت وزارة الدفاع بـ 150 سائقاً عسكرياً مؤهلاً لتوصيل الوقود، بالإضافة إلى وجود 150 فردًا آخر على استعداد للتدخل إذا استدعى الأمر.
» 4. ماذا حدث لأسعار الوقود؟
ارتفعت أسعار البنزين إلى أعلى مستوياتها خلال ثماني سنوات. وارتفع متوسط سعر لتر البنزين في جميع أنحاء المملكة المتحدة ارتفع من 135.87 بنس إلى 136.59 بنس خلال الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2013.
» 5. ما تأثير أزمة الوقود على الجنيه الإسترليني؟
وصل الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته في 2021 خلال الأسبوع الماضي، على ضوء أزمة نقص سائقي الشاحنات في بريطانيا وارتفاع أسعار الطاقة. وسجل الإسترليني خسارة أسبوعية بحوالي 0.8٪ مقابل الدولار. وهو تحسن ملموس من الانخفاض الأسبوعي بنسبة 1.5٪ الذي كان سيسجله قبل نهاية الأسبوع، ولكن بفضل انتعاش المعنويات في الأسواق العالمية، تحسن أداء العملة البريطانية قليلًا.
وكان الإسترليني أحد أقوى عملات مجموعة العشرة في بداية 2021، مع رهان المستثمرين على أن الاقتصاد البريطاني سيتعافى من الوباء سريعًا بفضل برنامج التطعيم السريع. ولكن انهارت هذه الرواية، مع محو الجنيه الإسترليني جميع مكاسبه القوية في 2021، ليتجه نحو تسجيل خسارة سنوية.