Investing.com - تعرضت الأسواق العالمية خلال الأسبوع للعديد من الصدمات والمفاجآت والتي أفقدت الجميع توازنه وسط تعالي الأصوات التي تحذر من ركود وشيك يعصف بالجميع.
وبينما تتضارب الأنباء حول مستقبل النفط والذهب والأسهم العالمية العالمية، خرج الروبل والدولار أكثر قوة في الوقت الذي أصيب فيه الجميع بالوهن والضعف.
صورة قاتمة
وقال الاقتصاديون في سيتي جروب (NYSE:C) أن احتمال حدوث ركود عالمي يقترب من 50٪ تزامنا مع اتجاه البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة وانخفاض الطلب على السلع.
حذر الخبراء الاقتصاديين لدى نومورا من احتمالية سقوط الاقتصاد الأمريكي في ركود معتدل بحلول نهاية عام 2022، في ظل استمرار الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة لمكافحة تسارع التضخم.
وحذر اقتصاديو بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) من تزايد احتمالية تعرض الاقتصاد الأمريكي لركود، كما قاموا بخفض توقعاتهم للناتج الإجمالي المحلي للاقتصاد الأمريكي.
وقالت مستشارة اقتصادية للرئيس جو بايدن إن البيت الأبيض يشعر بالقلق إزاء مخاطر حدوث ركود في الولايات المتحدة، لكنه يعتقد أن أساسيات الاقتصاد ما زالت قوية بما فيه الكافية للتعامل معها.
سيد قراراه
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توم باركين إنه من المنطقي أن يقوم البنك المركزي برفع معدلات الفائدة بمقدار 50 أو 75 نقطة أساس في اجتماع شهر يوليو المقبل، وفي المقابل يعتقد جيمس بولارد رئيس الفيدرالي في سانت لويس أن البنك يمكنه رفع الفائدة بسرعة هذا العام.
وقال كريستوفر والر محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إنه يدعم زيادة أخرى في أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي في يوليو إذا ظهرت بيانات اقتصادية كما يتوقع.
وفي المقابل تعهد جيروم باول باستمرار رفع أسعار الفائدة حتى يكون هناك دليل واضح ومقنع على تراجع التضخم، وقال إن هناك احتمالية لفرض زيادة أخرى بمقدار 75 أو 50 نقطة أساس، في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في يوليو.
وذلك بعدما رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة 75 نقطة أساس في الشهر الجاري لأول مرة منذ عام 1994، بعد زيادتين بمقدار 25 و 50 نقطة أساس في مارس ومايو على الترتيب.
النفط
اتسعت خسائر النفط الخام خلال تعاملات الأسبوع لتهبط إلى ادنى مستوياتها في أكثر من 6 أسابيع وسط استمرار المخاوف المتعلقة بركود اقتصادي تزامنا مع محاولات أمريكية لخفض أسعار الخام.
وعمقت أسعار النفط من خسائرها خلال تعاملات الأسبوع بعد صدور بيانات معهد البترول التي فاقت التوقعات بينما تترقب الاسواق صدور بيانات المخزون الأمريكية تزامنا محاولات الرئيس بايدن خفض أسعار البنزين.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الكونغرس لتمرير تعليق ضريبة البنزين الفيدرالية للمساعدة في مكافحة أسعار الوقود المرتفعة، وتوفير إغاثة مؤقتة للعائلات الأمريكية هذا الصيف.
وفي المقابل قال الرئيس الروسي أن روسيا بصدد تغيير مسار تجارتها وصادراتها النفطية نحو دول مجموعة البريكس للاقتصادات الناشئة في أعقاب العقوبات الغربية على أوكرانيا، وأضاف أن عمليات تسليم النفط إلى الصين والهند تنمو بشكل ملحوظ ويتطور التعاون في مجال الزراعة بشكل ديناميكي.
وكشفت بيانات معهد البترول الأمريكي إن مخزونات النفط الخام ارتفعت 5.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السابع عشر من شهر يونيو الجاري، وكشف التقرير الأسبوعي للمعهد الأمريكي، أن مخزونات البنزين زادت 1.2 مليون برميل في الأسبوع الماضي، بينما انخفض مخزون المقطرات 1.7 مليون برميل.
