بينما كانت الأسواق تترقب قرارات الفيدرالي وتلميحات أو تصريحات رئيس الفيدرالي كانت جانيت يلين تدق ناقوس الخطر في الجانب الآخر.
وهو ما انعكس على نفسية المتعاملين وشهية المخاطر تجاه سوق العملات والمعادن وحتى الأسهم الأمريكية.
بيد أنه ومع نهاية الأسبوع هدأت المخاوف بشأن سقف الدين الأمريكي، حيث أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر صباح الخميس أن المشرعين قد توصلوا إلى اتفاق بشأن زيادة سقف الديون قصيرة الأجل بعد ساعات من النقاش مع زعيم الحزب الجمهوري ميتش ماكونيل.
وكان الجمهوريون والديمقراطيون على خلاف منذ أسابيع حول كيفية رفع أو تعليق حد الاقتراض الأمريكي بحلول 18 أكتوبر، عندما تقدر وزارة الخزانة أن البلاد تستنفد إجراءاتها الطارئة لدفع فواتير البلاد.
بيانات هامة
وصدرت يوم الخميس بيانات البطالة وسجلت 326 ألف حالة طلب إعانة واتفقت تقديرات الخبراء أن المتوقع أن تبلغ طلبات الإعانة الأمريكية 348 ألف طلبًا، وتعد هذه الأرقام إيجابية.
وصدر يوم الأربعاء تقرير التوظيف الصادر عن ADP وجاء إيجابيًا حيث سجل 568 ألف وظيفة جديدة للاقتصاد الأمريكي، في حين كان المتوقع أن يضيف 428 ألف وظيفة جديدة.
وصدرت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعد الأهم من بين بيانات التضخم، حيث أن الفيدرالي الأمريكي يعتمد عليها في تحديد موقف التضخم الأمريكي.
وجاءت قراءات مؤشر النفقات الشخصية الأساسي السنوي بـ 3.6% مساويًا للتقدير وثابتًا عند 3.6% وهو المعدل الأعلى منذ أغسطس 1991.
فيما ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي على أساس شهري 0.3% وكان المتوقع أن تصل إلى 0.2%.
فيما فشل تقرير الوظائف في الاقتراب من التوقعات، ليأتي شديد السلبية، ولكن تظل البيانات معتدلة في سلبيتها، فلم تتأثر وول ستريت بقوة، وخسر الذهب الأرباح القوية التي سجلها بعد التقرير.
تصريحات هامة
قال جيروم باول أنه سيبدأ في التشديد من السياسة النقدية الأمريكية في شهر نوفمبر في حال كانت بيانات التوظيف مقبولة.
تصريحات متكررة من جانب الفيدرالي ورئيسه وأعضائه عن التضخم وأنه سيستمر في الصعود على المدى القصير لكنه سينخفض على المدى البعيد، إلا أن بعض الأصوات حذرت من زيادة التضخم وأنه يخرج عن السيطرة.
قالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، أنها تتوقع أن يصل التضخم إلى 4% بنهاية العام، بينما يستهدف الفيدرالي أن يبقى التضخم أسفل الـ 2%.
الذهب
كان ارتفاع عائدات السندات وزيادة قوة الدولار هى الأسباب الرئيسية التى ضغطت على الذهب في سبتمبر، ويبدو أنها انتقلت للضغط على الملاذ الآمن خلال أكتوبر أيضا
ومنذ بداية أكتوبر وحتى تعاملات الخميس يبدو أن الذهب يتحرك في قناة عرضية تميل للهبوط تزامنا مع قوة الدولار الذي يتداول قرب أعلى مستوياته في سنوات.
وبدأ المعدن الأصفر تداولات الشهر عند مستويات 1756 دولار للأوقية بينما كان يتداول قرب مستويات 1758 دولار خلال تعاملات الخميس بزيادة لا يتجاوز دولارين.
وارتفع الذهب خلال تداولات يوم الجمعة وصولًا لـ 1,780 دولار للأوقية، ليجد مقاومة قوية ارتد منها هبوطًا لـ 1,756 دولار للأوقية.
إليك نظرة فنية أعمق: الذهب والأسواق ما بعد الوظائف فرص واتجاهات
الدولار
ونجح مؤشر الدولار خلال تعاملات الأسبوع في الوصول إلى أعلى مستوياته خلال أكثر من عام بعد تجاوز مستويات الــ 94 مقابل سلة العملات الرئيسية.
بينما جاء الأسبوع ليشهد اتجاه عرضي لمؤشر الدولار الذي حافظ على مستوياته المرتفعة، إلا أنه بدأ تداولات الشهر الجاري عند مستويات 94.23 نقطة بينما سجل هبوطا هامشيا بحلول تعاملات الخميس نزولا إلى مستويات 94.15. وتراجع يوم الجمعة بعد البيانات السلبية لسوق العمل الأمريكي والتي أشارت لاحتمالية إبقاء الفيدرالي على سياسته النقدية الميسرة لفترة أطول.
