عندما نتكلم عن الذهب، يجب أن نضع باعتبارنا نتكلم عن أصعب الأصول الموجودة في أسواق التداول توقعا. إننا نتكلم عن الملاذ الآمن لكل مستثمر على هذا الكوكب من الأفراد وصولا إلى الدول الكبرى.
في كل يوم من أيام التداول نواجه الكثير من تحركات الأسعار الغير مفهومة لهذا المعدن بسبب عوامل لا محدودة تؤثر على سعره، وهذا ان كنا محللين تقنيين او أساسيين أو فلكيين.. الخ.
هناك الكثير من المحللين والمتداولين لن يوافقون الرأي في نظرتي طويلة الأمد على سعر الذهب ولكنني وكما أملت على خبرتي خلال السنوات فلا شيء يمكنك القول عنه مستحيل أن يحدث في هذا السوق.
إذا ما نظرنا إلى الشارت الأسبوعي للذهب يمكننا أن نرى وكما هو موضح النموذج الذي يتكون منذ مدة على سعر أونصة الذهب ويمكننا أن نرى أن هذا النموذج سبق الهبوط الدموي لسعر أونصة الذهب في عام 2012.
وبما أنني أتكلم عن المدى الزمني الأسبوعي فأنني وبكل تأكيد لست أتكلم عن تحركات متوقعة في الساعات ولا الأيام المقبلة فالبداية المتوقعة للحركة السعرية الهبوطية ربما تكون بدايتها في العام القادم.
هذا الهبوط الذي اتحدث عنه لن يكون مقوما بشكل فني فقط، بل بالسياسات والهندسات المالية المتبعة من قبل الحكومات وخصوصا حكومة الولايات المتحدة الأميركية والتي بدأت بالإعلان عن نيتها بخفض أسعار الفائدة.
في بداية العام المقبل إذا لم تبدأ برفعها في نهاية السنة الحالية.
اسعار فائدة أعلى هذا يعني جاذبية أعلى لعملة الدولار الأمريكي وأيضا عوائد أعلى لسندات الخزانة الأمريكية وكل هذا سيؤدي إلى خروج المستثمرين من الملاذ الآمن والذي لا يعطي أي عائد على الاستثمار والتوجه للاستثمار في سندات الخزانة الأميركية وبالطبع سنكون بمواجهة موجة هبوط متوسطة إلى طويلة المدى على أسعار الذهب.
هذا السيناريو سيتم تأكيده عندما يتم كسر نقطة الدعم 1676 دولار واعادة اختبارها وذلك لتقليل المخاطر الناتجة عن بيع الذهب، ومن جهتي سأعاود الشراء مجددا عند الهدف المبدئي الذي وضعته وهو 1378 لنعاود الصعود إلى ما فوق 2600 دولار للأونصة ولكننا هنا نتكلم عن صفقة 4 سنوات.
هذه ليست توصية مالية، إذ يمكن أن يتغير التحليل في حال عدم ظهور إشارات بيعية وزخم بيعي قوي على سعر اونصة الذهب ولكنني أرجح هذا السيناريو بنسبة 70 %.