انتعاش الطلب العالمي على الذهب خلال الربع الثالث من 2021 يواجه ضغوطا سلبية بفعل التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة
حيث تواصل أسواق الذهب الانتعاش عالميا، مدفوعة بانتعاش الطلب على المشغولات، والمجوهرات الذهبية، في الأسواق الرئيسية في الصين، والهند، والمنطقة العربية.
ساهمت عدة عوامل في هذا الانتعاش أهمها:
- - انخفاض أسعار الذهب في زيادة الإقبال على الشراء.
- - الانتعاش الاقتصادي في الصين ساعد على انتعاش الطلب على المجوهرات، والعملات الذهبية.
- حيث ارتفع الطلب على المجوهرات الذهبية في الربع الثالث بنسبة 33٪ على أساس سنوي إلى 443 طناً.
- - كما ارتفع الاستثمار في السبائك الذهبية والعملات بنسبة 18٪ على أساس سنوي إلى 262 طناً.
- - كما ساهمت مشتريات البنوك المركزية لزيادة احتياطيات الذهب أيضا في دعم انتعاش سوق الذهب المادي عالميا.
- حيث نمت الاحتياطيات العالمية بمقدار 69 طناً في الربع الثالث فقط، لترتفع الاحتياطات إلى حوالي 400 طنا خلال عام.
- - بينما ساهم الانتعاش في قطاع الصناعات التكنولوجية في زيادة الطلب بنسبة 9٪ على أساس سنوي، ليعود الطلب لمستويات ما قبل الجائحة، عند 84 طنًا.
من ناحية الطلب المادي نلاحظ مضاعفة مشتريات البنوك المركزية والنمو بنسبة 50٪ في الطلب على المجوهرات خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2021.
بينما الطلب على الذهب الورقي، من خلال صناديق الاستثمار المتداولة في البورصات العالمية منذ بداية العام وحتى تاريخه، قد انخفض بنسبة 9٪.
بينما ارتفعت التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة -27 طنا، بنسبة 7٪ على أساس سنوي ليصل إلى 831 طناً في الربع الثالث.
وهو ما جعل لتدفقات ETF الخارجة تأثيرا سلبيا على الأسعار، لا يتناسب مع الانتعاش المستمر في القطاعات الأخرى، كما توضح البيانات السابقة.
حيث واصلت أسعار الذهب التحرك بشكل لا يتناسب مع الطلب المادي المنتعش، حيث بلغ متوسط سعر الذهب 1789.5 دولارًا أمريكيًا للأونصة في الربع الثالث، وهو أقل بشكل هامشي من متوسط الربع الثاني.
كما أنه أقل بنسبة 6٪ مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.
كما ساهم الدولار المرتفع في تراجع أسعار الذهب.
حيث ارتفع مؤشر العملة الشهير أمام ست عملات رئيسية، من 92.20 في بداية الربع في شهر يوليو، ليحلق عند أعلى مستوى له خلال 12 شهرا عند 94.23.
يأتي ارتفاع الدولار مدفوعا بارتفاع شهية المخاطرة، مقابل ضعف عوائد الذهب.
أما من ناحية العرض:
فقد استقر العرض نسبيا عند مستويات ثابتة تقريبا خلال عام.
فبالرغم من ارتفاع الإنتاج بنسبة 5% على أساس سنوي إلا أن إعادة التدوير قد تراجعت بشكل كبير، حيث تقلص حجم المعروض من الذهب من خلال إعادة التدوير إلى ما يزيد عن 12% على أساس سنوي وفقا لمجلس الذهب العالمي.
يمثل الذهب المعاد تدويره حوالي 25% من حجم الذهب المعروض عالميا.
يأتي 90% منه من المجوهرات المستعملة، المعاد تدويرها، ومن الرقائق الإلكترونية.
لذلك نرى استمرار ضغط صناديق الاستثمار على أسعار الذهب بالسلب طالما ازدادت التدفقات الخارجة، رغم انتعاش الطلب العالمي.
والذي نرى أنه سترتفع وتيرته نتيجة تراجع الأسعار، مما يشجع على الاستثمار في الذهب المادي، والادخار، وبغرض الزينة.
كما نتوقع ارتفاع الطلب على الذهب لأغراض الصناعات التكنولوجية، مع تنامي انتعاش الاقتصادات.
وأنه لابد من أن يتوجه السعر للارتفاع ليتبع انتعاش الطلب العالمي على الذهب المادي.