في بداية الأسبوع، أعلن البنك المركزي عن أسعار مبيعات المساكن لشهر مارس، وحطم معدل الزيادة في عام واحد رقماً قياسياً بلغ 110٪. تتزايد أسعار المساكن في العالم، ولا يقتصر هذا الوضع على تركيا. ومع ذلك، فإن الزيادة السريعة في أسعار المساكن في بلادنا لا ترجع فقط إلى ارتفاع التكاليف.
وشهدت البلاد زيادات كبيرة للغاية في تكاليف البناء ويؤدي هذا بطبيعة الحال إلى زيادة أسعار المبيعات، لكننا نرى أن الطلب يزداد مع زيادة الأسعار. والأمر كله يعتمد على فكرة المشتري وتصوره. بمعنى آخر، يعتقد المشتري أنه لن يكون قادرًا على الشراء بهذه الأسعار في المستقبل، فيسارع بشراء منزل مع تحمل الكثير من الديون لاعتقاده أنه لن يتمكن من الشراء لاحقًا. ومن ثم، يرفع البائعون، الذين يرون أن هناك طلبًا على الرغم من ارتفاع سعر البيع، أسعارهم بلا رحمة.
تعود نسبة 110٪ التي نتحدث عنها إلى شهر مارس. إذا تذكرنا، فقد تم الإعلان عن حزمة تمويل الإسكان في بداية هذا الشهر. والتي تفيد بأنه سيتم منح ما يصل إلى 2 مليون ائتمان للأشخاص الذين يشترون منزلاً لأول مرة، مع إمكانية السداد لمدة 10 سنوات. بصرف النظر عن هذه الحزمة، إذا تمكن هؤلاء المشترين من صرف هذا الائتمان مقابل العملة الأجنبية، فسيكون بمقدورهم الاستفادة من أسعار الفائدة المنخفضة، وما إلى ذلك. وفي الوقت الذي كانت فيه الحزمة مفيدة للمقتدرين من الناحية المادية، إلا أنها تسببت أيضًا في زيادة الأسعار. واعترف وزير الخزانة بذلك وقال إنهم وجدوا أن ما يقرب من 65 ألف شخص قد رفعوا أسعار منازلهم بين عشية وضحاها. بعبارة أخرى، عندما يتم الإعلان عن أرقام شهر مايو، من المؤكد أننا سنشهد ارتفاعات جديدة.
ماذا عن عمليات البيع في ضوء ارتفاع الأسعار؟
أعلن المعهد الإحصائي التركي عن مبيعات المنازل وأحدث البيانات لشهر أبريل. وعليه، تم بيع 133 ألف منزل في أبريل، بزيادة نسبية 39٪ مقارنة بنفس الشهر من العام السابق. بمعنى آخر، لا يوجد انخفاض في نقطة الطلب حتى الآن. في الواقع، كانت الزيادة في الشهرين الماضيين ملحوظة مقارنة بشهري يناير وفبراير.
هل هذه الأسعار حقيقية؟
في تركيا، هناك زيادة غير عادية في أسعار المركبات وكذلك المساكن. ذلك لأن الناس الآن ينظرون إلى المنازل والسيارات باعتبارها أداة من أدوات الاستثمار. ونظرًا لارتفاع التضخم وانخفاض أسعار الفائدة، فبدلاً من خسارة قيمة الأموال عند حفظها بالليرة التركية، يفكر الناس إما في الاستمرار في شراء العملات الأجنبية والذهب في الخفاء، أو اقتراض الليرة التركية وشراء السيارات أو المساكن لحماية أنفسهم من التضخم. على أي حال، يكون الدين بالليرة التركية، بينما يعتقد الناس أنهم يحققون ربحًا لأن التقدير يعتمد بشكل أكبر على العملة الأجنبية. ومع ذلك، يجب أن يعلم الجميع أن هذه الأسعار ليست حقيقية.
كيف هو الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا؟
ترتفع أسعار المساكن في الولايات المتحدة تمامًا مثل الوضع الذي تسبب في أزمة عام 2008. وبالمثل في المملكة المتحدة ومعظم الدول الأوروبية الأخرى. مع ذلك، تظهر بيانات مايو أن هناك انخفاضات حادة في الطلب.
انخفضت مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة بنسبة 16.6٪ أمس. وبالنظر إلى المراجعات التي تمت خلال فترة الوباء، كان هذا الانخفاض هو الأشد بعد أغسطس 2010، حيث انخفضت المبيعات التي وصلت إلى 800 ألف، إلى أقل من 600 ألف.
يرتفع التضخم في الولايات المتحدة، وبدأت معدلات القروض في الزيادة مع قرارات الاحتياطي الفيدرالي. كما تأخذ أسعار المساكن في الازدياد أيضًا. عندما يجتمع كل هذا، يبدأ الطلب في الانخفاض نتيجة ضغط الدخل على الإنفاق.
ارتفعت أسعار المساكن في إنجلترا بنسبة 11٪ العام الماضي، مسجلة بذلك أسرع ارتفاع في آخر 15 عامًا. بينما أظهر معدل الزيادة في الأسعار تباطؤًا محدودًا في مايو.
هل سيطرأ أي انخفاض على أسعار المساكن في تركيا؟
ترتفع الديناميكيات المحلية للغاية ... يأتي سعر الصرف والتضخم في المقام الأول، ويُلاحظ أن الأسعار ستستمر في الارتفاع بسبب زيادة التقلبات في أسعار الصرف. متى يتوقف ارتفاع الأسعار؟ عندما تنخفض الأسباب التي تؤدي إلى زيادة سعر الصرف وسعر الصرف. وعندما يصل الناس إلى مرحلة الثقة.