وانخفضت عائدات سندات الخزانة الأمريكية بحلول يوم الخميس، لكن معدل 10 سنوات بقي فوق علامة 1.5%، حيث ظل المستثمرون يركزون على بيانات الوظائف.
وانخفض العائد على سندات الخزانة القياسية لمدة 10 سنوات أقل من نقطة أساس إلى 1.516%، وتخلى العائد على سندات الخزانة لمدة 30 عاما عن أقل من نقطة الأساس، وانخفض إلى 2.069%.
الليرة التركية
وبينما تراجع مؤشر الدولار الرئيسي مقابل سلة من العملات الرئيسية تزامنا مع بيانات البطالة كانت الليرة التركية تتداول قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق عند مستويات 8.9 ليرة/دولار.
وتتحرك الليرة التركية خلال الأسبوع في نطاق ضيق قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق والذي تم تسجيله نهاية سبتمبر الماضي وتم مشاهدة الليرة بجوار تلك المستويات يومي الأربعاء والخميس.
وقال شهاب قاوجي أوغلو، محافظ البنك المركزي التركي، خلال مشاركته عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في اجتماع المستثمرين الذي يعقده المركزي التركي، بأنه يتوقع تراجع مؤشرات التضخم الرئيسية، على المدى القصير.
وأضاف أن البنك سيستمر فى تحديد السياسات النقدية ودرجة تشديدها، بما يضمن انخفاض التضخم بأقرب وقت ممكن، آخذا بعين الاعتبار العديد من التحليلات حول العوامل التي تؤثر على هذه السياسات، مثل عناصر الطلب، والتضخم الأساسي والصدمات الناتجة عن العرض.
وأوضح أن احتياطات البنك المركزي التركي وصلت إلى 122 مليار دولار، بعد أن كانت حوالي 85 مليار دولار، وأكد أنهم يواصلون بعزم، العمل على زيادة احتياطيات "المركزي".
هذا ومن المقرر أن يعقد البنك المركزي، الاجتماع التالي للمستثمرين، في الثاني من ديسمبر المقبل.
وأشارت مصادر لرويترز يوم الجمعة بأن إردوغان يفقد الثقة بمحافظ البنك المركزي، بما أودى بالليرة التركية لمستوى قياسي جديد قريب من 9.00. وينتظر السوق قرار الفائدة يوم 21 أكتوبر الجاري، لمعرفة ما إذا المركزي التركي سيقدم على خفض معدل الفائدة مرة أخرى.
النفط
جاء قرار أوبك وتعثر إمدادات الغاز في أوروبا بمثابة المحرك الرئيسي للأسعار، حيث سجل خام برنت وخام غرب تكساس أعلى مستوياتها خلال ما يزيد عن 7 سنوات.
وقررت مجموعة أوبك + أمس تثبيت سياسة إنتاج النفط دون تغيير خلال شهر نوفمبر المقبل، مع استمرار قوة الطلب على الخام عالمياً.
وزاد خام غرب تكساس خلال الأيام السبعة الأولى من أكتوبر بأكثر من 3.5 دولار صعودا إلى مستويات 78.5 دولار.
بينما صعد خام برنت القياسي لما يقرب من 4 دولارات حينما قفزت الأسعار من مستويات 97.4 دولار إلى أعلى من 83 دولار.
وترى كابيتال إيكونوميكس، أن ارتفاع الأسعار مؤقت إذ رجحت عودة تدريجية لمعدلات نمو الطلب للمستويات الطبيعية، تزامنا مع نمو المعروض حسب خطة أوبك+ لزيادة الإنتاج بما ستضغط على أسعار النفط.
وتترقب الأسواق بيانات معهد البترول الأمريكي، التى ستكشف التقديرات الأولية لحجم مخزونات النفط الأمريكي، قبل أن تؤكدها الأربعاء إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وتوقع جولد مان ساكس أن يصل خام برنت بنهاية العام إلى 90 دولارا للبرميل من 80 دولارا ، حيث أدى التعافي الأسرع للطلب على الوقود من نسخة دلتا وتضرر الإنتاج من إعصار إيدا إلى شح الإمدادات العالمية.
و قال محللون من جيه.بي مورجان "بالنظر إلى انخفاض عمليات تشغيل المصافي (SE:2030) وضعف مؤشرات السوق في الصين، لا نرى حافزا لأن يرفع تحالف أوبك+ إنتاج النفط بما يتجاوز 400 ألف برميل يوميا الملتزم بها حاليا".
وقال كبير الاستراتيجيين لدى "جيه تي دي إنيرجي سيرفسز" JTD Energy Services "جون دريسكور" إن أسعار النفط المرتفعة أمامها فرصة لمواصلة هذه المكاسب، في ظل تعافي الطلب، وأنه لا يرى أي دليل على أن هذه المكاسب قد وصلت إلى ذروتها في الوقت الحالي.
وقال "توشيتاكا تازاوا" المحلل لدى شركة تداول السلع "Fujitomi" ، أن سوق الخام لا يزال قويًا في ظل تشديد المعروض وتعافي الطلب في العديد من أنحاء العالم.