أضاف الاقتصاد الأمريكي 194000 وظيفة فقط في سبتمبر، وهو أقل من التوقعات، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي ما زال بإمكانه أن يبدأ قريبًا خطة التقليص التدريجي لمخصصات تحفيز الاقتصاد - والذهب يعرف ذلك.
خيبة أمل أخرى تلحق بالاقتصاد!
جاءت بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر ضعيفة بشكل عجيب. وكما يظهر الرسم البياني أدناه، أضاف سوق العمل الأمريكي 194000 وظيفة فقط خلال الشهر الماضي، وهذا أقل بكثير من التوقعات (توقع المحللون حوالي نصف مليون وظيفة إضافية). جاءت تلك الأرقام المخيبة للآمال بعد الإضافات البالغة 1.091.000 في يوليو و366.000 في أغسطس (بعد مراجعة تصاعدية). كانت أحدث بيانات الوظائف هي الأضعف منذ ديسمبر 2020.
ومع ذلك، كان التقرير ككل أكثر إيجابية مما يدل عليه العنوان. بادئ ذي بدء، انخفض معدل البطالة من 5.2٪ إلى 4.8٪، كما يظهر من الرسم البياني أعلاه. وكانت تلك مفاجأة إيجابية، حيث توقع الاقتصاديون أن ينخفض إلى 5.1٪ فقط. بالأرقام المطلقة، انخفض عدد العاطلين عن العمل بمقدار 710 آلاف ووصل إلى 7.7 مليون فرد. إنه مستوى أقل بكثير مقارنة بما كان عليه فى ذروة الركود، لكنه لا يزال أعلى بكثير مما كان عليه قبل الوباء (5.7 مليون فرد ومعدل البطالة 3.5٪).
ثانيًا، مع الأخذ في الاعتبار المراجعات التي تمت، فإن التوظيف في شهري يوليو وأغسطس مجتمعين أعلى بمقدار 169000 مما تم الإبلاغ عنه سابقًا. وهذا يعني أن معدل النمو الشهري للوظائف بلغ 561 ألفًا حتى الآن هذا العام ونحو 550 ألفًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ثالثًا، كان السبب الرئيسي لضعف الوظائف غير الزراعية هو انخفاض معدل التوظيف في التعليم الحكومي المحلي وعلى مستوى الولايات- بمقدار 161 ألفًا. عادة ما تحدث معظم عمليات العودة إلى المدرسة في سبتمبر، لكن التوظيف في الشهر الماضي كان أقل من المعتاد، وهو ما يعزوه بعض المحللين إلى التقاعد المبكر لبعض المعلمين والالزام بارتداء الأقنعة ومتطلبات التطعيم. هناك مشكلة أخرى وهي أن التقرير يستند إلى البيانات التي تم جمعها عندما وصل متغير دلتا لفيروس كورونا إلى ذروته، والآن يبدو الوضع أفضل.
الآثار المترتبة على الذهب
ما الذي يعنيه تقرير الوظائف الأخير بالنسبة للسياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي وسوق الذهب؟
حسنًا، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للصحفيين خلال مؤتمره الصحفي الذى عقده في سبتمبر إنه يود أن يرى تقرير توظيف "جيد إلى حد معقول" أو "لائق" قبل أن يقرر أنه تم الوفاء بالحد الأدنى الذى قرره بنك الاحتياطي الفيدرالي لبدء تخفيض برنامج شراء الأصول.
لذا، كما تعلمون، بالنسبة لي، لن يتطلب الأمر تقرير توظيف خارق وقوي للغاية. فقط مجرد تقرير توظيف جيد بشكل معقول لكي أشعر أن هذا المعيار قد تم الوفاء به. وهناك آخرون في اللجنة وهم كثيرون، يشعرون أن الاختبار قد تم الوفاء به بالفعل. بينما يريد البعض الآخر رؤية المزيد من التقدم. وكما تعلمون، سنعمل على حلها تلك المسائل مع تقدمنا. لكن يمكنني القول، من وجهة نظري، أن المعيار على وشك الوفاء به. لذلك لست بحاجة شخصيًا إلى رؤية تقرير توظيف قوي للغاية، لكني أرغب في رؤية تقرير توظيف لائق.
الآن، السؤال هو ما إذا كان إضافة 194000 وظيفة يعد لائقًا بما يكفي لبدء تقليص التيسير الكمي. تفسير كلمات أوراكل (NYSE:ORCL) ليس بالمهمة السهلة أبدًا. وظائف سبتمبر ليست قوية وليست كارثية. ومع ذلك، نظرًا لمستوى التوقعات وحقيقة أن المكاسب الوظيفية كانت أضعف مما كانت عليه في أغسطس (يُمثل ذلك عمومًا خيبة أمل كبيرة)، لا أستطيع أن أصف أحدث تقرير للوظائف بأنه "لائق".
ومع ذلك، علينا أن نتذكر أن التقرير الشامل بصفة عامة كان أفضل بكثير مما تدل عليه بيانات الوظائف التي تم تحليلها بشكل منفصل. ونظرًا للانخفاض الكبير في معدل البطالة، يمكن الدفاع عن تقرير التوظيف لشهر سبتمبر واعتباره "لائقًا". لذلك، لا يزال بإمكان بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يمضى قدمًا فى تخفيض برنامج شراء الأصول فى في نوفمبر، أو على الأقل أن يعلن ذلك، خاصة أن بعض أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة كانوا مستعدين لتشديد السياسة النقدية الأمريكية بالفعل في سبتمبر.
يبدو أن خط تفكيري يتفق مع فهم السوق لمسار عمل الاحتياطي الفيدرالي المحتمل. فقد قفز سعر الذهب لفترة وجيزة يوم الجمعة فوق 1780 دولارًا، لكنه لم يتمكن من كسر المقاومة أو الاحتفاظ بهذا المركز وعاد سريعًا إلى منطقة الراحة عند 1750-1.760 دولارًا. يمكننا رؤية رد الفعل الخجول للمعدن الأصفر على الرسم البياني أدناه.
إن عدم قدرة الذهب على التألق استجابةً للتقرير الضعيف للوظائف غير الزراعية للمرة الثانية على التوالي أو التجاوب مع مخاوف التضخم أمر مخيب للآمال تمامًا. حسنًا، لقد قرر السيد "سوق" أن تقرير التوظيف لشهر سبتمبر لن يمنع بنك الاحتياطي الفيدرالي من التقليص التدريجي. والتركيز على دورة التشديد القادمة خلق ضغطًا هبوطيًا على أسعار الذهب، مما يوازن المخاوف بشأن سوق العمل أو التضخم.
ومع ذلك، قد يكون الأمر أيضًا أن سعر المعدن الأصفر سينخفض في نقطة ما مع البداية الفعلية لخطة التقليص، وبدون كل هذا الضغط حول إعلان التقليص التدريجي، يمكن أن يتحرك صعودًا مرة أخرى بحرية.