وكان من المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة البيانات الرسمية لمخزونات النفط الخام يوم الخميس، لكن الإدارة أعلنت تأجيل البيانات بسبب مشاكل متعلقة بالأنظمة.
وقال كازوهيكو سايتو كبير المحللين في فوجيتومي للأوراق المالية ظلت أسواق النفط تحت ضغط إذ يشعر المستثمرون بالقلق من أن يؤدي رفع أسعار الفائدة الأمريكية إلى تعطيل التعافي الاقتصادي وإضعاف الطلب على الوقود.
وكتب محللون من هايتونج فيوتشرز مع صدور المزيد من البيانات التي تثبت أن إمدادات الخام الروسي أقل تأثرا بالعقوبات مما اعتقد معظم الناس في السابق، فقد يشهد جانب العرض زيادة أكبر من المتوقع في الأجل القريب.
وقال سايتو من فوجيتومي "عزز النبأ أسعار المنتجات النفطية مؤقتا، ولكن اعتُبر لاحقا أنه حتى إذا تم تعليق ضريبة البنزين، فإن أسعار التجزئة ستظل مرتفعة مما يجعل من الصعب تحفيز الطلب.
وطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن تعليق الضريبة الفيدرالية البالغة 18 سنتًا لكل جالون على أسعار الوقود المرتفعة لمدة ثلاثة أشهر، وقال مسؤولون بالإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض يرغب في تعليق الضريبة الفيدرالية حتى سبتمبر لكبح جماح ارتفاع أسعار الوقود الذي وصل معدلات قيادية.
وقال مسؤولو البيت الأبيض أن بايدن يدعو الولايات التي تفرض أيضًا رسومًا على الوقود في المحطات أن تحذو حذوه من أجل تخفيف العبء مباشرة على المستهلكين الأمريكيين.
الذهب
فوت الملاذ الآمن فرصة جديدة في تسجيل ارتفاعات قوية بفعل ارتفاعات الدولار المدعومة بتشديد السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي ليتخلى عما يقرب من 25 دولار خلال الأسبوع.
ونزل سعر الأوقية من مستويات قرب الـ 1850 دولار إلى مستويات قرب الـ 1820 دولار، بينما يتجه الذهب إلى تسجيل خسائر شهرية خلال يونيو الجاري بعد الارتفاع في 10 يونيو قرب مستويات الـ 1880 دولار للأوقية
حافظ جولدمان ساكس على السعر المستهدف للمعدن النفيس لمدة 12 شهرًا عند 2500 دولار، بينما عدل جولدمان مستهدفات لأجل ثلاثة وستة أشهر إلى 2100 دولار و2300 دولار، بدلاً من 2300 دولار و2500 دولار.
وتوقع جولدمان ساكس في مذكرة انتعاش الطلب على الذهب في الأسواق الناشئة خلال النصف الثاني من العام، وأضاف أن تراجع أسعار المعدن الأصفر يعود إلى صدمة كبيرة تتعلق بالثروة على خلفية ضعف اليوان عقب التداعيات الاقتصادية لعمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء في الصين.
الروبل
عزز الروبل الروسي من ارتفاعاته القياسية تزامنا وقرار الحكومة الروسية بالموافقة على مشروع قانون من شأنه إضعاف الإقبال على اليورو والدولار في روسيا، واتسعت مكاسب الروبل حيث يحلق عند أعلى مستوياته مقابل الدولار واليورو منذ مايو 2015 أي ما يقرب من 7 أعوام.
ووافقت الحكومة الروسية منذ قليل على مشروع قانون يسمح للبنوك بوضع أسعار سلبية على الودائع بالعملات الأجنبية للكيانات القانونية، وسيسمح الحق الجديد للبنوك بتقديم معدلات سلبية للودائع بالعملات الأجنبية للكيانات القانونية، وتحديد عمولة تتجاوز الفائدة على الإيداع.
علاوة على ذلك ستكون البنوك قادرة على تقديم أسعار سلبية على ودائع العملات الأجنبية فيما يتعلق باتفاقيات الإيداع القائمة، وذلك بعدما حظي مشروع القانون الذي أعدته وزارة التنمية الاقتصادية بالتأييد في اجتماع للحكومة الروسية.
