ألقت المعارك الجارية بين روسيا و أوكرانيا بظلالها على العقود الآجلة لأسعار القمح لتصل لأعلى مستوياتها التاريخية، مما ينذر بكارثة حقيقية تلوح في الأفق. تكمن أهمية الأزمة كون القمح سلعة استراتيجية لمعظم دول العالم، خاصة مع تزايد الاستهلاك في السنوات الأخيرة.
كيف أثرت المعارك على أسعار القمح:
بالرجوع إلى الأرقام العالمية لمنتجي و مصدري القمح نلاحظ أن إنتاج روسيا وأوكرانيا معاَ يشكل تقريبا ثلث الإنتاج العالمي.
بلغ إنتاج روسيا من القمح السنة الماضية 85 مليون طن، حيث جاءت في المركز الثالث عالمياَ بعد كل من الصين والهند. أمّا حصة أوكرانيا من إنتاج القمح بلغ 25 مليون طن لتحتل المركز الثامن عالمياً.
قد تكون الصين والهند هي من أكبر المنتجين عاملياً، لكن ماذا عن أكبر المصدّرين للقمح عالمياَ ؟
بالرجوع إلى أكبر المصدَرين للقمح على مستوى العالم نشاهد أن روسيا تتصدر الدول بما مقداره 7.9 مليار دولار أمريكي سنوياَ ( 17.5% من إجمالي الصادرات العالمية).
فيما جاءت أوكرانيا في المركز الخامس بإجمالي يبلغ 3.6 مليار دولار أمريكي سنوياَ (8% من حجم الصادرات العالمية). منذ بدء المعارك في أوكرانيا ارتفعت أسعار العقود الآجلة للقمح لتبلغ مستوى قياسي جديد عند 1349 دولاراَ، وهو أعلى مستوى يصل إليه.
فيما أشارت تصريحات صدرت عن رئيس الوزراء الروسي يوم الأربعاء الماضي أن روسيا قد تفرض حظراَ على تصدير القمح و الذرة. يأتي التصريح بعد بيانات سلبية عن السوق المحلي في روسيا حيث تعاني روسيا نقصا في إمدادات السوق المحلي بالقمح والذرة.