قضيتان؛ هما من سيحددان لمن ستكون اليد العليا في عام 2022 - الذهب أم الدولار الأمريكي.
الأولى، الجدول الزمني الصارم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لإنهاء برنامج شراء السندات الشهرية، وربما رفع أسعار الفائدة مرتين خلال 2022. ومن ناحية أخرى، لدينا التضخم المتزايد الذي بدء في الخروج عن سيطرة الفيدرالي.
» توقعات: ما الدوافع التي ستحرك الذهب في 2022؟
يوجد لدى الذهب دوافع قوية في العام المقبل قد تمكنه من استعادة المسار الصعودي بعد تماسكه منذ وصوله لأعلى مستوياته في أغسطس 2020.
1. التضخم:
كانت قوة الدولار في مواجهة توقعات رفع الفائدة أحد العقبات التي عرقلت مسار الذهب هذا العام. والآن، يجب أن نتقبل فكرة أن التضخم لن ينخفض بالسرعة التي تنتظرها الأسواق. فحتى لو كان التضخم مؤقتًا، فإنه سيبقى لفترة أطول من المتوقع حتى تعود الأوضاع لطبيعتها وتنتهي أزمات نقص العمالة وسلاسل التوريد.
والدوافع الرئيسية للذهب العام المقبل ستكون بيئة الفائدة السلبية وتوقعات ارتفاع التضخم وضعف الدولار في النصف الأول من عام 2022.
2. معدلات الفائدة المنخفضة:
سيستفيد الذهب من معدلات الفائدة الحقيقية السلبية، والتي لن تختفي حتى مع إنهاء الاحتياطي الفيدرالي برنامج شراء السندات ورفع الفائدة مرتين في العام المقبل.
ستظل الفائدة المنخفضة مصدرًا حقيقيًا لدعم الذهب في النصف الأول من 2022. ولن تكون الزيادات المتوقعة من قبل البنوك المركزية في العام المقبل كافية لتحويل المعدلات الحقيقية إلى إيجابية. فإذا رفع الفائدة مرتين كالمتوقع ستظل عند مستويات 0.25% - 0.5% المنخفضة.
وبمقارنة دورة الأعمال الحالية بالدورات السابقة، فإن أرقام التضخم أعلى بكثير وتبدو أنها باقية. وهذا من شأنه أن يبقي أسعار الفائدة الحقيقية في المنطقة السلبية في 2022. واحتمال استمرار ارتفاع التضخم سيؤدي إلى زيادة الاستثمارات التحوطية في الذهب على المدى القصير.
3. انخفاضات وقيعان أعلى:
وعلى جانب تحركات الأسعار، يبدو أن الاتجاه العام للذهب صعودي خلال 2022، إذ يرى المستثمرون انخفاضات أعلى على المدى الطويل.
فاتجاه الذهب في الفترة الأخيرة يشكل قيعان وانخفاضات أعلى في كل مرة يهبط فيها. وإذا تفاقمت أزمة التضخم على الصعيد العالمي، فهذا سيدعم ارتفاع الذهب حقًا.
وتماسك الذهب منذ أن وصل إلى أعلى مستوياته في أغسطس 2020. وإذا نظرت إلى أدنى المستويات التي سجلها الذهب منذ 2018، سترى أن هذه المستويات المنخفضة ترتفع بالتدريج. وهذا يشير إلى اتجاه صعودي.
4. تصحيح في سوق الأسهم:
عندما يبدأ الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة، ستزداد حدة التقلبات في سوق الأسهم الأمريكية. وأكبر تصحيح شهده السوق خلال 2021 كان 5٪. لذلك قد نشهد تصحيحًا أكبر العام المقبل، خاصة مع وجود بعض الأسهم التي أصبحت قيمتها مبالغ فيها بالفعل.
ومع تزايد التقلبات، قد تهرب بعض الأموال والسيولة من سوق الأسهم إلى الذهب. إذ اغرت قوة أرباح الأسهم المستثمرين، وسرقتهم من استثمارات الذهب الآمن رغم ارتفاع التضخم.
5. انتعاش الطلب المادي على الذهب:
من المتوقع أن يزداد الطلب المادي على الذهب العام المقبل، بدعم من نمو الطلب على المجوهرات بنسبة 5٪ على أساس سنوي إلى 1920 طن، وشراء البنوك المركزي في حدود 480 - 500 طن من الذهب.
» الدولار ينتظر النصف الثاني من 2022:
سيجد الذهب الدعم في النصف الأول من العام المقبل مع استمرار معدلات الفائدة المنخفضة وارتفاع التضخم، لكنه سيتعرض لضغط هبوطي في وقت لاحق من العام عندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.
فمع اقتراب السياسة النقدية التيسيرية من نهايتها وبدء سحب التحفيزات والأموال الرخيصة من الأسواق، من المرجح أن يتضاءل دعم قطاع المعادن الثمينة في النصف الثاني من 2022. وحينها سيذهب هذا الدعم إلى الدولار الأمريكي.
وفي النهاية، دفعت عدد عوامل، بما في ذلك نقص العمالة وارتفاع أسعار الطاقة، التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له في 40 عامًا.
ومع ذلك، لم يقفز الذهب لمستويات خيالية كالمتوقع، وهذا قد يجعلنا نصدق أن الأسواق تؤمن برواية الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم المؤقت، وأنه سيتمكن من السيطرة عليه.
وهذا جزئيًا سبب فشل الذهب في الاستفادة من ارتفاع التضخم. بالإضافة إلى ذلك، مع استمرار سوق الأسهم في تحقيق مستويات قياسية وأرباح قوية، يفضل المستثمرون وضع أموالهم في مكان يمكنهم من الحصول على عوائد أعلى.
والآن، لنرى إذا كان سيتغير هذا المشهد في 2022.