وقالت ناتاليا سافينا رئيسة تحليل الاقتصاد الكلي والأسواق المالية قسم في مركز البحوث الاستراتيجية (CSR) تعد التغييرات التشريعية التي أعدتها وزارة التنمية الاقتصادية طبيعية في سياق اتجاه ثابت نحو تخفيض قيمة الاقتصاد الروسي وتهدف إلى ضمان استقرار واستدامة نظامها المصرفي.
وقالت وزارة المالية الروسية إن موسكو أوفت بالتزاماتها بموجب سندات اليورو بوند المستحقة في 2027 و 2047 بمبلغ إجمالي قدره 12.51 مليار روبل ، وتم سداد المدفوعات بالروبل، وقالت الوزارة إن السداد جاء وفقًا لمرسوم رئيس الاتحاد الروسي بتاريخ 22 يونيو 2022.
وقالت الوزارة في بيان إن وزارة المالية تتحول إلى إجراء جديد للمدفوعات على سندات اليورو بوند الروسية، حيث ستنقل الروبل المعادل لمبلغ الدفع إلى NSD.
وأضافت الوزارة أنه لتجنب افتراض التخلف عن سداد التزامات الديون على سندات اليورو (شروط "أحداث التخلف عن السداد")، ستحول وزارة المالية الروسية ما يعادل الروبل من مبلغ الدفعة المقابلة إلى NSD.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا جديدًا منذ قليل بشأن الإجراء المؤقت لتنفيذ التزامات ديون الدولة في الاتحاد الروسي للمقيمين والدائنين الأجانب، المقومة بالأوراق المالية الحكومية، والتي يُشار إلى قيمتها الاسمية بالعملة الأجنبية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مخاطبا المشاركين في منتدى أعمال البريكس أن روسيا تعمل وشركاؤها على تطوير آليات بديلة موثوقة للمدفوعات الدولية وتوسيع جغرافية استخدام نظام الدفع Mir.
وأضاف الرئيس الروسي أن موضوع إنشاء عملة احتياطي دولية على أساس سلة عملات بلادنا يتم العمل عليه، وقال بوتين ستكثف التعاون مع الشركاء بدءًا من الافتتاح المحتمل لسلسلة متاجر هندية في البلاد ونمو حصة السيارات الصينية إلى إنشاء عملة احتياطي دولية جديدة.
ومن المرجح أن المنظم الروسي يتجه لإجراء مزيد من الخفض في سعر الفائدة الرئيسي، وأضاف تشيستيوخين: "نحن لا نقول بأي حال من الأحوال أننا بحاجة إلى العودة إلى هدف 4% هذا العام وحتى العام المقبل وضعنا نطاقا يتراوح بين 5%-7%. لكننا نخطط لعودة التضخم إلى 4%في عام 2024".
الليرة
بعد ترقب الليرة قرار المركزي التركي وسط توقعات بتثبيت الفائدة للمرة السادسة على التوالي، لم يخرج المركزي التركي عن التوقعات ليثبت أسعار الفائدة رغم المخاوف تلوح بشأن مفاجأة غير متوقعة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس التركي.
تتداول الليرة التركية قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق والتي وصلت إليها 20 ديسمبر 2021، نزولا إلى مستويات قرب الـ 17.4 ليرة دولار، وفي المقابل يتداول غرام الذهب ليرة تركية قرب مستويات 1026 ليرة / جرام بزيادة.
وبينما تتجه الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق قرب مستويات الـ 18 ليرة دولار، يتجه الذهب قرب أعلى مستوياته على الإطلاق في التداولات بالليرة التركية عند 1060 ليرة جرام.
ومنذ بداية العام الجاري نزلت الليرة التركية بأكثر من 4 ليرة مقابل الدولار أو ما يعادل 30% نزولا من مستويات 13.3 ليرة إلى المستويات الحالية لتصبح واحدة من أسوأ العملات الناشئة أداءا مقابل الدولار.
ومنذ مطلع مايو الماضي وتحديدا منذ 5 مايو نزلت الليرة التركية مقابل الدولار في حدود 3 ليرة لتتراجع من مستويات 14.7 ليرة يوم 5 مايو إلى المستويات الحالية بتراجع 18%.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه كافة البنوك المركزية حول العالم عن تشديد السياسة النقدية لمواجهة التضخم، خرج الرئيس التركي ليدافع عن نموذجه الاقتصادي والذي يرمي إلى معدلات فائدة منخفضة رغم وصول التضخم في تركيا لقمة ربع قرن.
يذكر أن المركزي التركي خفض أسعار الفائدة بواقع 500 نقطة أساس في 4 اجتماعات متتالية في الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر تحت ضغط من الرئيس رجب طيب أردوغان والذي تزامن مع تغير 3 رؤساء للمركزي في عامين ونصف.
ومنذ أيام قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا ستواصل خفض أسعار الفائدة وليس زيادتها في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة وأكد أردوغان تعهده بتعزيز الإنتاج والصادرات والتوظيف عن طريق سياسته غير التقليدية لأسعار الفائدة المنخفضة.
وكانت الليرة التركية سجلت أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار الأمريكي يوم 20 ديسمبر 2021 حينما هوت إلى مستويات 18.3674ليرة / دولار، عقب قرار المركزي التركي بخفض أسعار الفائدة إلى المستويات الحالية.
يأتي قرار المركزي التركي تزامنا واستمرار تآكل الاحتياطيات النقدية بالبلاد ما يضع إمكانية الدفاع المستمر من جانب المركزي عن سعر الصرف أزمة حقيقية تواجه أنقرة
بينما تكشف بيانات البنك المركزي التركي وفقًا لإحصائيات صدرت عن البنك يوم 10 يونيو أن حجم الاحتياطي بلغ 102 مليار دولار بواقع 41.7 مليار دولار ودائع ذهبية و60.7 مليار دولار سيولة دولارية.
تتجه التوقعات بأن تتجاوز الليرة مستويات القاع التاريخية مطلع العام المقبل 2023، بينما تتجه التوقعات إلى أن تنخفض الليرة التركية قرب مستويات 17.5 ليرة / دولار قبل نهاية العام الجاري.
وأجرت الهيئة التنظيمية للإحصاء في تركيا استبيانًا بين الممولين، حيث نشرت على أساس استبيانًا لتوقعات المشاركين في السوق، توقع المشاركون سعر صرف العملة الوطنية - الليرة التركية - 17.57 ليرة للدولار الأمريكي بنهاية 2022، بينما توقعوا انخفاض الليرة إلى 18.47 ليرة دولار.
وارتفع التضخم في تركيا إلى 73.5٪ على أساس سنوي في مايو من 69.97٪ في الشهر السابق، حسبما أفاد المعهد الوطني للإحصاء في 3 يونيو، وانخفض مؤشر ثقة المستهلك في تركيا مقارنة بالشهر السابق وسجل أدنى مستوى جديد في تاريخه خلال شهر مايو ليتراجع بأكثر من 6.2%.
الدولار
بينما ارتفع مؤشر الدولار بقوة خلال تعاملات يونيو ليقفز من مستويات قرب الـ 101 نقطة إلى مستويات أعلى الـ 105 نقطة والتي تعد الأعلى في 20 عام .
وقال ستاندرد تشارترد إن الدولار الأمريكي يمتلك مساحة إضافية للصعود 5% أو أكثر، في حال تشدد الظروف المالية بشكل كافٍ مع استمرار رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة.
وقال المحلل استراتيجي ستيف إنجلاندر في بنك ستاندرد تشارترد أن أداء مؤشر الدولار كان يرتبط بشكل وثيق على مدى العام الماضي بالظروف المالية، ونحن نفترض أن هذه العلاقة القوية سوف تستمر في هذه الدورة الاقتصادية.
وأضاف المحلل في ستاندرد تشارترد: "الارتباط المشترك بين الظروف المالية وأسعار الأسهم والدولار الأمريكي يعود على الأرجح إلى أنهم يستجيبون لنفس توقعات السياسة الاقتصادية والنقدية".
وقال جيفري هالي كبير محللي اوندا اليوم: إذا كان باول متشددًا الليلة، فقد نشهد نوبة أخرى من قوة الدولار الأمريكي مع ارتفاع العائدات مرة أخرى، مما يدفع الذهب للانخفاض، لكن بخلاف ذلك، أتوقع تأثيرًا ضئيلًا.
سجل مؤشر الدولار الذي يرصد أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسة بأكثر من 10% على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، ليظل قرب أعلى مستوياته منذ عام 2002.